صباح محمد الحسن

صباح محمد الحسن تكتب: ٦ ابريل غلّقُوا أبوابكم جيداً

قادرة ثورة ديسمبر المجيدة التي جعلت من ذكرى ٦ ابريل حدثاً تاريخاً متجدداً، أبطاله ابناء السودان الأحرار من شباب وكنداكات قادرة على ان تعيد للوطن عزته وكرامته المسلوبة من قبل الطغاة والظالمين الذين استباحوا دماء الشعب وقتلوا شبابه دون ان يرف لهم جفن، الذين جعلوا حواء السودان تقدم مايقارب المائة شهيد في ستة اشهر فقط من حكمهم الاعوج الملتوي الكسيح، قادرة ان تعيد المياه الى مجاريها بعد أن حاول بعضهم تغيير المجرى والمصب.
هذه الثورة التي يقللون من تأثيرها ،يخشونها حد الرعب والخوف والارتجاف ، فهي التي تجعلهم يجتمعون وينفضون، ليرسمون الخطط لمحاربتها واجهاضها، ثورة قادرة على ان تجبر مجلس الوزراء لتعلن أمانته العامة عن عطلة رسمية اليوم السادس من ابريل بجميع أنحاء البلاد، على أن يزاول العاملون المعنيون أعمالهم بعدها جاء هذا بأمر الثورة، وتغلق السلطات الامنية جميع الكباري خوفاً من وصول الثوار الى مواقعهم ومؤسساتهم الرسمية، قادرة ثورة ديسمبر على ان تجعل الأجهزة الأمنية والشرطية تتحسس سلاحها وعتادها وتحصي أموالها في الخزائن البائسة لتعيد حسابات ميزانيتها، قادرة هي لطالما انها تعمل على تغيير الايام العادية الرتيبة وتحولها الى أيام مختلفة يحتضنها التاريخ بعز وشرف.
فالخروج الى ميادين الثورة اليوم واجب وطني يختلف عن غيره فهذه المواكب ليست حكراً على الثوار الذين ينشدون المدنية ويحملون الوطن بين ضلوعهم محبة وغيره وانتماء مواكب اليوم هي ملاحم وطنية يجتمع فيها الثوار مع الذين خاب ظنهم وخدعتهم سحب (العسكرية) التي أرعدت وأبرقت ولكنها لم تمطر بعد.
هي أيضاً مسارح يصعد عليها مظاليم الانقلاب الذين قطع عيشهم قطاع الطرق ابطال (الانفلات الرسمي)، عندما رفعوا شعار حاميها حراميها وهجموا عليهم في الاسواق ونهبوا محالهم وبضائعهم، ثورة (فريشة السوق العربي) وثورة المعلمين واساتذة الجامعات الذين طالتهم الأيادي الباطشة هي ثورة الطلاب والأطباء والمحامين وأمهات الشهداء، هي ثورة الجياع الذين يقفون على صفوف الخبز ليدفعوا مرتباتهم ثمناً للعيش والحليب، هي ثورة مواطن بسيط وربات البيوت اللاتي أصبح اختطاف بناتهن أمر مخيف ومزعج، هي ثورة اطفال صغار الذين تم اعتقال اخوانهم والزج بهم في السجون فأكثر من مائتي طفل يقبعون في سجون الانقلاب الآن، هي ثورة عشرات وآلاف الاسر التي فقدت فلذات اكبادها بالموت والفقد والاعتقال.
اغلقوا الكباري وعلوا أسواركم، وغلّقُوا الابواب والنوافذ جيدا، وافتحوا القنوات لتتعرفوا على مشاعر الشعب تجاهكم، واحسبوا دقات قلوبكم، فكل من كان الظلم نهجه واسلوبه كان الخوف والهلع قرينه الذي يلازمه في اليقظة والصحيان .
طيف أخير
لا سلطة تعلو على سلطة الشعب

 

 

 

 

 

صحيفة الجريدة

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



فاطمة احمد

محررة تختص في تغطية الأخبار الإقليمية، تسعى لنقل التطورات المحلية بشكل موضوعي ودقيق.
زر الذهاب إلى الأعلى