زهير السراج يكتب : الشاكوش الامريكي !

قبل حوالى ثلاثة اسابيع أعلن وزير الخارجية الأمريكي (أنتوني بلينكن ) تعيين السفير الأمريكي (مايك هامر) فى منصب المبعوث الأمريكي الخاص الجديد لمنطقة القرن الإفريقي، التي تضم عدة دول من بينها السودان، جنوب السودان، واثيوبيا ..إلخ، وهو دبلوماسي صارم جدا تجاه قضايا الديمقراطية وحقوق الانسان، وله باع طويل في التعامل مع الاوضاع في الدول النامية وألاعيب الانظمة الدكتاتورية فيها، بسبب نشأته في (هندوراس) وممارسته العمل في عدة دول لاتينية، كما عمل سفيرا للولايات المتحدة في جمهورية الكونغو الديمقراطية بالقارة الافريقية، بالإضافة الى تقلده عدة مناصب مرموقة في واشنطن، منها المساعد الخاص للرئيس بايدن، وزير الدولة للشؤون العامة بوزارة الخارجية الامريكية، ونائب المتحدث باسم مجلس الامن القومي الامريكي ، وهى مناصب تتيح لاي شخص الاطلاع على الكثير من المعلومات ومشاركته في صنع القرار!
حسب أخبار غير مؤكدة، نشرتها عدة صحف ومواقع صحفية، من بينها موقع قناة الحرة الأمريكية، نقلا عن صحيفة (اليوم التالي)، فإن مدير مكتب السودان وجنوب السودان (براين هانت) الذي يعمل تحت ادارة هامر (Hammer )ــ وتعني الشاكوش باللغة العربية ــ سيزور عدة دول في منطقة القرن الافريقي في غضون الايام القادمة من بينها السودان لمتابعة التطوّرات الجديدة وسير تقدم المحادثات السودانية قبيل زيارة الرئيس الأمريكي (جو بايدن) إلى الشرق الأوسط في منتصف الشهر القادم، والتي تشمل كلاً من السعودية وإسرائيل.
في حوار مع قناة الحرة، قال مساعد (الشاكوش) بأن واشنطن ترغب في ان يكون مسار التحول الديمقراطي في البلاد شاملا للجميع، وهو ما يسمح لقوى الحرية والتغيير والقوى الديمقراطية المتحالفة معها المشاركة في الحوار، مبديا تفاءله بأن “المسار الذي انخرطنا فيه مع السعودية سيقود لمشاركة قوى الحرية والتغيير وحلفائهم في العملية السياسية التي تقودها الآلية الثلاثية”
وتطرق (هانت ) إلى لجان المقاومة في السودان، وقال إنها لعبت دورا أساسيا في الانتقال الديمقراطي، مجددا دعم واشنطن لهم، وأكد أنه في نهاية المطاف فإن التحول المدني يؤدي الى تحقيق الديمقراطية “فإنني أثني على عمل لجان المقاومة وآمل أن يساهم ممثلوها في النقاش الذي تسيّره آلية الثلاثية من أجل التوصل إلى تحول مدني في السودان”.
وقال ان واشنطن تعمل عن كثب مع السعودية والإمارات وتشاركهم الرغبة في تحول ديمقراطي في السودان، مشيرا أيضا إلى دور مصر وإثيوبيا، العضوان في مجموعة أصدقاء السودان، وقال ان هناك عملا “وراء الكواليس” لجعل كل الظروف مواتية لمشاركة القوى الديمقراطية في الحوار بغرض الوصول الى الاهداف المرجوة!
وفيما يخص القوى السابقة لنظام البشير ــ المؤتمر الوطني الساقط وحلفاؤه ــ أكد (هانت) ان وجهة نظر واشنطن واضحة وهي أن”الشعب السوداني كان واضحا ولا يرغب في أن يلعبوا دورا في المسار التحولي”، لذلك “نحترم رأي الشعب السوداني في هذا الأمر”، مضيفا: “خاصة مع الجرائم التي ارتكبها النظام السابق”.
وقال المسؤول الامريكي إن “الولايات المتحدة كانت دائما مانحا كبيرا للمساعدات الإنسانية للشعب السوداني، ولقد استمر ذلك خلال الأزمة و خلال الفترة الانتقالية ومنذ 25 من أكتوبر”، وأن واشنطن تريد أن تتأكد من أن الشعب السوداني يحصل ” على المساعدة التي يحتاجها للتعامل مع الازمة التي تسببت فيها روسيا بغزوها غير المبرر لاوكرانيا”
أما أخطر ما جاء في حديث مساعد (الشاكوش الامريكي) فهو إستياؤه وتأسفه من زيارة (حميدتي) الى روسيا في الايام الاولى للغزو الروسي والتي امتدت لثمانية ايام، في وقت يشهد فيه السودان إضطرابات واحتجاجات منذ انقلاب البرهان، قائلا ان قرار (حميدتي) لزيارة روسيا كان ” ضعيفا جدا وسيئا”، لا يعكس رغبه الشعب السوداني في تحقيق للديمقراطية، حاثا قادة السودان على العمل لتحقيق طموحات الشعب السوداني، لأن دولا مثل “روسيا تنخرط في نشاطات تؤدي إلى إفقار دول أفريقية وإثراء نفسها، وهذا لا يتماشي مع طموحات الشعب السوداني وكذلك شعوب القارة الأفريقية”، محذرا من المساعدات التي تقدمها روسيا عبر منظمات أو هيئات مثل “فاغنر”، والنظر إليها بالحذر والتشكيك ــ وكانت وزارة الخزانة الامريكية قد فرضت في يوليو 2020، عقوبات على الروسي (يفغيني بريغوزين)، الذي يعتبر مسؤولا عن مجموعة “فاغنر، “واتهمته باستغلال الموارد الطبيعية للسودان لتحقيق منفعة شخصية”.
كان ذلك ما جاء في حديث نائب الشاكوش، فماذا يقول الشاكوش نفسه؟!

 

 

 

 

 

صحيفة الجريدة

Exit mobile version