هنادي صديق

هنادي الصديق تكتب: نفس الودائع!!

بالرغم من (مغصتي) من (الكيزان) التي اعتبرها (بلاحدود) كما عنوان زاويتي ، ليس لأنني أمقتهم لسبب شخصي ولكن للدمار والخراب الذي حاق بالبلد نتيجة ممارستهم البائسة التي تبدأ بالقتل والفساد والظلم والقمع الفظ ، بالرغم من (مغصتي) ..إلا أن نظامهم البائد الذي قاتلناه بسلميتنا وسقط منا الشهيد تلو الشهيد وصولاً لتحقيق مبتغانا بازاحة كابوسهم ، نظامهم كما يقول الاستاذ الحاج وراق كان فيه نخب يزينون لفراعينهم ليعلون فساداً في الأرض ولم يكن انقلابهم (خلاقة) كما الانقلاب الحالي.
كيف لا وقد وقف قادة الانقلاب بعد مضي كـ(حمار الشيخ في العقبة) ، وخابت كل توهماتهم وضربت عليهم عزلة دولية وانكشف غطاء وعودهم الكذوب بتحسين معاش الناس ، فلقد زادت كل السلع ولم تتحسن الدخول لتدخل البلد في حالة شلل تام نتيجة الانسداد السياسي وهذه هي ذات الحالة التي وصل لها المخلوع في أواخر أيامه.
حاولوا اسكات صوت المقاومة بالقتل والدهس والاعتقال والخطف كما فعل المخلوع وعادوا خائبين ففي كل مرة يتمسك الثوار بالسلمية ويصبرون على الأذى غير أبهين بسياط الجلاد التي تبدو الهزيمة بائنة في عينيه .
وهاهي الآن تبدأ جولاتهم للحلفاء أو الكفلاء ، وتظل نتائج هذه الجولات والزيارات الخارجية متكتم عليها ، على تعطي نيران الاشاعات فرصة للاستعار فالغموض مطلوب ليتم التبشير بالودائع التي ستصل البنوك وأنها تبلغ مليارات الدولارات.
بعيدا عن المظان والشكوك إذا كانت الحكومة (فرحانة) بالودائع فلنعد الى الوراء قليلاً ونسأل كم دفعت الأمارات من الوديعة الاولى التي وعدت بها السودان بعد الثورة ربما لم يصل البنك المركزي سوى 250 مليون دولار وكذلك ماذا عن السعودية أيضاً؟ وقبل كل ذلك ماهو المبلغ الموجود الآن في خزينة بنك السودان من الاحتياطي النقدي للعملات الصعبة؟ من المؤكد أنه لا يغطي حاجة الطلب وبعد التحرير الكامل فقدت الحكومة السيطرة ولكنها تحاول الآن اللعب على (الودائع) علها تخدر السوق فترة ليعود الانهيار من جديد وهذا ما تؤكده المؤشرات الاقتصادية .
الانقلابيون وصلوا محطة النهاية التي وصل لها البشير في وقت مبكر ، وحتى تلفيق التهم التي يحاولون تسويقها في مواجهة الأبطال (خالد سلك ، وجدي ، ود الفكي) وبقية العقد الفريد لم تجد من يصدقها وكان وبالاً عليهم ، والغريب أنهم مع ذلك (راكبين راس) ومتشبسين بالسلطة لأنهم يخشون المحاسبة ولا تتحرك ضمائرهم الساكنة بأن الوطن يسير نحو الكارثة وأن عقده انفرط ومع ذلك لن يصمدوا فالمد الثوري الكاسح بدأ يزداد انعطافا لأن المتفرجين أصبحوا جياع وبالتالي أهل وجعة وأدركوا ان ما يردده الثوار بأن الردة مستحيلة ولا بد من انهاء الحالة الانقلابية هو الصحيح.
يبدو ان هذا العرض لأول مرة يتكرر (معقول) ذات الطريقة ومنهج المخلوع الذي اصر عليه عندما انسد عليه الأفق ، يحاولون تجريبه مرة أخرى في ظروف أشد قتامة ..إذا هي (نفس الودائع) و(نفس الزول).

 

 

 

 

 

صحيفة الجريدة

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



زر الذهاب إلى الأعلى