أحمد يوسف التاي يكتب: بيان حميدتي…المغزى والتوقيت

 

(1)

الناظر إلى البيان الذي أصدره نائب رئيس مجلس السيادة (حميدتي) الليلة البارحة، ويقرأ بين سطوره، ويستصحب الظروف المعقدة المحيطة بتوقيت الإعلان، يمكنه إبداء الملاحظات التالية:

(2)

أولاً: إذا كانت الظروف المحيطة بحميدتي في توقيت صدور البيان ظروف عادية، لما احتاج إلى إصدار ه في ساعة متأخرة من الليل وكأنه يسابق الزمن، أو يستعجل أمراً ما….ولو لم تكن الظروف غير طبيعية لاْكتفى حميدتي بالبيان السابق لرئيس مجلس السيادة (البرهان)، خاصة وأن الرجلين على رأس مؤسسة واحدة، سواء مؤسسة الرئاسة أو المؤسسة العسكرية، فلم يكن هناك داعٍ لبيانين بمضمون واحد ومن مؤسسة واحدة … هذه الفرضية تدفعنا دفعاً لطرح الكثير من الأسئلة الحائرة حول الدوافع الخفية لبيان حميدتي…

(3)

ثانياً:إصدار حميدتي بيان مشابه لبيان رئيسه البرهان يحتمل أمرين…الأول

يأخذ في الاعتبار فرضية جود ضغوط دولية اقتضت إصدار البيان، وهي ضغوط ظلت تُمارس على حميدتي منذ زيارته المثيرة للجدل إلى روسيا والتي جاءت في توقيت حساس وقاتل تزامن مع الغزو الروسي لأكرانيا، وقد فتحت تلك الزيارة الباب واسعاً أمام الضغوط الأمريكية والأوربية، إلى جانب التدخل الغربي بشكل أكبر في الشأن السوداني والإصطفاف إلى جانب المدنيين ورعاية مطالبهم، تلك الضغوط المتواصلة هي مايفسر حاجة حميدتي لاصدار بيان مستعجل يتعهد فيه بإسناد الحكم للمدنيين وسحب الجيش من المشهد، والموافقة على تكوين جيش موحد، ربما فعل ذلك كنوع من المناورة لتخفيف تلك الضغوط المحتملة، أو ربما كان الأمر توجهاً صادقاً، وكما يقول المثل:(الموية تكضب الغطاس)..

الأمر الثاني: أن صدور بيان حميدتي أكد بمالا يدعو مجالاً للشك أن حميدتي قائد مؤسسة قائمة بذاتها، ومايقرره البرهان لاينطبق عليه مما يحتم إصدار بيان آخر بذات مضمون بيان البرهان السابق حول سحب الجيش، واسناد الحكم للمدنيين، وهذا يفند مقولة أن الدعم السريع تحت إمرة الجيش وقائده العام..

(4)

ثم يبق أن نضع حقيقة مهمة نصب أعيننا وهي أن أمريكا تستغل أي ثغرة، وأي نقطة ضعف لتمرر عبرها الضغوط ليس من أجل مساعدة الشعوب المضطهدة والمستضعفة بل من أجل مصالحها أولا، ومن أجل ذلك تستغل بعض الملفات وتلوح بها وتمارس بها الضغوط وما أن حانت فرصة البيع باعت الشعوب وقبضت الثمن وغضت الطرف عمن كانت تبتزه بضغوطها، والأمثلة في العالم كثيرة، وما( بشار) إلا واحد من تلك الأمثلة..

…اللهم هذا قسمي فيما أملك…

نبضة أخيرة: ضع نفسك دائما في الموضع الذي تحب أن يراك فيه الله، وثق انه يراك في كل حين.

 

 

 

 

 

 

صحيفة الانتباهة

Exit mobile version