الإعلام .. مهنة يتوارثها الأبناء والأشقاء

تعد ظاهرة توارث المهن من السمات المميزة في المجتمع السوداني ويعتبرها البعض جزءاً لا يتجزأ من تركة الأب التي يرثها أبناؤه أو أشقاؤه سعياً للحفاظ عليها، وقد يلجأ بعض الأبناء إلى وراثة مهن آبائهم كي يضمنوا نجاحهم مستفيدين من خبراتهم وأسمائهم الكبيرة في المهنة أو المجال المعني.
في السياق برز الإعلام بشقيه المقروء والمسموع والمرئي كمهنة توارثها عدد مقدر من الأبناء علاوة على بعض الأشقاء، وأصابت الأغلبية نجاحات مذهلة وصنعت أسماء براقة ومعروفة في تاريخ الصحافة السودانية والإذاعات ومحطات التلفزة، وتخطى بعضهم المحلية إلى رحاب العالمية في رحلة كفاح وصبر وتطوير للذات والمعرفة مع الاطلاع المستمر لتنمية القدرات.
مهنة إبداعية
يقول مستشار تحرير صحيفة (اليوم التالي)، نبيل غالي: تعتمد مهنة الإعلام بشكل عام على الموهبة والثقافة العالية لأنها مهنة إبداعية في المقام الأول.
ويضيف: المهنة ليست للتوريث من واقع أن الإبداع لا يورث علاوة على أن الموهبة تأتي من الخالق.
وتابع: هذا الواقع لن ينفي حقيقة الاستفادة من خبرات وإرشادات واسم الوالد أو الشقيق في المجال، لكن الرغبة الجادة والطموح فضلاً عن وجود الموهبة وكثرة الاطلاع كمعينات مهمة في طريق نجاح أي إعلامي.
في حوش العمرابي
يقول مدير مكتب قنوات (بي إن سبورت) بالخرطوم، سامر العمرابي: منذ صغري كنت أعشق هذا المجال وكنت مصراً على تحقيق النجاح وقد استفد كثيراً من نصائح والدي رحمة الله عليه.
ويضيف: كافحت واجتهدت وتعلمت ودرست حتى وصلت لهذه المرحلة.
وتابع بحسب صحيفة الحراك السياسي: الأسرة كلها إعلامية ومعروفة، جدنا المعروف الشاعر الهادي العمرابي كتب (أين مي) التي تغنى بها المبدع صلاح ابن البادية وجدنا أيضاً السفير أحمد محمد عبد الله العمرابي هو صحافي وإعلامي وعماتي من بينهم عمر إسماعيل العمرابي، يعمل مخرجاً بالإذاعة ونايلة ميرغني العمرابي مذيعة وسهام العمرابي وأزهري العمرابي مخرج ومحمد إسماعيل العمرابي صحافي.
أسماء لامعة
في مجال الصحافة حقق الراحل سيد أحمد خليفة نجاحات كبيرة في بلاط صاحبة الجلالة، وأفلح من بعده أبناؤه عادل والراحل يوسف وأمير.

وهناك أولاد البلال أحمد ومبارك وعاصم والشقيقان الجميل الفاضل ويوسف بجانب الراحل محمد طه محمد أحمد وشقيقه رحاب، والراحل الصحافي المعتصم أوشي وابنتاه رندة وهديل في التلفزيون القومي.
إذاعة وتلفزيون
حققت هبة وشهد (المهندس) نجاحاً كبيراً في القنوات الفضائية، بجانب تسابيح خاطر وشقيقتها سماح
تجربة بنات المغربي كانت الأفضل على الإطلاق في الإذاعة السودانية.
نموذج في الإخراج
خرج من أسرة تعشق الفن فقد كان أبوه الفنان الراحل عوض صديق عميد الممثلين السودانيين، تشرب المخرج مجدي عوض صديق الفن من والده ودرس بكلية الدراما والمسرح ودعمها بكورسات من الخارج.
أسرة أبو العزائم
قدمت أسرة الراحل محمود أبو العزائم نجوم سامقة في للصحافة السودانية من بينهم أبنائه مصطفى ومني حسام وأحفاده ومحمد وعبد الرحمن وأبناء مصطفى مؤمن ومحمود
وصفة اجتماعية
يقول أستاذ علم الاجتماع الصادق حامد لـ(الحراك) إن المجتمع ينظر بعين الاحترام لكل شخص سار وامتهن مهنة والده وجده كون مجتمعنا يتشابه في عاداته وتقاليده، بجانب أن العلاقات الاجتماعية متعارفة أحياناً في مجال المهن حيث عندما يقول الشاب أنا ابن الصحافي فلان، وآخر يقول ابن الكاتب فلان أو المخرج الشهير تعرفه الناس وتكن له الاحترام من خلال احترامهم لأبيه.
الخرطوم: (كوش نيوز)