حواراتأبرز العناوين

حسن مكي: حميدتي له الحق أن يتطلع لمنصب كبير

المكونان المدني والعسكري لا يريدان الانتخابات و(…)

زيارة حميدتي إلى روسيا قد تؤدي إلى تحالف معه

حمدوك يرى المشهد عبر التليفزيون مع كوب شاي ويمكن سيجارة

حمدوك مهمته مثل الخبير الأجنبي في شركة البترول مهمته (ربط البلوفات)

أتمنى لا تنشأ قاعدة روسية على البحر الأحمر حتى لا ندخل في دائرة الاستقطاب العالمي

بعض عناصر الوطني تتحرك بـ(نور) أخضر من الحكومة

من يحكم السودان وجنوب السودان مؤتمر وطني سابق

موت الشباب محزن وأثبتوا جسارة وصمود

فولكر في (حيص بيص) ولا يعرف أين الجنة أو النار

يتحدث في السياسة والاقتصاد وغيرها من العلوم، يقرأ ما يمكن أن يحدث مستقبلاً وفق معطيات الحاضر، أنه المفكر الإسلامي، بروفسير حسن مكي، تجلس إليه فلا تمل حديثه، يقول لمن أحسن أحسنت، ويقسو أحياناً، ويقول لك هذا الواقع، وليس حكمي، التقته (السوداني) وطرحت عليه أسئلة حول الإسلاميين، فقال: “قد يكون البرهان خائفاً لأن الإسلاميين قوة، ويخشى أن يستعين بهم فـ(تطش) حساباته”، مشيراً إلى أن نائب رئيس مجلس السيادة، محمد حميدتي، يُنظر إليه في المنطقة بأنه شخصية بُعد اقليمي، معتبراً أن رئيس الوزراء السابق، عبدالله حمدوك، ليس معروفاً في المعادلة السياسية، ومهمته مثل الخبير الأجنبي في شركة البترول، مهمته ربط (البلوفات).

 

في تقديرك كيف تؤثر الحرب في أوكرانيا على السودان؟
التأثير نتيجة لاستقطاب، وهذه ليست المرة الأولى التي تكون على أوكرانيا تأثير على المسألة السودانية ، الزبير باشا حارب في الماضي، لكن زيارة نائب رئيس مجلس السيادة، محمد حمدان حميدتي، إشارة قد تؤدي إلى تحالف روسي معه، وطبعاً حميدتي يُنظر إليه في المنطقة بأنه شخصية فوق الوطنية أي أنها ذات بُعد إقليمي، مثل الزعيم الليبي معمر القذافي الذي كان مهموماً بقضية الساحل والصحراء.

البعض يقول إن حميدتي ذهب لروسيا لتحقيق مكاسب شخصية لماذا؟
هناك كلام كثير حول ما دار، لأن الزيارة كانت في ظرف غير طبيعي وامتدت لأيام، ولم يصدر بيان مشترك حولها، لكن مسألة الساحل والصحراء جزء من الأجندة وتطوير قوات الدعم السريع لتصبح قوة ضاربة ومن سينفق عليها؟، وهل يطمح أن يكون له سلاح جو؟ وهناك تسريبات بأن رئيس (يونيتامس)، فولكر بيرتيس، صنف المسألة بأنه أصبح جزءاً من المشكلة السودانية وليس الحل؟

هل تعتقد أنه سيتم إبعاده؟
الغرب منزعج، وتم تحريك الاتحاد الأوربي، وقابل وزارة الخارجية، وهذه رسالة قوية، وتدخل في الشأن الداخلي، ويعتقدون أن حميدتي شخصية سودانية محلية، لكنه يتطلع إلى دور عالمي، وهذا غير مسموح به.

في تقديرك لماذا امتنع السودان عن التصويت لقرار يدين روسيا في حربها على أوكرانيا ؟
هذا قرار معقول لأن أكثر من نصف سكان الكرة الأرضية عارضوا القرار، الدول الأفريقية أيدت القرار وأخرى عارضته.

