رئيس القطاع السياسي للاتحادي: أبواب الكيان المتحد مشرعة أمام جميع الفصائل الاتحادية
-استمرار الجانب العسكري بالسلطة أضر بالبلاد والجيش معاً
أعلنت مجموعة من الأحزاب و الفصائل والكيانات الاتحادية أمس الأول وحدتها في كيان حزبي واحد باسم الحزب الاتحادي الديمقراطي، وهي الحزب الاتحادي الديمقراطي “الشرعية الثورية” برئاسة الشريف صديق الهندي والحركة الاتحادية بقيادة عبدالوهاب خوجلي والتيار الاتحادي الحر بقيادة الدكتور عبدالرحيم عبدالله والتيار الديمقراطي القومي بقيادة الشيخ احمد الطيب الشيخ زين العابدين وتجمع المهنيين الاتحاديين “القيادة الجماعية.
التقت الصحيفة عبر هذا الحوار رئيس القطاع السياسي للحزب الاتحاد الديمقراطي (الشرعية الثورية) عبد العظيم صالح، حول الخطوة وتوقيتها، وموقف الحزب بشكله الجديد من تفاصيل المشهد، ابتداء من الشرطة الحاكمة ومبادرات حل الأزمة بالبلاد، بجانب تصور المتحالفة للتعامل مع الأحزاب ولجان المقاومة، فإلى حصيلة الحوار..
كيف توصلتم لهذه الخطوة، وقد أجمع مراقبون أنها من المستحيلات؟
-الخطوة جاءت نتيجة مجهودات استمرت لثلاث سنوات من كل الاتحاديين ، قادتها لجنة محايدة عملت على جمع الصفوف، في البداية وقع 15 فصيلاً اتحادياً على وثيقة إعلان للوحدة، لكن تمارس بعض الفصائل في مواقف محددة، لكن اللجنة لم تتوقف ووصلنا أخيراً لهذا الاتفاق الذي كنا نضعه من أهم أهدافنا، وتحقق من خلاله طموحات قيادات الفصائل والملتقيات الفكرية التي تجمع الأحزاب الخمسة الموقعة، وهي تتمثل في الديمقراطية الليبرالية والمؤسسية والوسطية بمحور وجامع الولاء أولاً وأخيرًا للوطن، والعمل وفق المرتكزات الوطنية بالرعيل الأول من الاتحاديين، هذه المشتركات سهلت عملية الوحدة، بالإضافة إلى رغبة الموقعين في تطوير العمل السياسي وحل أزمة البلاد.
ربما اعتبر البعض الخطوة في هذا التوقيت لدعم السلطة الحالية، أو على الأقل مباركتها.. ما رأيك؟
_هذا ليس صحيحاً بالتأكيد، كل الفصائل الموقعة لم تضع أيديها مع أي نظام شمولي، بل العكس نحن عانينا من الشمولية وناضلنا ضدها في عهود النميري والبشير ، ونحن مع الجماهير قلباً وقالباً،
ونعلي من مصلحة الشعب السوداني في انسجام تام مع أهداف ثورة ديسمبر المجيدة بالكامل .
ماهو موقف الحزب الجديد من لجان المقاومة ؟
_نحن نبارك هذه اللجان الثورية .
ماهو موقف الحزب الجديد من لجان المقاومة ؟
_ نحن نبارك هذه اللجان الثورية، والتي يعمل فيها عدد كبير من منسوبينا من الشباب في الأحزاب والفصائل الاتحادية المختلفة بالنسبة لي ميثاق لجان المقاومة، فنحن نتبناه في مجمله، لكن لدينا فقط بعض الملاحظات على عدد من النقاط، وهذه سنعمل على مناقشتها عبر حوار مفتوح مع الشباب الذي هو ركيزة الثورة .
حدثنا عن صدى اتفاقكم على الجماهير الاتحادية بصورة عامة؟
_هنالك فرحة كبيرة وسط الاتحاديين داخل وخارج السودان، حيث عاد الأمل لهذا الحزب التاريخي الكبير لأول مرة بعد استمرار حالة التشظي لمدة ثلاثين عاماً، نحن دحرجنا كرة الثلج الثقيلة بخمسة فصائل ونتمنى أن يلتحق المزيد من الفصائل بهذا الكيان وذلك لإعادة الحزب الديمقراطي (رمانة الوطن السودان) والضامن للإستقرار والتقدم، دون التحيز إلى يمين أو يسار .
