حوارات

مدير المركز السوداني للديمقراطية د. عمر:تصنيف الشباب بين ثوري وغير ثوري مضلل والشباب اثبت رؤيته الثاقبة

الخروج من الأزمة الحالية لا يتحقق إلاّ بحوار مفتوح بين كل الناس
الأحزاب السياسية محتاجة إلى مراجعة حقيقية وعليها تغليب الديمقراطية داخلها
الدبلوماسية الوطنية فشلت في معالجة الأزمة بدليل التدخل الدولي والاقليمي الكبير

 

الازمة السياسية التي دخلت فيها البلاد عقب 25 اكتوبر الماضي ادت لخلق حالة من عدم الاستقرار على كل الاصعدة غير ان ابلغ تأثير لها كان الاثر الاقتصادي السالب الذي جعل البلاد تدخل العام الحالي بموازنة تضغط على كاهل الشعب كونها تمول عن طريق الجبايات والرسوم ورفع تكلفة مدخلات الانتاج ما ادى لخلق واقع اشبه بالانهيار الاقتصادي الذي يزيده سوءا اضمحلال العمل يوما بعد يوم… ذلك الوضع جعل كثيرا من الجهات والمراكز المتخصصة تلتقط قفاز المبادرة بغية الوصول لحل يصب في اطار استقرار البلاد والعبور من المرحلة الانتقالية بسلام، ومن ضمن تلك المراكز المتخصصة المركز السوداني للديمقراطية والتنمية الذي طرح مؤخرا مشروعا لبناء قدرات المجتمع المدني وتعزيز الولاء للوطن (..الحراك) جلست الى مدير المركز الخبير في مجال التنمية د. عمر الخير إبراهيم وكان الحوار التالي:-

 

*بداية حديثنا عن المركز؟

المركز السوداني للديمقراطية والتنمية مؤسسة مجتمع مدني سجل في عام 2010 في مفوضية العون الإنساني وظل يعمل في أربع قضايا تتمثل في التغيير الاجتماعي والسلام والحكم الراشد والديمقراطية تفرعت عنها عدة قضايا تمكين الأفراد والتعليم والأسر الفقيرة وجوانب متعلقة بالحكم الراشد.

 

*ما هي التحديات التي تواجه المركز؟

التحديات التي تواجهنا تحديات تواجه كل منظمات ومؤسسات المجتمع المدني بشكل عام تتمثل في غياب الرؤية الاستراتيجية الوطنية الموحدة في ادارة العمل التطوعي والإنساني والخدمي في السودان وقصور النظرة الحكومية للعمل التطوعي والمدني كونها لا ترى انه يمكن ان يسهم بشكل كبير في بلورة الرؤى الوطنية والاستراتيجية في قضايا التنمية والاستقرار والوحدة، فالمنظمات تعمل كما تشاء والدول تعمل كما تشاء كذلك المنظمات الأجنبية.

كأنك تتحدث عن فوضى؟

لا اريد ان اقول فوضى ولكن عدم ترتيب وتنظيم الجهود.

 

ما هي التحديات الاخرى؟

التمويل يمثل تحديا كبيرا للمؤسسات ففي كل الدول الحكومات تدعم العمل التطوعي والإنساني والخدمي ولا يوجد في السودان دعم.

 

*عفوا.. الدولة تقول انها تقدم دعما سنويا للعمل الطوعي الانساني؟

لو انها تقدم دعما فلا احد يعرف اين يذهب ولا كيفية توزيعه وهو لا يمثل دعم امقدرا ومحترما.. بل في هذا الجانب المنظمات الأجنبية لديها تمويل ولكن الدولة غير قادرة على تنظيمه بحيث يتم صرفه وتوزيعه بصورة عادلة تخدم استراتيجية الدولة.

 

كيف يتم صرف تمويل المنظمات الاجنبية إذاً؟

في الغالب يتم احتكاره بواسطة منظمات بعينها ولا يخدم في كثير من الأحيان الهدف الذي جاء من اجله.

وكأنك تريد ان تقول ان المنظمات الوطنية تعاني مشكلة التفضيل حسب قربها من صانع القرار؟

ليس كذلك بالضبط ولكن هناك تحديات التضييق على المنظمات بعدم الاستثمار واهم تحدٍ يتمثل في قلة الكادر المؤهل في بلد كبير مثل السودان يعاني الضعف والفقر لذلك لابد لمنظمات المجتمع المدني من ان تتحرك وتسد ثغرات عجز الدولة وهذا لا يتم إلا برؤية الدولة لمؤسسات المجتمع المدني.