هل إنشاء قاعدة قاعدة روسية بالبحر الأحمر بات وشيكاً؟
أتمنى ألا يحدث ذلك.
لماذا؟
هذا الأمر سيدخلنا في دائرة الاستقطاب العالمي، ودائرة الخطر في أمن البحر الأحمر، وسنصبح من دول المواجهة، والسودان من ناحية سياسية وإستراتيجية لا يحتاج لقاعدة روسية .
هل يمكن أن تتوتر العلاقات بين الخرطوم وواشطن أو يتم فرض عقوبات بعد امتناع السودان عن التصويت لقرار إدانة روسيا؟
لا أعتقد.
لماذا؟
لأن أمريكا اعتمدت سفيراً بالخرطوم، وقراءتها إذا تم الضغط على السودان أكثر من اللازم سيذهب إلى معسكر الصين وروسيا، هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى يعرفون أن الجانب الذي يمثل المعارضة المدنية ضعيف جداً، ولابد من وجود المكون العسكري، وإذا كانوا ضد حميدتي، فهل يكونوا ضد الجيش والمكون العسكري؟ هذه ستكون بالنسبة لهم مغامرة، يمكن أن تكون لديهم معركة قد يديرونها بطريقة مختلفة مع حميدتي، ويمكن أن يحاولوا تقوية المكون العسكري، لكن هناك شيء لا يمكن فهمه، وهو إذا سوداني أراد مقابلة لتأشيرة يذهب إلى إنجمينا التي يحكمها مجلس عسكري، وفيها انقلاب كامل الأركان، لكن في السودان لم يحدث انقلاب كامل الأركان.

وما حدث في 25 أكتوبر الماضي أليس انقلاباً؟
ليس فيه كل صفات الانقلاب الكلاسيكية، فيه سمات الانقلاب السياسي، لأن المكون العسكري هو الذي يحكم، وبعد انسحاب حمدوك من الذي شعر به؟ ولماذا انسحب من المشهد بهذه الطريقة، رغم أنه ضُخم وأنه أيقونة ثورة، وهو لاعب دور فقط، وهي تمثيلية.

والآن توجد مطالبات بعودة حمدوك مرة أخرى؟
مندهش لهذه الأصوات، وهو ليس موجوداً في السودان، ولم يطالب بالعودة للمنصب، حمدوك مثل الخبير الأجنبي في شركة البترول، وقد يكون العاملون متأكدين على قدرته على ربط (البلوفات) وعندما يذهب يحتاجون إليه مرة أخرى لربطها، حمدوك لا عاد ولا ذهب، وليس معروفاً في المعادلة السياسية.
قسوتَ عليه بوصفك هذا؟
ليس قاسياً هذا الواقع أين هو الآن من المعادلة؟ أكثر من (80) شاباً استشهدوا في المظاهرات، ومن ذهبوا إليه (سيره) في المطار الآن نصفهم في السجن والآخر مشرد، وهو يرى المشهد من التليفزيون مع كوب شاي ويمكن سيجارة .

أين الحركة الإسلامية مما يحدث الآن؟
الحركة الإسلامية ليست شيئاً واحداً، هناك مجموعة شيخ حسن الترابي موجودة، وقابلت حزب الأمة وأصدرت بياناً أيدت فيه مهمة فولكر بيرتيس، وتوجد مجموعة المؤتمر الوطني وفيها غموض، لأن بعضهم في السجن، وبعضهم يُقال إنهم يتحركون بنور أخضر من الحكومة، وتوجد مجموعات منتشرة بين مصر وتركيا وأمرها عجب، وتوجد مجموعات على الرصيف لم تستطع حتى الآن أن تستوعب ماذا حدث حتي تستجيب له.

ومن يحكم السودان الآن؟
من يحكم السودان، وجنوب السودان مؤتمر وطني سابق، سلفاكير كان جزءاً من المشهد السياسي، ورياك مشار دخل مع المؤتمر الوطني في تحالف، وتوت قلواك مؤتمر وطني أصيل، الحكم في السودان وجنوب السودان بزة عسكرية.

تقصد أن المؤتمر الوطني يحكم السودان الآن بزي عسكري؟
لا أحب أن أقول ذلك، لكن أصلاً كان يحكم بزي عسكري، البشير كان من المؤتمر الشعبي؟ الترابي كان قائد الحركة الإسلامية من وضعه في السجن؟ هو المؤتمر الوطني وتصفيات ومصادرات أموال ورفت، بل الضربة التي وجهها المؤتمر الوطني (أ) للمؤتمر الوطني (ب) وأقصد الترابي، كانت أكبر من الضربة التي وجهها المؤتمر الوطني (ج) وهو حكم المكون العسكري الآن للحركة الإسلامية، طبيعة النظام السابق رغم وجود ظروف دولية مختلفة وتدخلات شديدة في المشهد السوداني خاصة من الغرب، والآن يتم خنق السودان، وحجب 3 مليارات دولار منه.

