أولو مساجين وآخرو مجانين” – حي كوبر .. منبع نجوم المستديرة

يُعد كوبر أحد أعرق أحياء الخرطوم بحري، حي صاحب عبق خاص وتاريخ ضارب في الجذور، كل ذلك وأكثر، لكن من جهة أخرى فكوبر مكان للإبداع والمبدعين، إذ يحمل بين ظهرانيه أثقالاً من نجوم الكفر والوتر.

وإذا أردت زيارة المشاهير والمبدعين فإنهم يشيرون إلى كوبر وليس سواه من الأحياء الأخرى، إذ تقطنه النجوم السوامق.

أسماء مبدعة

ومن أشهر النجوم الذين أنجبهم الحي العريق بحسب صحيفة الحراك السياسي، إبراهومة الديسكو، جعفر عبد الرازق، ومن جيل مانديلا بدر الدين بخيت، الزين آدم، محمد صالح الذي لعب للهلال ومن أبرز نجوم كوبر محمد فضل السيد (زرقة)، مجدي كوبر ولاعب الموردة نميري سكر، ياسر بلاتيني، مهاجم التحرير عبد الرازق حمور (أبورزقة)، الأمين كوبر، حسن عبد الرجال ومحمد سليمان.

كما منح هذا الحي العملاقين (الهلال والمريخ) قائدين كبيرين هما محمد حمدان وفيصل العجب، وفي منزل العجب تحديداً خرج نجم الكرة البحراوية موسى عجب الشقيق الأكبر لفيصل.

أما آخر المبدعين من عالم المستديرة نجم المريخ السابق راجي عبد العاطي.

سر التسمية

سُمي الحي على الخواجة كوبر (أيام الاستعمار) وظل اسمه إلى الآن.

أما عن علاقة المخلوع عمر البشير بحي كوبر لاتخفى على أحد، فقد كان أحد قاطنيه وتولى رئاسة ناديه، ومن رحم كوبر خرج الصحفي الراحل محمد طه محمد أحمد.

ظرفاء الحي

من أشهر مقولات ظرفاء الحي “أولو مساجين وآخرو مجانين” في إشارة إلى السجن والمصحة على طرفيه، أما وسطه فيزخر بالمبدعين، ومن أشهر المقولات الجاذبة “ساكن كوبر ما بتبوبر”.

حكاية سجن كوبر

يعتبر سجن كوبر بمثابة الشاهد على تاريخ السودان والمراحل السياسية التي تعاقبت عليه منذ الاحتلال البريطاني.

واجهت بريطانيا مقاومة من السودانيين بعد احتلالها، فأمر مسؤول بريطاني كان يدعى الجنرال كوبر، ببناء أكبر سجن لضم جميع المعارضين السياسيين والعسكريين المناهضين للوجود البريطاني.

وتم تشييد السجن على الطريقة البريطانية في العاصمة الخرطوم عام 1903، وبلغت مساحته خمسة آلاف متر مربع.

شهد سجن كوبر تاريخاً حافلاً من الاعتقالات السياسية، ففي عام 1924، تم سجن قيادات “الحركة الوطنية” وقادة أعضاء جمعية “اللواء الأبيض”، وتم اعتقال إسماعيل الأزهري ومحمد عثمان الميرغني والراحل الصادق المهدي وحسن الترابي.

الخرطوم: (كوش نيوز)