أعلنتم التوحد ماهي خطوتكم القادمة؟
_سنبدأ فوراً في جولة كبيرة في الأقاليم المختلفة لتوطين القواعد والتبشير بالوحدة الاتحادية، كذلك توافق الموقعون على عمل هيكلة تنظيمية رشيقة للفصائل الخمسة لتكون سريعة الحركة لتؤدي دورها وتنغمس في مكونات الشعب السوداني.
وماذا عن الحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل ومبادرة السيد محمد عثمان الميرغني؟
_نحترم السيد محمد عثمان الميرغني بوصفه شخصية قومية ودينية، مبادرته للحل لم تظهر بعد بكل تفاصيلها لكننا مستعدون في النظر للتعاون في هذه المبادرة من منطلق وطني، والديمقراطي الأصل حزب أصيل في الساحة السياسية السودانية.
وماذا عن الفصائل الاتحادية الأخرى التي لم تنضم إليكم؟
_ بابنا دائماً مشروع لكل القوى الاتحادية، نحن بدأنا ونؤمن أنه لا اختلاف يذكر بين الاتحاديين والفصائل، لكننا ندعوهم جميعاً للانضمام إلينا في حزب اتحادي ديمقراطي يسع الجميع، نعمل على إخراج البلاد من عنق الزجاجة، ومن ثم التنافس متاح أمام الجميع.
ما موقفكم من السلطة الحاكمة ؟
_نحن نحترم القوات المسلحة في دورها في حفظ الحدود والاستقرار، وهذا هو دورها الأساس والأهم، أما تدخل القوات المسلحة في السياسة فقد أضر بالقوات المسلحة والبلاد معاً .
حدثنا عن رؤيتكم لحل الأزمة الاقتصادية ؟
_في تقديري أن الأزمة الاقتصادية تفاقمت بصورة كبيرة بعد انقلاب 25 اكتور، وكما هو معلوم أن الاقتصاد والسياسة وجهان لعملة واحدة ، وما لم يستقر الوضع السياسي فلن يستقر الاقتصاد، نحن من جانبنا سنعمل على تحقيق الاستقرار السياسي والاقتصادي.
وكيف تنظرون للمبادرات المختلفة في الساحة لحل الأزمة السياسية ؟
_هي كلها محاولات يشكر عليها، لكن في النهاية لا بد من وضع الوطن في المقام الأول، دعنا نلتزم بالديمقراطية الحقة ونتوافق على الأقل على الحد الأدنى لحل مشكلة البلد، وهنا أقول لا بد من السعي في تحقيق مؤتمر مائدة مستديرة لكل القوى السياسية تقوم على مبادئ أساسية هي التحول الديمقراطي السليم وإبعاد القوات المسلحة عن السلطة، وإشراك كل القوى السياسية والثورية.
الحزب الاتحادي معروف، ما الجديد الذي تحملونه في التوافق الخماسي؟
_سنقدم الحزب بشكل جديد، يلتزم بالعلمية والتخطيط الاستراتيجي وتوطيد العلاقات مع الأحزاب الداخلية والعالمية، وذلك في إعادة اكتشاف الدائرة السياسية في الحكم، والاستفادة من الإمكانيات في تدريب الشباب وخلق دوائر سياسية مواكبة، أحزابنا ما تزال منكفئة، بينما العالم كله أصبح قرية صغيرة .
لكن ستواجهكم إرادة الشباب الذين لا يؤمنون بالأحزاب التقليدية ويعتبرونها سبب الأزمة ؟
_لم نغفل ذلك، ونعلم أن الشباب يمثلون65%من المواطنين في السودان، ونحن بلد محظوظ في وجود هذا الشباب الواعي والوطني، ونحن نراهن عليهم في تقدم البلد، ونمد أيدينا إليهم لتولي زمام المبادرة.
ما تصورك لمآلات المشهد السياسي الراهن؟
_الرهان الآن على الضغط من الشعب السوداني وكالعادة هو الذي سيحسم صورة المشهد الأخير، مع وجود أزمة اقتصادية تطورت إلى وضع مذهل ليس أمام الحكومة سوى الرجوع إلى كلمة سواء مع الشعب السوداني، السلطة الآن تقول إنها جاءت من أجل الشعب وتحقيق مطالبه، ونقول لهم إن المطالب واضحة لماذا لاتعملون على تحقيقها.
الخرطوم: (صحيفة اليوم التالي)