طه مدثر يكتب: ثنائية الوجع والألم.. ثنائية البرهان وحميدتي

(1) الروائي والكاتب المصري نجيب محفوظ، والفائز بجائزة نوبل، كان من المؤيدين بشدة لثورة يوليو، ويوافقها الرأي في كل أهدافها، وكل ما يأتي من قبل زعيمها جمال عبد الناصر، وكان من الداعمين والمساندين للجيش، وكان يؤمن بأن الجيش المصري قادر على هزيمة اسرائيل، ولكن وبعد هزيمة 1967، وهزيمة الجيش المصري، بدأ الاستاذ نجيب محفوظ، في مراجعة افكاره ، وطرح عدة أفكار جديدة للخروج من النكسة، منها العودة للديمقراطية، والحوار، واطلاق حربة تعدد الأحزاب والآراء، وتداول السلطة، والتفاوض مع إسرائيل.
(2) فقد أدرك الاستاذ نجيب محفوظ، ان الجيش وحده لا يمكنه قيادة البلاد، والنهوض بها، وادرك أن الرأي الواحد وحكم الفرد، لن تجني من ورائه الشعوب الا المزيد من الكبت والفساد والإستبداد، وان تداول السلطة هو الطريقة المثلى، للخروج بالبلاد إلى رحاب الدول المتقدمة.
(3) ولكن الآن يشعر (جماعة الموز) وأصحاب السبت، وناس اعتصام القصر، والذين زين لهم شيطانهم، انهم مهمشون، وان أربعة أحزاب فقط هي من تتحكم في شئون البلاد والعباد، فالتفوا حول ثورة ديسمبر المباركة، وتوافقوا وتحالفوا مع اللجنة الأمنية للمخلوع البشير، وظنوا بأن تحالفهم مع اللجنة الامنية سيقودهم لتحقيق الامنيات والاحلام، فلم يجدوا ماكانوا يحلمون به ويتمنونه، فهم الآن، يشعرون أن أحلامهم صارت هباءً منثورا، وعشمهم أفضل منه، عشم ابليس في الجنة، فالقبضة الحديدية تلتف حول رقابهم، وان قليل الفساد، الذي زعموا أن (أربعة طويلة) كانت تمارسه، أصبح كثيرا، وان الأربعة الذين كانوا يديرون البلاد، تقلص عددهم، فاصبح شخصين، او نفرين، فقط هما من يديران دفة هذا الوطن البراح، ولا اجتهاد في شئون البلاد، مادام البرهان وحميدتي، ثنائي الوجع والألم، وثنائي الضياع والفجيعة، او ثنائي المغصة المتمددة فينا من كل الجهات، هما من يقرران في أمر البلاد والعباد، فجاسا في الديار ظلماً واستكبارا، وعتو عتواً كبيراً.
(4) ولكن هناك في الأفق ثورة جديدة ستأتي لتكمل الثورة الأولى، وان خطوات الثورة سوف تستقيم، وكل خطوة يخطوها الشارع الثوري، تقود للخلاص من الاستبداد والظلم والطغيان، فالثوار الذين غامروا ويغامرون بأرواحهم ودمائهم، من أجل إنقاذ وطنهم من الاستبداد، والطغيان والتبعية للمحاور، لن ترهبهم وسائل القمع والبطش، فهم ماضون لإسقاط السلطة الانقلابية، فاحذروا الشعب الحليم اذا غضب.
صحيفة الجريدة