هل سياسية المركز تستطيع ان تستوعب قومية وتنوع البلاد؟

المجتمع المدني عموما غير مسموح له ان يعمل بعيدا عن مبادئ العمل المدني والتطوعي ضد التميز وضد الاحتكار وتسخير إمكانيات العمل المدني وأمواله وخدماته ضد طائفة او قبيلة،بالتالي المركز نشأ على نشر فكرة ثقافة الديمقراطية بكل قيمها بالعدالة وعدم التمييز والحريات وتعزيز التنمية وتوعية الافراد وتأهيلهم وبناء قدرات حتى يلبوا احتياجاتهم.. نحن نحترم تعدد السودان ونحترم التعدد الديني والثقافي ونعمل على رؤية لا تقصي احدا كما ان من مميزات المركز طرح اكبر مشروع لبناء قدرات المجتمع المدني .المجتمع المدني وصلنا به كل السودان لإيماننا بان المجتمع المدني صمام أمان للبلد في الوحدة والاستقرار.

 

اطلقتم قبل سنوات مبادرة( بنحبك يا سودان) ما هي الطريقة الصحيحة لحب الوطن؟

مشروع تعزيز الولاء للوطن كان تحت شعار “بنحبك يا سودان” ودفعنا لطرحه حينها اننا شعرنا بان الوطنية عند المواطن السوداني ضعيفة جدا وهذا اثر على شكل التعاطي مع البلد خصوصا الخدمة العامة وطبيعة العمل السياسي الموجودة غير مستوعبة مسألة الوطنية واحترام الآخر والتعددية وكل هذه القضايا نوع من عدم الاحترام للوطن ذاته لان الوطن جغرافيا وانتماء وهوية.

وكيف كان التجاوب معكم؟

محاولتنا جادة في إعاده تعريف الولاء للوطن وتعزيز قيم الانتماء بعيدا عن اي أيديلوجية او اي إقصاء بأنواعه المختلفة.. إلى حد كبير نجحنا في الطرح ولكن لن يتحقق هذا إلا بوضع الدولة برامج واضحة في خطابها وسياستها تعزز هذه المعاني.

ما هو تقييمك الآن لما يحدث من حراك ثوري؟

للإجابة على هذا السؤال لابد من الحديث أولا عن الثورة نفسها والثورات الشعبية خاصة ضد الأنظمة الشمولية في الغالب هذه الثورات تنتج حكومات انتقالية الحكومة الانتقالية مؤقتة تؤدي إلى نظام تعددي ديمقراطي قائم على احترام الآخرين ومن الاشكالات لازال البلد في صراعات وخاصة اليسار.. ما اود قوله ان فكرة الاحتكار فكرة مرفوضة ،الثورة قامت لرفض الاحتكار لأي مجموعة كانت للسلطة أو مشكلة وقعت بها قيادة الثورة انها ذهبت للاقصاء مهما كان المبرر.

ولكن ها قد وصل الجميع لطريق مسدود الآن؟

أي دولة او اي مجتمع قادر ان يخلق مسارا يتناسب مع حاجاته ، افتكر قيادة الثورة لم تستوعب الدرس وفكرة الشراكة بين العسكر والمدنيين، من مشاكلها المكون المدني لم يكن يعبر عن كل الشراكات السياسية الموجودة وهذا مأزق أدى إلى وقف الشراكة بين العسكريين والمدنيين أي محاولة لاقصاء تضعف المكون المدني بالتالي عدم اتفاق المكون المدني اضعف موقفه نفسه وساعد المكون العسكري وهذه مشكلة حقيقية لابد من التوافق والتراضي حتى ننتقل من مرحلة الانتقالية والعمل بدون اقصاء.

