هاجر سليمان تكتب: ‬دمار ممنهج للشرطة‪

‬تعجبت كثيرا للكشوفات الضخمة التي شملت ترقيات وإحالات لعدد مقدر من قادة الشرطة الأكفاء برتب قيادية رفيعة، ولعل وجه الغرابة، في ان الشرطة كانت بحاجة لزيادة أعدادها وليس إنقاصهم، فالشرطة منذ سقوط نظام البشير وهي مستهدفة من قبل كل القادة الذين تعاقبوا عليها خلال الثلاثة أعوام الأخيرة، وكلما تسلم مدير عام جديد دفة قيادتها نجده يشرع في انفاذ سياسات لا ندري هل هي سياسات من بنات أفكار هؤلاء المديرين ؟ ام إنفاذا لأجندات توكل اليه كشرط من شروط الاستمرار في اعتلاء المنصب ؟‪ .
‬ان استهداف الأجهزة النظامية بجز الرؤوس، وزيادة أعداد كشوفات الإحالات وبعثرة اوراق الشرطة ليس الا احد اهم أساليب تدمير الدول بخلخلة أنظمتها الأمنية، ونعلم جيدا ان اي جهة او مخابرات تخطط لتدمير بلد فانها تستهدف منظومته الامنية، من خلال الإطاحة بالقيادات وزيادة أعداد الكشوفات وجعل القادة يسعون لتكريس الجهوية والإثنية في مجال العمل وإدخال عناصر جديدة تتقصها الخبرة الكافية في إدارة ملف الأمن بالبلاد‪ .
‬كنا نعتقد ان الفريق أول عنان سيعمل على تجميع اطراف الشرطة وتثبيت وترسيخ دعائمها بل وحتى التفكير الجاد في إعادة المحالين للتقاعد للعمل خاصة ان هنالك كشف الألف ضابط الذين أحيلوا للتقاعد (سمبلا) ودون اي صدور قرار سوى بعض القوالات التي أطاحت بهم، ولكننا فوجئنا بمد موجة الجز والإطاحة في وقت البلد فيه بحاجة ماسة لكل اعضاء الشرطة بمختلف رتبهم‪ .
‬الشرطة جهاز قومي يجب ان لا يتم تسييسه وإخضاعه لأهواء القيادات السياسية بالدولة واي محاولة لإفراغ الخانات في سبيل تسكين ما يسمون بالترتيبات الأمنية فانها تعد خطوة في طريق تفكيك الدولة، ما يحدث بالشرطة الآن فيه تجن كبير ليس على افراد الشرطة بل على المواطنين جميعا، وما يحدث بالشرطة الآن سيقود الى جعل الشرطة أداة من أدوات السياسة وليس خادما للمواطن خاصة ان القرارات الأخيرة لا تعني المواطن ولا تصب في خانة تأمينه ان لم نقل انها ستؤزم الأوضاع، في ظل انتشار جرائم النهب والسلب والتفلتات الأمنية والأزمة الامنية التي عجزت رئاسة الشرطة عن وضع حد لها‪ .
‬نخشى ان نقول ان السودان الآن ليس بخير وان قيادته تمضي به نحو الهلاك ونحذر السيد عنان من ان هذه القرارات سيكون لها ما بعدها، وان موجة الانفلات الأمني ستبلغ ذروتها في هذه الفترة من عمر البلاد وانه ما لم يخلق وزنة بإعادة عناصر أحيلوا للتقاعد قبل عامين لن تسلم البلاد من شر الخطر القادم‪ .
‬وننبهكم الى خطورة ما دعا اليه ضباط الشرطة من رتبة نقيب فما دون هؤلاء الشباب الأقوياء متوحدون مشبعون بروح الثورة قادرون على تغيير أقدار الشرطة للأسوأ، ولا نريد ان نذكركم بإضراب نقيب فما دون قبل نحو ثلاثة أعوام وكان إضرابا ليوم واحد وقتها قامت الدنيا ولم تقعد وكادت تحدث كارثة لذلك لا ينبغي لك يا (عنان) أو حتى (برهان) ان تتجاهلوا دعوات مثل هذه الفئة التي تطالب بإقالتك نظير التخلي عن إضرابها الذي سيبدأ الأربعاء‪ .
‬كسرة‪ ..
‬للأمانة الفريق أول عنان أنصف قادة من الشرطة استحقوا الترقي من سنوات واليوم تمت ترقيتهم وهم أهل للترقي‪ .‬

 

 

 

 

 

 

صحيفة الانتباهة

Exit mobile version