Site icon كوش نيوز

مشروع مبتكر.. نهم القراءة يحول طالبة جامعية الى بائعة كتب

منذ أن تفتحت آسيا الشيخ كطفلة ووعيت بدأت تشدها المجلات المصورة التي تصدر للأطفال شاكلة ماجد وميكي وسمسمة، ومن ثم بدأت رحلتها مع عشق المعرفة والقراءة تتزايد مع نمو سنوات عمرها لتصير العلاقة في صباها وبواكير شبابها ولعاً بالكتب، بيد أنها لم تكن تتوقع أن تمتد علاقتها مع الكتب والقراءة لتكون مشروع عمل يدر عليها دخلاً يعينها على مواجهة ظروف الحياة.

أكملت آسيا الشيخ دراساتها الأساسية والثانوية في ولاية الجزيرة ومن ثم انتقلت لتدرس الجامعة واختارت أن تدرس المختبرات الطبية في جامعة النيلين، وهنا تعمقت علاقتها مع الكتب بعد أن كانت تهتم فقط بالجانب الثقافي والمعرفي لتضيف لها مجالات العلوم والبحث.

 

تقول آسيا إنها بعد أن دخلت إلى الجامعة وانتقلت إلى الخرطوم وسكنت إحدى الداخليات، لاحظت اهتمام الطالبات والطلاب بالحصول على الكتب وتبادل المعرفة، فكان أن تخمرت في رأسها فكرة الاستفادة من الكم الهائل من الكتب التي قرأتها ودروب المعرفة وخبرات الحصول على الكتب التي تريدها، فكان أن أنشأت صفحة باسم “بائعة الكتب” على تطبيق فيس بوك، ومن ثم أصبحت تلبي طلبات أعضاء الصفحة من الكتب التي يطلبونها بهامش ربح بسيط خاصة المراجع الجامعية.

وتشير آسيا إلى أنها وجدت نفسها تبيع مختلف أنواع الكتب من مصاحف، روايات، كتب سياسية، مراجع علمية ومراجع طبية، إلخ..).

 

وتقول آسيا في حديثها بحسب صحيفة الحراك السياسي، كنت مولعة وشغوفة بنهم القراءة والاطلاع منذ الصغر، بدأت كقارئة أشتري الكتب من المكتبات لغرض القراءة والاطلاع، ولكن نسبة لارتفاع أسعار الكتب جاءت فكرة البيع في هذا المجال، وكان هدفي الأول أن استمر أنا أولاً في المداومة على القراءة والاطلاع، مع فتح مصدر دخل لتغطية مصاريف الدراسة والاحتياجات الخاصة”.

 

وتوضح أنها تعتمد كلياً على الترويج الإلكتروني لمبيعات الكتب عبر صفحتها على (الفيس بوك)، كما أن لديها خدمة توصيل طلبات الكتب لزبائنها، وتعتبر فلسفة البيع والشراء لديها بعرض ما لديها، إضافة إلى البحث لطلبات الزبائن من الكتب توفيرها لهم من مصادر مختلفة بهامش ربح معقول، فهي عبارة عن مكتبة (أونلاين) ومتحركة ومتنقلة.

 

وتلفت آسيا إلى أن نشاطها حتى الآن محصور في الخرطوم فقط لكن بعد أن أصبحت تأتيها طلبات من الأقاليم بدأت في إنشاء شبكة متعاونين في كل الولايات والمدن الكبرى في جميع أنحاء السودان، حتى تستطيع تلبية الطلبات التي تأتيها من هناك. كما أنها تفكر بأن يكون لديها مندوب في كل جامعة وفي كل منطقة، كما أن لديها خدمة توصيل طلبات الكتب لزبائنها داخل وخارج ولاية الخرطوم.

 

وتجلب آسيا الكتب من الدار السودانية للنشر، والجامعات، وتقوم بشراء الكتب المستعملة بعد ما تصبح فائضاً لدى أصحابها وأرادوا الاستغناء عنها أو استبدالها، كما تتميز آسيا بقدرة فائقة في بيع وشراء الكتب، وذلك بابتكار طريقة مختلفة وأسلوبها المتفرد عبر منشوراتها في صفحتها على الفيسبوك، بأسلوب جاذب وتطغى عليه روح الدعابة والفكاهة، وتقديم بعض الهدايا الصغيرة لزبائنها كفواصل الكتب، وأقلام، ومفكرات، وورود.

 

وتوضح آسيا أنه على الرغم من أن العمل متعب وفيه بعض التحديات والضغوط، خاصة في وقت الدراسة، إلا أنها وفقت وجمعت بين الدراسة والعمل في بيع وشراء الكتب، وتحملت كل ضغوط العمل، من أجل إشباع رغبة القراءة والاطلاع، وتوفير المصروفات الدراسية بالعائد من بيع الكتب.

تطمح آسيا إلى أن تمتلك مكتبات كبيرة في معظم مدن البلاد هدفها المساعدة في نشر الوعي والمعرفة والتعلم والتثقيف في أوساط المجتمع كافة.

الخرطوم: (كوش نيوز)

Exit mobile version