هنادي صديق

هنادي الصديق تكتب: الكوز وفَجة الموت

 

مع بداية تتريس العاصمة بمدنها الكبرى بدأت بوادر السقوط واضحة للعسكر ومؤيديهم من كيزان وأرادلة وبراطمة، وأمس تابعنا إعتصام الديم بمستشفى الجودة، وإعتصام أمدرمان بحي ود أرو ، ولاحقا إعتصام بحري تمهيدا للعصيان المدني الذي سينهي أسطورة (الكيزان) فعليا.

ربما يتبادر إلى الذهن سؤال بديهي، (وما دخل الكيزان فيما يفعله العسكر الآن)؟

الإجابة ببساطة هي أن من يفكر للسيد رئيس مجلس السيادة المنبوذ من شعبه، هم الكيزان ، نعم هم من يديرون العملية السياسية ويحركون (الدُميَ) العسكرية والشرطية والمليشيات المنتشرة في البلاد كما البراغيث الضارة.

الكيزان هم الوحيدون الذين نجحوا في عقد مؤتمرهم العام الإستثنائي والذي إختار أخبث عقليات الكوز النفعي(علي كرتي) لص الأراضي المعروف ليكون أمينا عاما للمؤتمر الوطني (المحلول). في تحدي واضح للعدالة التي قضت في بداية حكومة الفترة الإنتقالية بحل هذا الحزب الذي طالب غالبية الشعب السوداني بإدراجه ضمن (الجماعات الإرهابية) وحظر نشاطه، وهو ما لم يحدث بحكم تدخل البرهان ونائبه قائد مليشيا الجنجويد (حميدتي) الذين شكلوا حماية ودرقة وحائط صد للكيزان وكل ما له علاقة بالمؤتمر الوطني.

عاد الكيزان الذين لم يغادروا المشهد من الأساس، وعادت لهم ألأموال التي نهبوها من الشعب، وعادت لهم الممتلكات الفخيمة، عادوا بعد أن عاثوا في الأرض فسادا.

شخصيا لا أعتقد أن من يقومون بقتل المتظاهرين بهذه الوحشية والروحة الإنتقامية الشريرة هم أفراد من الشرطة تمت تعبئتهم ضد الثوار كما كنا نظن في بداية الثورة، فالواضح هو أن (زي الشرطة) أصبح (هبو هبو لا أم لا أبو)، فهو الان الزي الرسمي للكيزان بكتائب ظلهم وجيشهم الشعبي وقوات دفاعهم الشعبي المؤدلجة والتي تسلمت مهام الشرطة الفعلية، ونراها بقناصيها منتشرة في الشوارع وعلى أسقف البنايات الشاهقة تنتقي ضحاياها بإحترافية عالية.

كتائب المؤتمر الوطني هي التي تقوم بفض التظاهرات بوحشية وعنف لا يشبه إلا من كان لديه (تار) مع كل ما يمت للثورة والثوار بصلة، وهذا لا يعفي قوات الشرطة من المسؤولية بطبيعة الحال، ولعل من أقوى الكتابات التي قرأتها مؤخرا في شأن الكيزان، من كاتب ليعذرني إن لم أتذكر إسمه وأقتبس بعضا مما جاء في حديثه الذي جاء متطابقا مع رؤيتي الحالية للواقع.

عاد الكيزان مرة أخرى (ولكنهم عادوا مخزن حشود مأمورة في مشروع حميدتي، عادوا تروس خدمة منهكة في دولة البرهان

لا يستطيع أحدهم أن يقول جاهراً (الله اكبر ) قبل أن يتلفت ويقرأ لغة عيون وجسد حميدتي ومحوره الداعم بالدرهم والدينار).

لن يتحدث أحدهم عن التطبيع وعن القدس وقضية المسلمين المركزية إلا بعد أن يختلي بعيداً في الحمام وبعيداً عن البرهان ووفوده الأمنية التي تتحرك جيئة وذهاباً بين يافا وبرتقالها وبين خرطوم اللاءات التي باتت تحت بوت البرهان إلى حين.

سينشط بعض الكيزان في استيراد طاقية الرأس (الاسرائيلية)الصغيرة وربما أقام أحدهم حائط مبكي في الساحة الخضراء تخفيفا للحجاج من وعثاء السفر وتقليلا للنفقات وكلوا (بزنس وأكل عيش).

المؤتمر الوطني سيصبح حزباً للإيجار يملك كوادر التنفيذ من القتلة وحتي موظفي المحليات، لن يصدع أمره بفكرة ولا مشروع حضاري ولا يحزنون، وإن أشتاق للأيام الخوالي، قرأ تهويمات وخزعبلات إسحاق فضل الله او مرثيات حسين خوجلي، ثم يعود ترساً منبوذاً في دولة البرهان وحميدتي.

سيُترك له المجال لمهاجمة القراي وعملاء الخارج وسيداو وبعض السفاسف من هذه الشاكلة، ولكنه لن يجلس في مجلس ويا للهوان مع برطم او اردول وربما التوم هجو وسلمي المبارك.

الكوز ولحسن الحظ هذه حدود تحركه وهذه خارطة طريقه.

لكم ناسكم ومنهوباتكم ولنا الحكم وتقرير مستقبل البلاد والعباد، وكل في فلكه يسبح.

عودة الكيزان هي (فجة الروح) قبل الموت المحتوم، وبتنا نرى في صرخات الشباب في المواكب خراج الروح للكوز.

المؤكد أن مشروع الكوز أنتهي في البلد وعاد الكوز مواطناً منبوذا يتدافع مع المتدافعين في الوظائف والمسروقات، هذا بالطبع إن ترك له حميدتي ما يسد به رمقه.

 

 

 

 

 

 

صحيفة الجريدة

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



زر الذهاب إلى الأعلى