الحركة الإسلامية مؤيدة للبرهان أم معارضة له؟
فيهم مؤيد ومعارض ، وآخرون لا رؤية لهم .
البعض يقول إن البرهان قلق من غدر بعض الإسلاميين له؟
يوجد ضغط دولي على البرهان، لأن دول الجوار لا تريد الإسلاميين، وقد يكون خائفاً لأن الإسلاميين قوة ويخشى أن يستعين بهم فـ(تطش) حساباته.

يقول البعض إن البرهان أعاد موظفين من الاسلاميين للخدمة المدنية، لكنهم ليسوا في الصف الأول؟
والله أنا (40) سنة في الحركة الإسلامية لا أعرف أي من الذين تمت إعادتهم، الإقالات التي تمت في البنوك وغيرها هي تصفية حسابات، الإسلاميون المعروفون إما في السجن أو تركيا أو مصر، لا يوجد إسلامي له وزن موجود في السودان من المؤتمر الوطني.
بماذا تفسر ظهور مدير جهاز الأمن السابق صلاح قوش في المشهد السياسي عبر فعالية رياضية؟
هو زار فريق كورة، الناس فاكرين أن أي شخص كانت لديه وضعية يجب أن ينزل تحت الأرض، ولا أحد يراه، وحاولوا نسج قصص حول هذا الأمر، ظهور قوش ليس له دلالات كبيرة.
حدث عابر ؟
نعم.
ولماذ وجد ذلك الاهتمام؟
لأنه يوجد فراغ سياسي والناس يعتقدون أنه لا يمكن أن يدير البلاد البرهان وحميدتي، ولابد من طرف ثالث، وفولكر بيرتيس متحير في هذه المسألة والسفراء الأجانب.

كيف؟
بدليل أنهم ذهبوا وقابلوا وزير الخارجية، علي الصادق، الذي لا حول له ولا قوة، هل سيتنزل له الوحي حتى يجب على أسئلتهم حول زيارة حميدتي لروسيا؟ الخارجية نفسها غير ممثلة في تلك الرحلة.
ما هو تعليقك على المشاورات التي طرحها فولكر في الفترة السابقة ؟
أعتقد أن فولكر في حيرة من أمره، لأنه قال لابد من وجود الاتحاد الأفريقي وهو في خلاف معه، لأنه عندما بدأ المشاورات أعطى معلومات مغلوطة للحكومة.
كيف؟
قال إن الاتحاد الأفريقي ليس جزءاً من المرحلة، بعدها جاء موسى فكي للسودان، وبلغ البرهان بأنه يريدون المساهمة في الحل، وبعد ذلك قابلوا فولكر وعاتبوه جداً، وشكوه لرئيسه، لذلك لابد أن يتراجع لأنه موظف في الأمم المتحدة، صحيح.
هل يمكن أن ينجح فولكر في مشاوراته؟
خلاص فشل، وبيانه الأخير لم يخرج بحيثيات نهائية ، ووقع في (حيص بيص) ولا يعرف أين الجنة أو النار .
في حيرة من أمره؟
في حيرة أكثر من السودانيين أنفسهم
القوى السياسية تتفرج الآن على المشهد؟
هي تريد السلطة فقط، تتحدث عن مدنية، لكن توجد كلمة سر أخرى لابد من وضعها مع مدنية، وهي الانتخابات، بالمناسبة المكون العسكري والمدني لا يريدان الانتخابات .

لماذا؟
يريدون شخصاً يعمل بينهم تسوية، لذلك تحدثوا عن الوفاق بديلاً للانتخابات، ما في شخص يريد الانتخابات، ولا يوجد استعداد لها، لأنه في فترة من الفترات كان الناس يعتقدون أنه إذا تمت فإنها استفتاء ليتحول البرهان من رئاسة مجلس السيادة إلى رئاسة الجمهورية، وحميدتي له الحق أن يتطلع بما قدمه من خدمات لمنصب كبير بالنسبة لسنه وتوجهاته.

