هاجر سليمان

هاجر سليمان تكتب: البوابة (٢٤).. خيانة عظمى وتخابر

هل أتاكم نبأ البوابة (٢٤) شلاتين؟ هل تعلمون سادتى ماذا يحدث في تلك البوابة؟ ففيها تفارق الوطن ابتسامته وتودع الخيرات بلادنا وترتمى فى احضان الجارة مصر، عبر البوابة الرابعة والعشرين تخرج المحاصيل الزيتية وكل ثروات البلاد فى طريقها الى الجارة مصر والحكومة السودانية تغض الطرف عمداً وترتدى النظارة السوداء بقصد حجب الرؤية، ثم تذهب محاصيلنا الى مصر، وهنالك تغلف باوراق دعائية ظريفة وتلصق عليها ديباجة تحمل عبارة (صنع فى مصر) او منتج مصرى، وفى الحقيقة ليس لمصر سوى أجر المناولة.
لا عوائد تجنيها الدولة جراء تسريب تلك المحاصيل الاستراتيجية ولا حصائل صادر ولا هم يحزنون، وباختصار لا نجنى سوى الذل والهوان ومزيد من الصغار والركوع والخضوع وشوية كده نقترب من الصعود الى المسرح العرائسي لاستعراض خواصرنا فى الرقص الفاضح، لما وصلنا اليه من حال يغنى عن السؤال.
كل هذا جانب والمصيبة الكبرى فى العمل الذى باتت تطبقه السلطات المصرية جانب آخر من طراز فريد، فهل تعلمون سادتى ان السلطات المصرية قصرت لائحة السائقين الذين يسمح بقيادتهم الشاحنات بذلك المعبر على (٣٠) سائقاً سودانياً فقط، كيف بالله استطاع ثلاثون سائقاً اقناع السلطات المصرية بالسماح لهم دون سواهم بالدخول وقيادة الشاحنات للعبور بها الى داخل مصر، ويمنع المئات من السائقين من الدخول رغم استيفائهم كافة الشروط لدرجة ضيقت على اصحاب الشاحنات وجعلتهم يلجأون للاسماء المذكورة التى باتت تطلب اموالاً طائلة تصل الى نصف ارباح الشحنة نظير فقط قيادة الشاحنة عبر البوابة (٢٤) وادخالها الى داخل الاراضى المصرية؟
هل تعلمون انه يومياً تعبر ما لا يقل عن (٣٠) شاحنة محملة بالسمسم والحبوب الزيتية عبر هذا المعبر، ولا يسمح لاى سائق اسمه غير موجود باللائحة بالعبور بالشحنة، علماً بانه حتى السائق المسجل لا يسمح بدخوله الا كل اسبوعين مرة، علماً بانه لا وارد ولا اى شيء يعبر من مصر الى السودان عبر هذه البوابة.
ما يحدث في البوابة (٢٤) ليس له سوى تفسيرين فقط لا ثالث لهما، وهما اما ان احتفاظ السلطات المصرية بقائمة اسماء بعينها تصل الى ثلاثين سائقا فقط يعنى ان اولئك السائقين تم تجنيدهم واعتمادهم جواسيس مما يفسر حصولهم على الافضلية دون سواهم، او ان ذلك يعنى ان السلطات المصرية تسعى للتكسب من اصحاب الشاحنات وتفرض رسوماً طائلة على أولئك السائقين المسجلين لديها بغرض ضمان وصول نسب كبيرة من الاموال التى يتحصلون عليها جراء عبورهم بالشاحنات، وبالتالى هذا يعنى ان السودان يخسر مرتين ومصر تكسب مرتين، مرة باستلابها خيرات السودان وباسعار زهيدة ومرة بحصولها على عوائد ضخمة جراء تحجيم الدخول في أراضيها واختصاره فى قائمة اسماء سائقين محددين، وبالتالى الضغط على اصحاب الشاحنات وارهاقهم وقفل جميع الخيارات امامهم وجعلهم بين امرين احلاهما مر، وهما اما التنازل عن نصف عائد الشحنة نظير السماح بعبورها وتفريغها او العودة بها الى السوق السودانية، وبالتالى تصبح الخسارة خسارتين. وفى ظل تلك الضغوط يجد التجار أنفسهم امام قبول خيار التنازل عن نصف سعر الشحنة لصالح السائق الذي سيعبر بها، والذى يتوقف دوره على جمع الاموال وتسليمها للسلطات المصرية نظير هامش ربح بسيط وتكسب مصر.
فقط نطالب بفتح تحقيق عاجل من قبل الامن الاقتصادى بالمخابرات العامة والاستخبارات العسكرية وكل الجهات ذات الصلة.

 

 

 

 

 

 

 

صحيفة الانتباهة

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



زر الذهاب إلى الأعلى