Site icon كوش نيوز

محمد عبد الماجد يكتب: العاصمة القومية (قومية) في كل شيء إلا في (جيوشها)!

 

(1)

 الحقيقة التي يجب ان نقف عندها ولا نجهلها هي ان هذا الوطن في العهد البائد اجبر على ان يقبل القسمة على اثنين.

 تمت القسمة ودفعنا ثمن ذلك غالياً – بدلاً من ان نتعظ من هذا التاريخ المؤلم للسودان – نحاول الآن ان نجبر الوطن على قبول القسمة على عشرة.

 انهم يحاولون ان يجعلوه يقبل القسمة على عشرة.

 لا غضاضة في ان يكون السمسار (سياسياً) لكن ان يصبح السياسي (سمساراً) فهنا تكمن المشكلة.

 البلاد يحكمها مجموعة من (السماسرة).

(2)

 مثلت العاصمة الخرطوم (القومية) في كل شيء ، حتى اطلق عليها العاصمة القومية.

 العاصمة القومية في تعايشها قدمت لنا عائشة الفلاتية والنعام ادم ومحمد وردي وابراهيم موسى ابا وعبدالمنعم عبدالحي ومرسي صالح سراج.

 قدمت لنا الطاهر حسيب واوهاج والفاضل سانتو وحامد بريمة ويور وتنقا ووالي الدين محمد عبدالله.

 في الحي الواحد في الخرطوم توجد كل الاجناس وكل القبائل – لا فرق بين سوداني وسوداني – كلهم سودانيون.

 مثلوا ذلك في ام درمان وفي الحاج يوسف والكلاكلات.

 في المنشية وفي الصافية وفي مدينة النيل – كل هذه الاحياء تجسد التعايش السلمي في السودان.

 العاصمة التى اثبتت (قوميتها) في كل شيء – في الاذاعة والتلفزيون والمسرح ومحمد وردي وعثمان حسين والهلال والمريخ والموردة فشلت ان تؤكد قوميتها في (جيوشها).

 تخيلوا ان العاصمة (القومية) يوجد فيها (10) جيوش.

 (10) جيوش فشلت في الاندماج في جيش واحد – هو جيش السودان.

 كيف لكم بعد ذلك ان تطالبوا من الشعب ان يكون (قومياً) وان يعيش في تعايش سلمي وانتم في السلطة فشلتم في ان تمنحونا نموذج القومية في (الجيوش).

 كل القيادات الموجودة في مجلس السيادة الذي عاد مرة اخرى (المجلس العسكري) تمتلك قوة عسكرية.

 أي عضو في مجلس السيادة او المجلس العسكري كما اشرت يمتلك (جيشاً) خاصاً وحرساً خاصاً وميزانية خاصة.

 ويطالبون بعد ذلك من الاهالي والمواطنين في ولايات النيل الازرق وفي كسلا والقضارف ان يكونوا قوميين ووطنيين وان يعيشوا في تعايش سلمي.

 كيف يكون ذلك وانتم في مجلس عسكري لا تتجاوز عضويته احد عشر عضواً فشلتم في ذلك؟

 لن نعيش في تعايش سلمي ولن نصل الى القومية التى ننشدها ونرجوها في ظل وجود هذا العدد من (الجيوش).

 لن تتحقق (القومية) في وجود (10) جيوش في العاصمة القومية.

 امنحوا المواطن النموذج الذي يمكن ان يمشي عليه وانتم في السلطة.

 اذا كان رجل الدولة في السودان غير قومي – يتحدث بلغة (عنصرية) بغيضة ويمتلك قوة عسكرية لحماية مصالحه ومناصبه كيف يكون حال المواطن العادي؟

 اذا كانت الفوضى من جهات كل لوائحها وقوانينها معنية بالضبط والربط .. كيف ننتظر (الاستقرار) و (الالتزام) من الاخرين؟

 انتم المسؤولون عن هذه (الدماء) وانتم الذين قدتم البلاد الى الهاوية والضياع – سوف تسألون عن ذلك يوم المحشر ولن ينسى لكم التاريخ ما فعلتموه في السودان.

(3)

 الامر الآن كله في يد السلطة – المبادرات التى تقصد الشعب – مبادرات تضل طريقها.

 التنازل والحكمة والوطنية يجب ان تكون من السلطة ومن قياداتها اولاً ثم تطلب من الشعب بعد ذلك.

 سلطة قدمت للشعب مناوي وترك وجبريل والتوم هجو وبرطم طبيعي ان تصل بنا الى هذه النتائج.

 هذه نتيجة طبيعية – لا غرابة فيها.

 اذا بحثتم عن (العلاج) كونوا اكثر شجاعة وجرأة – الوطن يشكو من (سلطته) وليس من (شعبه).

 أي علاج يتم بعيداً (السلطة) لن يؤدي الى نهاية سعيدة.

(4)

 بغم /

 لم يتفقوا على جيش واحد وهو جيش السودان – قواتنا المسلحة الباسلة .. فكيف يتفقون على الاشياء الاخرى؟

 كنت اتعجب من قيادات البلاد الممثلة في حميدتي ومناوي وعقار وادريس وجبريل وهم يدّعون دعم (الجيش) ومساندته وهم يرفضون في الوقت نفسه الاندماج فيه.

 التفلتات الامنية والنزاعات القبلية يمكن القضاء عليها بجيش قومي واحد – جيش قوي وكلمته مسموعة في مشارق الارض ومغاربها.

 

 

 

 

 

 

صحيفة الانتباهة

Exit mobile version