هاجر سليمان تكتب: خطاب الكراهية

أكثر من (٧٠٠) قبيلة كل قبيلة منها ترى انها الأفضل من بين الجميع وانها الأكثر عروبة وأصالة وتنتفخ الصدور وتمتلئ بالهواء الفاسد الذي تزفره ذات الصدور حمما بركانية تحيل الهدوء الى عواصف نارية وتلك الحمم ليست الا خطاب كراهية يثير النعرات القبلية التي تأصلت وتكرست منذ اواخر ثمانينيات القرن الماضي وحتى قبل ذلك الموعد لم يكن السودان ليعرف ماهي القبلية وقبيلتك شنو والتي اصبحت اول عبارة يتفوه بها والد الفتاة حينما يتقدم لخطبة ابنته شابا فيبادر بكلمة انت قبيلتك شنو؟؟
ثم تتقدم للالتحاق بالعمل في مؤسسة فتسأل انت قبيلتك شنو ولو كنت صاحب حظ موفور تكون قبيلتك هي المسيطرة على تلك المؤسسة، اذن القبلية وإثارة النعرات القبلية وخطاب الكراهية اصبح هو السمة السائدة للدولة وبات من الصعب التغلب عليه .
من النماذج مسئول انقاذي عشق زميلته منذ ان كانا طالبين بالجامعة وأحبها وأحبته ثم تقدم لخطبتها ووقتها لم يكن مسئولا ولكن اسرتها رفضت بحجة انه (ما حر) يعني ما فيه أصالة العروبة وان اسرته اختلطت بالنسب مع قبائل اخرى فثارت ثائرة الفتاة وقتها وأصرت وتزوجته وخلقت فجوة بينها وبين اسرتها التي قاطعتها ردحا من الزمن ولم تعد تسأل عنها إلا حينما اصبح زوجها مسئولا بحكومة الانقاذ، وهنا تغلبت المصلحة فأصبح أهلها كالفئران يتسللون لزيارتهم والتواجد الدائم معهم بغية المصالح .
ومسئول آخر حينما تزوج ابنة تلك الأسرة قامت قائمة الاسرة وخاصمتها ولم تعد اليها الا بعد اصبح زوجها مسئولا، في السودان توصف بـ(…) حينما تتقدم لخطة فتاة ويكون (كيسك فاضي) وبمجرد تصبح مسئولا يطلق عليك لفظ نسيبنا، وتنتفي الصفة البغيضة، من المفترض ان تعلى قيمة الوطن وان لايفتح باب القبلية حتى لا نجد أنفسنا في (فتيل الفتنة)، وان يكون التسامح القبلي صفة ترسخ لها رئاسة الدولة لكن المصيبة والحق يقال ان العنصرية بدأ التكريس لها منذ اواخر الثمانينات وأصبحت في أوج مجدها ابان حكومة الانقاذ حينما كانت تحتكر الوظائف بالمؤسسات المرموقة لسحنات قبلية محددة وتمنع منها قبائل ثم تخصص الرتب العليا لقبائل دون اخرى ولانريد ان نذكر لكم أمثلة أمامنا، علما بان الفترة الانتقالية هذه مارست ذات النهج التكريسي للعنصرية البغيضة .
بات من الصعب السيطرة الآن الا من خلال إطلاق مصالحات مع النفوس اولا وتقبل الآخر وإعلاء خطاب التسامح القبلي ونبذ العنصرية التي من شأنها تقسيم السودان الى دويلات يصعب لمها وستذهب كل قبيلة بما غلت ثم يعودون للخرطوم للسحل والقتل والتطاحن .
يبدو ان مثلث (حمدي) هو الخيار الراجح الآن في ظل ما يحدث ونخشى ان يقال ان البرهان ورفاقه فرطوا في الوطن ومهدوا الطريق للانفصال لذلك لابد من سد الثغرات والوقوف امام اي عقبات وإزالتها سواء بقوة القانون او بأي طريقة اخرى تكفل حق التعايش السلمي وتقبل الآخر .
ماذا فعل مالك عقار وجيشه حتى ايقظوا تلك الفتنة التي عمت أرجاء البلاد؟ ليس من حق اي شخص ان ينعت آخر بانه غير سوداني ولتعلموا ان السودان نفسه مزيج لقبائل أتت من خارج السودان ولو جينا للحق كلكم ما سودانيين آها شن قولكم ؟! ..

 

 

 

 

 

صحيفة الانتباهة

Exit mobile version