وماذا عن القوى السياسية؟
القوى السياسية تعرف أن الانتحابات مفاجأة، وقد تكون مزلزلة، ولا يخرجون منها بشيء، وحتى بعض القوى الثورية تتحدث عن فترة انتقالية (4) سنوات، وقد تولد (4) أخرى معناها قد يكون وضع مماثل لإريتريا، وبهذه الطريقة البلاد لن تمضي للأمام في بلد فيه (4) ملايين قطعة سلاح خارج سيطرة الدولة ، ولديهم (شوية) قوة في عبد الواحد نور، وعبد العزيز الحلو، وهذا لا يمثل شيئاً كبيراً بالنسبة للثقل العسكري والسياسي والتجارب السياسية.

بعض مديري الجامعات أطلقوا مبادرة لجمع الصف الوطني، تعليقك؟
أنا كمدير جامعة سابق أستغرب لهذا الأمر، لأنهم فشلوا في إدارة جامعاتهم بما فيها جامعة الخرطوم، ويتحدثون عن إصلاح البلاد؟، طيب أصلح سريرك الذي تنام عليه، وإذا كان السرير (مبهدل) ولا تستطيع أن تفرش عليه ملاية أو خيش، هل يمكن أن تصلح حال البلاد؟ ومنذ الإنقاذ قالوا لهم إن ما تتقاضونه من الحكومة هو جُعل، ويمكن إكمال الباقي بالتعليم الخاص أو الدبلومات أو تحويل الجامعات إلى مسرح تعليمي مدفوع الأجر في المساء لتسديد مطلوبات الحركة العلمية والأساس.

أساتذة الجامعات يقولون إنهم مظلومون؟
قطع شك مظلومون، وأحد الأساتذة قال يمكن أن نُدرس ونضرب عن استلام المرتبات، لأنها لا تسمن ولا تغني من جوع، وهذا كلام وجيه لأنها لا شيء، لكن الآن هم مضربون ويذهبون لاستلام المرتبات.

هل تعتبره تناقضاً ؟
هذا تقليل من وضعيتهم العلمية، البلد (إذا كان رب البيت بالدف ضارباً فشيمةُ أهل البيت كلهم الرقصُ)، فبعض أساتذة الجامعات في المظاهرات وهم أنفسهم خرجت ضدهم مظاهرات ضد أدائهم، وكان يمكن أن يكونوا قدوة ويقوموا بإبتكار بالاستيعاب والبحث العلمي الجامعي.

المشهد الآن معقد جداً؟
يحتاج إلى رؤية وفرق بين الإصلاح والتخريب، وإذا أردت الإصلاح لا توقف الناس عن العمل، صحيح موت الشباب محزن، وأثبتوا جسارة وصموداً في مجابهتهم للرصاص وفيهم قيادات، لكن أخشى أن تستنفذ طاقاته فيما لا طائل منه، أنا قرأت ميثاق سلطة الشعب، وهي لا تصلح في بلد متنوع مثل السودان، لأنه يحتاج الي تفاهمات ووفاق وطني، السياسية ليست جمعية خيرية أو صوفية أو غيرها، واللجان الثورية في مدني لها ورقة أسقطوا عليها المنهج الماركسي، في النهاية هي إسقاط عقائدي، بالتالي أكبر خلل فيها اعتقاد أن المزاج النفسي الذي يحكمك والعوامل النفسية التي تطغى والرؤى التي تسيطر عليك أنها نفس رؤى أي سوداني، وهذا ليس صحيحاً لأن كثير من المواطنين يحتاجون إلى التعليم وغيره .

تقصد أن الأولوية لديهم توفير الخدمات وليس من يحكم؟
نعم ليس مشكلتهم في السلطة، الآن أكبر حجم للسلطة في دارفور لكن لم يفعلوا شيئاً، وأصبحت فيها احتقانات من الداخل لأن السلطة ذهبت إلى مجموعة معينة، وتوجد مطالبات بمراجعة اتفاق سلام جوبا .
المكون العسكري ليس لديه عقول سياسية تفكر وتخطط له، يريدون أن يوقعوا ويظهروا في الإعلان بأنه تحقق السلام.. ووثيقة جوبا والوثيقة الدستورية فيهما خلل كبير، الإسقاط الأيديولوجي مصيبة كبيرة لأنه يتم تنزيل معادلات مأخوذة من قراءة وافتراضات على واقع متغير ومتشكل .

          حوار: وجدان طلحة

الخرطوم: (صحيفة السوداني)

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



زر الذهاب إلى الأعلى