أحمد يوسف التاي يكتب: لا بد من نظرة منصفة للقطاع الخاص

(1)

“الدول تُبنى بسواعد أبنائها “… هذه العبارة الأمينة كلما أسمعها أتذكر المنتجين في كل المجالات… أتذكر المزارعين في الحقول والرعاة في البوادي والنجوع البعيدة، ومربي الحيوانات والتجار في الأسواق، ورجال الأعمال والقطاع الخاص والمستثمرين، فكل شخص منتج هو في الواقع له سهم كبير وضلع أكبر في بناء الدولة التي يعيش فيها وينتمي إليها ويستظل بظلها ولو كان هذا الشخص أجنبياً لا يحمل جنسية الدولة المعنية…. الله الله على الإنتاج … الله الله على المنتجين أين ما كانوا…

وبالطبع في مقابل هذه الفئة المنتجة يوجد أخرى هدامة تمارس نشاطاً طفيلياً يدمر اقتصاد الدول مهما كان قوياً… هذه الطبقة الطفيلية غير المنتجة هي بمثابة السوسة التي تنخر عظام فئة المنتجين… ومن خلف هذه “السوسة” القاتلة توجد طبقة الموظفين، وهذه الطبقة بداخلها توجد عناصر تمارس البيرقراطية القاتلة التي تعيق الإنتاج وهي تفتعل الكثير من التعقيدات في إطار هذه البيرقراطية المفتعلة لشيء ما… كل هذه الأشياء تضع العراقيل في طريق المنتج المحلي سواءً أكان من الزراع أو الصناع أو مربي حيوانات أو مصدر لمنتجات وطنية..

(2)

نعم الدول تُبنى بسواعد المنتجين، لا بألسنة السياسيين، ولا بممارسات الطفيليين ، ولا خدع الأفاكين… بالإنتاج الزراعي والحيواني والصناعي، لا بالتسلط وبيرقراطية الموظفين… بالقطاع الخاص المنتج لا بالقطاع العام المترهل، فقد آن الأوان للنظر إلى القطاع الخاص في الدولة كركن أساسي في نهضة الدولة عِوضاً عن النظرة السالبة التي تتربص بالمنتجين وتضع العراقيل في طريقهم… القطاع الخاص في الدول التي نهضت هو الذي يدير حركة الاقتصاد بتنافس حر وشريف ، ومعايير الجودة العالية ، لينحصر دور الدولة في الإشراف وسن القوانين المنظمة والمحفزة للإنتاج، وتنظيم علاقات العمل بين القطاعات الإنتاجية والتسويقية..

(3)

في تقديري أن أهم طبقة يجب أن تكرمها الدولة وتحفزها وتشجعها هي طبقة المنتجين في مجالات الإنتاج المختلفة الزراعي والحيواني والصناعي بالقطاع الخاص، تلك الطبقة هي القلب النابض في الدولة وهي الرئة التي تتنفس بها.. لقد عانى القطاع الخاص خلال العقود الثلاثة الكثير من الصعاب وتسلط الدولة ووضع العراقيل ، وقد اُثقل كاهله بالرسوم المزدوجة والمتعددة والضرائب الباهظة حتى تثاقل وهوى بكثرة الجبايات فأغلقت المصانع وكبرى الشركات أبوابها ولا عزاء لوطن المنتجين ….

فقد آن الأوان لتغيير تلك النظرة … أما القطاع الزراعي فلا يزال يرزح تحت نير الأغلال والإهمال والمتاريس وشح التمويل وغياب التسويق، حتى هجر أغلب المزارعين الزراعة وتحولوا إلى سماسرة ووسطاء .

(4)

إذا كان القطاع العام يوظف 7% فقط من المواطنين فإن القطاع الخاص يوظف البقية باستثناء الأطفال والمعاشيين، وعليه لا بد من نظرة إيجابية ورعاية وطنية لكل القطاعات المنتجة لأن الدول تُبنى بسواعد أبنائها، اليس كذلك …اللهم هذا قسمي فيما أملك…

نبضة أخيرة:

ضع نفسك دائماً في الموضع الذي تحب أن يراك فيه الـله، وثق أنه يراك في كل حين.

 

 

 

 

 

 

صحيفة الانتباهة

Exit mobile version