هاجر سليمان تكتب: فقد البوصلة

حينما قام رئيس المجلس السيادي الفريق اول عبدالفتاح البرهان باجراءات اكتوبر وقتها استبشرنا خيراً بأن الرجل ينوي حسم الفوضى ومن ثم تشكيل حكومة مهام سريعة تقوم باداء واجبها كاملاً ومن ثم قيادة البلاد الى بر الامان وحتى اعلان انتخابات حرة نزيهة تأتي بمن تأتي لا فرق لدينا وان أتت بالشيطان نفسه ونصبته رئيساً طالما أنه منتخب من قبل الشعب ثم تكون حكومة مدنية بالانتخاب وبعدها تهدأ البلاد وتسير في طريق الديمقراطية المنشودة .
ولكن (الشغلة فجأة جابت ليها رخوة) والسيد البرهان تجاهل عمداً مسألة تشكيل الحكومة ولم يستجب لمطالب الشعب وما يحدث الآن من انفلاتات وأحداث هو احدى افرازات ذلك التجاهل الذي تعمده رئيس مجلس السيادة بحجة خلق وزنة في البلد، بما ان السودان دولة متعددة القبائل فمن باب اولى ان تكون النتيجة الراجحة هي حروب قبلية واهلية طاحنة ولا نريد ان نذكر بما حدث في رواندا بين قبيلتي الهوتو والتوتسي ووقتها قتل جراء التناحر ما يزيد عن مليون شخص ولكن لا مقارنة لان رواندا الآن اصبحت في مصاف الدول المتقدمة والسودان مازال يرزح تحت وطأة العمالة والعنصرية والجهوية والنفخة الكذوبة ويدعي البعض زوراً العروبة ويصفون البعض الآخرين بالزنجية متجاهلين ان السودان هو دولة الزنج والسود ولا عروبة ولا داعي لان نكذب على أنفسنا ويجب ان لا ننسى قول رسولنا الكريم : ( كلكم بنو آدم وآدم خلق من تراب لينتهين قوم يفتخرون بآبائهم أو ليكونن أهون عند الله من الجعلان) .
قد اتفق مع وجدي صالح في بعض جوانب حديثه حينما قال ان ما يحدث من احداث الآن هو مصنوع وانه احدى افرازات الانقلاب ولكن أود ان اوضح لوجدي نقطتين فعلاً ما حدث مصنوع ولكن لم يصنعه العسكر كما يظن البعض فالعسكر نعم بطيئون في ردة فعلهم لان طبيعتهم تتطلب نزول الاوامر بالتسلسل وعدم التصرف التلقائي إلا بموجب تعليمات واضحة من الأعلى للأدنى مع احترام التراتيبية العسكرية ولكنهم ليسوا بتلك العقلية التي تجعلهم يخططون لهدم وطنهم ولكن ما حدث ياوجدي مصنوع بأيد خبيثة ساهمت في تدمير الوطن وقبضت الثمن دولار حاااااااار وأمثالهم كثر لن يتسع المجال لذكرهم هؤلاء خططوا لتلك الحروب ومولوها وهم من دعموا بالسلاح لإنفاذ أجندة خفية والنتيجة الوحيدة المطلوبة تقسيم السودان لخمس دويلات متناحرة والاستفادة من ثرواته وهذا مخطط ظلت جهات تخطط له وظل يجد الدعم والتمويل من قبل جهات ماسونية تعلمونها جيداً وتتغاضون عن محافلها وربما تشاركون فيها وهنالك من بني جلدتنا من هو رديء يمكن شراؤه بأثمان بخسة بغرض تنفيذ اي مهمة توكل له حتى لو كانت هدم داره .
نتفق مع وجدي ان التخاذل في تشكيل الحكومة كان له اثر كبير في تمدد الصراعات وتنقلها أضف الى ذلك ان تحجيم دور جهاز المخابرات كان له دور كبير في اندلاع الفتن والجميع يقف متفرجا وتستاهلوا صفقة كبيرة لأنكم جميعاً فاشلون لا مدنيين ولا عسكر .

صحيفة الانتباهة