هاجر سليمان تكتب: أخطأ ياسر العطا

قرأت خبراً غريباً جاء فيه ان عضو مجلس السيادةالفريق ياسر العطا قام بزيارة لسجن سوبا، والزيارة كانت مخصصة لزيارة اعضاء لجنةالتمكين المعتقلين ناس (ود الفكى وود صالح) وغيرهم. واوضح الخبر المنقول على لسانعضو هيئة الدفاع مشعل الزين ان الفريق ياسر طلب من المعتقلين المشاركة في وضع حدللتظاهرات وتهدئة الشارع والمشاركة في تشكيل الفترة المتبقية من باب التسوية، الاان المعتقلين أجابوه بعدم امتلاكهم القدرة على تأمين أنفسهم ناهيك عن سلطة التحكمفي الشارع.
الخبر غريب جداً، ووجه الغرابة فيه ان له عدةدلالات ومعانٍ مختلفة ابتداءً من اغراض الزيارة، فهل يا ترى جاءت الزيارة علىخلفية (العشرة) باعتبار ان ياسر كان رئيساً للجنة، أم ان ياسر يشعر بالعزلةالسياسية التى قادته للاحتماء بالمعتقلين ظناً منه انهم هم من يمسكون بزمام الشارع،وانهم فى حال استجابوا له فإنه سيبرز بمظهر البطل القادر من خلال تحالفه معالمعتقلين على اثارة الشارع وتهدئته، وبالتالى يعيد لنفسه بعضاً من البريق المفقودالذى جعله مركوناً لفترة، واختفت اخباره حتى عن الصحف وكأنه لم يكن عضواً فعالاًفى المجلس، وفجأة وجد نفسه بعيداً عن دائرة اتخاذ القرار السياسي، وهكذا هىالسياسة تلمع اشخاصاً وتوصلهم الى دائرة النجومية بسرعة البرق، ثم تعود لتطفئبريقهم بذات السرعة، بعد ان يكونوا قد اكملوا ادوارهم فى مسرحية السلطة البغيضة.
أخطأ سعادة الفريق ياسر حينما حاول استجداء عطفالمعتقلين الذين صدقوه القول وقالوها له بوضوح انهم غير قادرين على تأمين انفسهمفكيف لهم بالتحكم في الشارع.. فهؤلاء الرجال كانوا صادقين فى مقولتهم التى بدتوكأنهم يستهزئون بالرجل، ولكنها حقيقية، فماذا ينتظر ياسر من أناس غير قادرين علىتأمين أنفسهم وفاقد الشيء لا يعطيه، والشارع ليس ملكاً لرفاقك سعادة الفريق..الشارع خرج عن سيطرة الجميع ودارت الدنيا دورتها، وها هم رفاقك الذين كانوا قادرينعلى فعل السحر بالشارع يقفون اليوم عاجزين عن تحريكه او حتى اثارة غضبه.
الشارع الآن لم يعد ملكاً لاى شخص، الشارع غاضبجداً، ويرى ثلثا الشعب ان رفاقك خانوه حينما وضعوا ايديهم فى ايديكم، ولم يحققوامصلحة الشعب، والثوار الآن يرون رفاقك خونة لثورتهم المجيدة ولن يستجيبوا لهم، بل سيظلالشارع متحركاً ما لم يتنح العسكر عن السلطة.
الشارع الآن عزيزى ياسر تحركه غريزة الغضب ضدالعسكر، وجل همهم ينحصر في تكوين حكومة مدنية صرفة.. عزيزى ياسر الشارع الآن لا حمدوكولا رفاقه لن يثنوه عن ارادته لأنهم يرون فى حمدوك ورفاقه خونة باعوا الثورة فىمهدها، ولن تخمد نارهم ما لم ينتصروا ويحققوا غاياتهم التى خرجوا من أجلها.
عزيزى الفريق ياسر لا تتعلق بالحبال الدائبة، ولاتتخذ منهم رفقاءً واولياءً، لانهم لن ينفعوك بشيء، ولو يستطيعون ذلك لنفعوا انفسهموخرجوا من هذا المأزق الذى سقطوا فيه، ولو كانوا يعلمون ان مصيرهم سيكون السجنلفروا من البلاد مثلما فعل كبيرهم صلاح مناع.
هكذا هى الثورات وهكذا هى السياسة تأكل بنيهاوتسحق صناعها وتلمع أراذلها، ثم تتغير المشاهد والمشاعر وتتقلب القلوب والابصار.
كسرة:
استجارة ياسر بمعتقلى التمكين كالمستجير من الرمضاء بالنار.

 

 

 

 

 

صحيفة الانتباهة

Exit mobile version