آراء

طه مدثر يكتب: جبرين والقادم أسوأ، ،

 

(1) لا يمر يوم من أيام انقلاب الخامس والعشرين من أكتوبر الماضي، والا والذي يليه أسوأ منه، ويشهد بذلك تراجع الاقتصاد الوطني، وانحسار الطبقة الوسطى التي كانت تحافظ على توازن المجتمع السوداني، من تغول الطبقة العليا على الطبقة الدنيا، وللاسف أصبح بالمجتمع السوداني طبقتين، طبقة عليا، لا يهمها ما يجري، وان حدث وتجاوزا، اهتمت بما يجري، فانها ستأخذ (فلوسها وتجري) لخارج السودان، اذا كانت لديها فلوس بالسودان، ومعلوم بالضرورة ، ان أغلب فلوسهم بالخارج!! والطبقة الأخرى، هي الطبقة الدنيا، التي لا تملك إلا مايسد رمقها وحسن الصبر.

(2) والسلطة التي تسعى وتعمل على افقار شعبها، لا يحق لها البقاء، ولو لساعة في منصبها، واعتقد أن السلطة المالية بالبلاد تعدكم الفقر الحاضر، دعكم من المستقبل، فهلا سألتم تلك السلطة عن أموال رفع الدعم عن المحروقات وزيادة تعرفة استهلاك الكهرباء وأيضاً الماء، وزيادة اسعار غاز الطهي والخدمات وزيادة رسوم كثير من السلع الضرورية وأيضاً رفع أسعار الدواء ورفع الدولار الجمركي، فهل تبرع أحد المسؤولين (جبريل وصحبه) وكلف نفسه وحدثنا وحدثكم عن ارقام هذه المبالغ المالية الطائلة التي تم الاستحواذ عليها، وفي اي ركن ركين استقرت؟.

(3) وبدلاً من أن تذهب تلك الأموال لاشباع بطون جائعة، واسكان من يلتحفون السماء، او توفير جرعة دواء لمريض، او قطع غيار للكهرباء أو المياه، او توفير كتاب أو مقعد لتلميذ الخ، يبدو لي أن تلك الأموال ذهبت لدعم الحركات المسلحة، الموقعة على اتفاقية جوبا السلام (برغم أن السلام لم يحل بعد بإقليم دارفور) وربما ذهبت تلك الأموال لشراء قنابل الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي أو الحي أو الخرطوش، فامتلأت الأجواء برائحة البارود والدم والموت.

(4) ثم بعد كل هذا يبكي ويشكي كثير من (دعامة) الانقلاب، من المدنيين المؤلفة قلوبهم والغارمين وأبناء السبيل، يبكون ويشكون امريكا ودول الاتحاد الأوروبي والبنك الدولي وصندوق النقد الدولي، وكيف انهم جميعاً أوقفوا مساعدتهم وقروضهم ومعوناتهم، للسودان بعد انقلاب الخامس والعشرين من أكتوبر، (بالله شوف) فهل ترى (بجاحة)أكثر من هذه؟ كيف لتلك الجهات أن تمنح أموالها لسلطة اقطاعية، سلطة جباية لا سلطة رعاية، اذا لم يغير الشعب السوداني ما بأنفسهم وما فرضه عليهم الانقلاب من واقع تعس، فان تلك الدول والمؤسسات المالية المانحة لن تغير نظرتها عن الإمبراطورية الاقطاعية الإنقلابية.

(5) الخلاصة
وأصحاب إحدى القرى (لا داعي لذكر اسمها خشية من أن نتهم باشانة سمعتهم)، كانوا من البخل ، اذا ترافقوا في سفر، ان يشتري كل واحد منهم قطعة لحم، ويربطها بخيط متين، ويجمعون كل اللحم في (حلة كبيرة) ويمسك كل واحد منهم طرف خيطه، واذا استوت(الحلة) جر كل واحد خيطه وأكل لحمته، وتقاسموا(المرقة)!!نخشى أن يحدث لنا أسوأ مما فعله أصحاب تلك القرية السابق ذكرها، ونحن صرنا لا نرى اللحم الا معلق في الجزارات أو في بيوت الافراح والاتراح، وفي عيد الضحية، وتبت يد أعداء الثورة ومن ساعدهم.

 

 

 

 

 

 

صحيفة الجريدة

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



زر الذهاب إلى الأعلى