هاجر سليمان

هاجر سليمان تكتب: خيار وفقوس … إلى الداخلية والسيادي

في كل يوم تلقى على مسامعي قصة محيرة وعجيبة تكشف عن مدى جهل بعض متخذي القرار والوكادات التي تتم في مؤسسات الدولة وكيف ان هنالك ضحايا تهضم حقوقهم وتضيع سدى في دهاليز الوكادات وبين ظهراني المؤامرات التي تحاك في ظلمة المكاتب وبين عتمة النوايا السوداء .
هنالك مجموعة من ضباط الشرطة من مختلف الدفعات قوام هذه المجموعة نحو ثمانين ضابطا أحيلوا للتقاعد في كشوفات صدرت بتاريخ التاسع من ديسمبر وهذا التوقيت مخالف للتوقيت الذي جرت عليه سنة الشرطة في إصدار كشوفات الاحالات والترقيات حيث درجت الشرطة على إصدار كشوفاتها مطلع كل عام سنويا في يناير او منتصف العام وليس في خواتيم العام في ديسمبر مثلما حدث هذه المرة .
هؤلاء الثمانون ضابطا جمعهم كشف واحد وفرقت بينهم الدفعات والرتب اقل واحد فيهم ظل يقدم خدماته للشرطة لنحو ثلاثين عاما متصلة دون انقطاع، ولما عرف عن وزارة الداخلية انها تحيل ضباطها الى المعاش الأفضل كان لابد من إحالتهم في يناير بعد ان تتضح رؤية الزيادات خاصة وانه قبل الإحالة بايام أي في نوفمبر اجتمع نائب رئيس مجلس السيادة الفريق اول محمد حمدان دقلو بضباط الشرطة بمختلف رتبهم وكان الاجتماع بدار الشرطة واكد خلاله دقلو للشرطة بان هنالك زيادات كبيرة للشرطة بمختلف رتبها ستدرج في المرتبات ابتداء من يناير مطلع العام ٢٠٢٢م، ولكن بعدها بأيام فوجئ الضباط بصدور كشوفات إحالتهم للتقاعد في ديسمبر وقبل الزيادات ، وتم إجراء ترتيباتهم وسلموا استحقاقات لم تتجاوز سبعة ملايين جنيه .
لم تمض بضعة اشهر حتى صدرت كشوفات إحالات اخرى لضباط من نفس دفعات الضباط المحالين في ديسمبر ونفس رتبهم وأحيلوا للتقاعد وكانت الصدمة للضباط المحالين في ديسمبر حينما اكتشفوا ان رفاقهم بذات دفعاتهم وذات الرتب تجاوزت استحقاقاتهم المالية مبلغ خمسة وثلاثين مليون جنيه وهو اربعة أضعاف استحقاقات رفاقهم لذات الرتبة ولذات الدفعة والذين أحيلوا قبلهم بنحو ثلاثة او اربعة أشهر فقط ..
بالله ماهذه التناقضات كان الأحرى ان يتم إرجاء كشف المحالين في ديسمبر حتى مطلع العام وبعدها يحالون للتقاعد فقط لتتحسن فوائدهم المعاشية، في اعتقادي ان وزارة الداخلية والمجلس السيادي لم يكونا ليخسرا شيئا في حال تم إرجاء الكشوفات حتى تحسين المعاشات بدلا من ذلك الفرق الشاسع بين المعاشين لنفس أبناء الرتبة الواحدة والدفعة الواحدة، فمثل هذه الأشياء تولد حالة من الغبن والشعور بالإحباط والخذلان وسط منسوبي الشرطة المحالين للتقاعد بل وحتى الذين مازالوا في الخدمة، فمسألة خلق حالة من الرضا والشعور بالارتياح وسط القوة يصعب تحقيقها في أوساط القوات النظامية الا بتفعيل ضوابط تحدد تاريخ دخول الضابط وتاريخ انتهاء مدة خدمته ما لم يطرأ طارئ مثل ارتكاب جريمة او مخالفة سلوكية او تشكيل مجالس تحقيق او إتيان جرائم مخلة بالشرف والأمانة وفي حال انتفاء كل ذلك يجب أن لا يحال الضابط للتقاعد إلا في الموعد المحدد له .
كفاية تلاعب بقوات الشرطة وكفاية تسييس للعمل الشرطي دعوا ضباط الشرطة يؤدون واجبهم في بيئة معافاة ألم تروا الفرق الآن وكيف تحقق الأمن والاستقرار بالعاصمة وكيف عادت الأمور لنصابها فرجاء لا تعيدونا للمربع الأول …

 

 

 

 

 

 

صحيفة الانتباهة

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



زر الذهاب إلى الأعلى