تحقيقات وتقارير

بسبب تهالك الشبكات الأثرية.. عطبرة تعاني العطش الشديد!

في الوقت الذي شكا فيه مواطنو مدينة عطبرة من تعرضهم للعطش وانقطاع المياه المستمر لأيام رد مسؤول كبير في هيئة مياه المدينة على شكاوى المواطنين المستمرة من العطش وشخّص كيفية حلول الازمة بيد أنه أكد بأن أكثر ما يقلق المسؤولين بمياه عطبرة هو كيفية التصدي للمشاكل التي تنجم بسبب تلوث المياه خلال موسم الدميرة ودعا في نفس الوقت الحكومة لتأمين مواد التنقية والمطهرات.

 

وكان المواطن عمر الأمين عبيد الذي يقطن حي السكة الحديد قد شكا لـ(الحراك) من تعرض خط المياه الرئيسي (عشرة بوصة) للكسر بصورة مستمرة الأمر الذي أدى لانقطاع المياه خلال الفترة الماضية قبل أن تتم صيانته . وأوضح أن خط المياه الرئيسي شيد قبل مائة عام من الآن أي إبان حكم الإنجليز ولم يتم تغيير الشبكة حتى الآن مبينا أن هذا الخط لم يعد صالحا صحيا خاصة أنه عندما قامت الهيئة لاصلاح الكسر الذي حدث فيه تفتت الماسورة الرئيسية في بعض اجزائها. ولفت إلى ان المسؤولين بالهيئة اكدوا له بأن الوضع سيستمر هكذا ما لم يتم تغيير الشبكة القديمة لأنهم لن يستطيعوا تشغيل الطلمبات الجديدة التي استجلبت ما لم يتم تغيير الشبكة حتى لا تحدث كسورات كبيرة.

 

أما المواطن عابدين عبدالرحمن فقد أوضح بأن حي الداخلة وهو الحي الرئيسي في المدينة يعاني العطش بشدة وأن سكان الحي لا يستطيعون توفير المياه حتى باستخدام الموتور، مبينا بأن المفارقة تكمن بأن الداخلة عطشانة رغم أنها تجاور نهر النيل ورغم ذلك يشربون الآن بعض الشئ من مياه بئر جهزتها وزارة الصحة لصالح مرضى الكلى بمستشفى عطبرة.

 

وأكد المواطن عبدالغفار حسن طه وهو يسكن حي المطار بأنهم يعانون من عدم توفير المياه وأشار إلى أنها في العادة تقطع لمدة خمسة ايام متتالية في الأسبوع ولا تتوافر بعد ذلك إلا باستخدام الموتور في الساعة الثانية صباحا مبينا بأنه يسهر مع ابنه بنظام الورديات. لكي يملأون الصهريج الموجود بالمنزل والبراميل وعدد من الأواني لتكفيهم خلال المدة التي لا تتوافر فيها.

 

وقال تاج السر أحمد نعيم بأن خطوط المياه الناقلة دائما تتعرض للكسور ودعا إلى تغيير الخطوط من اثنين بوصة إلى ستة بوصة، مبينا بأن الخط الذي يسقيهم المياه دائما يتعرض للكسورات أو أن ينغلق إبان موسم الفيضان بسبب تراكم الطمي.. وأشار إلى أن المواطنين يشربون كدرا وطينا ايام الفيضان لعدم تنقية المياه.

 

ومن جانبه رد المهندس عماد الدين أحمد عبدالله ابراهيم رئيس قسم الكهرباء بمحطة مياه عطبرة القديمة على شكاوى المواطنين وأسئلة الصحيفة بالقول بأنه لا توجد مشاكل بمصادر المياه لتأمين احتياجات سكان المدينة منها، وأشار بأن محطة مياه عطبرة الجديدة بالمقرن تنتج وحدها خمسين الف متر مكعب يوميا وتوجد بها ثلاث طلمبات ضغط عالي لكنهم للأسف لا يستطيعون تشغيلها كلها لأن شبكات المياه بالمدينة قديمة ومتهالكة فضلا عن كونها من الاسبيستوس الذي ثبت انه غير صحي.

وأوضح انهم يقومون الآن بتشغيل طلمبتين بطاقة متوسطة حتى لا تحدث انفجارات في الخطوط. وأكد أن هناك حاجة لازالة الخطوط القديمة من الاسبيستوس على نطاق المدينة، لكنه استدرك بالقول بأن تكلفة التغيير كبيرة وان هذا العمل هو عمل دولة صِرف خاصة أن المتر الواحد من الماسورة عشرين بوصة يبلغ أربعين ألف جنيه بينما تبلغ الحاجة لشبكة عطبرة بطول خمسين كيلو متراً.

وأشار إلى أن المشكلة الثانية التي تتسبب في نقص المياه هي أن محطة مياه عطبرة القديمة الواقعة جوار سلاح المدفعية تحتاج لتأهيل كامل للطلمبات واحواض الترسيب والفلاتر والمخازن الارضية لذلك لا تعمل بكفاءة تامة وأشار إلى أن المشكلة الثالثة تتمثل في النقص الشديد في عدد الفنيين ليس في مياه عطبرة فحسب وإنما في كل الولاية مبينا أن عدد الفنيين الموجودين يبلغ سبعة فقط للمنطقة من حجر العسل جنوب عطبرة وحتى محافظة البحيرة شمالها. وأوضح بأن المهندس خريج دبلوم لم يترقى منذ العام 1996 الا على خلفية فك الاختناقات مبينا بأنه ما زال في الدرجة السابعة بينما دفعته الذين يحملون نفس مؤهله هم الآن في الدرجة الثانية في مصلحة السكة الحديد!!

الخرطوم: (صحيفة الحراك السياسي)

 

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



زر الذهاب إلى الأعلى