 

الشباب يقولون ان الأحزاب السودانية أمراض مزمنة أهلكت جسد الوطن برأيك هل تحتاج الى بتر ام معالجة؟

الأحزاب السياسية في السودان تحتاج الى مراجعات حقيقية في فكرها وقناعاتها ومعتقداتها الفكرية والديمقراطية والسياسية بالتالي في الهيكل والبناء وهذه مسألة مهمة جدا لا يمكن ما يحدث وقضية الديمقراطية لا تتحمل موقفين متناقضين على مستوى الداخل والخارج وينبغي النظر داخل الحزب بنفس النظرة خارجه ،في المشهد الإقليمي والدولي لا يقبل أن حزبا قام على الديمقراطية يفشل في المواقف السياسية الانتقال لا يتم إلا بوعي الفعل الناضج لأحزابنا مهما كان رأينا بها، وإلا كيف يتم الانتقال في وجود أحزاب منشقة منقسمة وخصومة ومخاصمة.

 

من مشكلتنا التمثيل الدبلوماسي والخارجية هل المشكلة في اختيار الأشخاص؟

الآن مشكلتنا غياب السلطة التشريعية وغياب المؤسسات بالتالي تمثيل الأشخاص للسلطة بها خلافات تؤثر على شكل الخطاب الدبلوماسي الخارجي والتمثيل واختيار الناس وبالتالي فوضى في مصالح البلد.

 

إلى أي مدى نجحت الدبلوماسية الوطنية في حل الازمه الوطنية؟

لم تنجح.. واكبر دليل على فشلها هو التدخل الإقليمي الدولي في الشأن السوداني وهذا يوضح ان هناك مشكلة في السياسة الداخلية والخارجية وهذا انعكاس وفشل جعل الخارج متحكما أكثر وبالتالي التدخل الخارجي يخدم أجندته أكثر من القضية ،الحل في وحدة رؤية الداخل.

 

المرأة السودانية والوساطة هل هي غائبة أم متغيبة من الدبلوماسية؟

كل الفعاليات بما فيها الثورة تؤكد ان المرأة لها دور كبير جدا واكتسبت كثيرا من المواقف التي تدعم مصالحها.. ولكن الآن تفتقر المرأة السودانية إلى الوعي السياسي الكلي والوعي الوطني الذي يمكنها من التوازن بين مواقفها بين القضايا الخاصة والقضية الوطنية، لذلك تحتاج إلى حوار داخلها تحدد به القضايا والمواقف بدون أي تنازع بكل أنواعه وقادرة على التأثير إذا أحسنت الملف داخلها ونسقت جهودها.

ما هو تقييمك الأكاديمي للشباب الثوري ؟

الشباب عموما لديهم نفس تحدي المرأة وتصنيف شباب ثوري وشباب غير ثوري مضلل الشباب اثبتوا تفاعلهم مع القضية الوطنية منذ الثورة ولكن يفتقرون إلى الوعي الكلي للقضية الوطنية وهناك استقطاب كبير جدا قد يضر بهم وعلى الشباب ان يتحدوا لإيجاد صيغة واضحة لدولة القانون، الشباب الغالب عليه تكتل لجان المقاومة يجب أن تكون تكتلا اجتماعيا ضخما بوحدته معادلا لأي مكون والتزام بقيم الثورة دون أي تأثير بأي حزب أو أي جهة أو مكون شريك.

ما هي رؤيتكم للخروج من النفق؟

هذه المسألة لا تتحقق إلا بالحوار المفتوح بين كل الناس ويناقش كل الاشكاليات والتحديات لابد من حوار فعال بين المكون العسكري والسياسي وأي محاولة إلى استمرار التظاهرات بدون فتح منافذ تواصل بكل الأصعدة لا يؤدي الى حل، أنت محتاج إلى التواصل لتحقيق معالجة,الآن نحن كمجتمع مدني لدينا مبادرة في حل الازمة الحالية وإدارة حوار الأيام القادمة سوف نطرحها تحت عنوان نداء المجتمع المدني مجموعة من الناس المعروفة نفتكر المجتمع المدني يجب أن لا ينحاز لأي طرف ضد آخر يجب ان يعبر عن روح السلام والتفاعل الاجتماعي والسياسي بعيدا عن الصراعات والخصومات وتقصير الفجوة بين المكونات والمجموعات والتواصل بإذن الله سيؤدي إلى خارطة طريق وبر أمان المجتمع المدني يجب أن يكون رمانة توازن المعادلة والانحياز من قبل بعض المكون المدني لأي جهة خطأ وقع فيه البعض .

      حوار: أفكار جبريل

صحيفة الحراك السياسي

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



زر الذهاب إلى الأعلى