* دولة ما بعد الانقلاب تنطبق عليها كل مواصفات الدولة الفاشلة!!
* لا بد من محاسبة القتلة وألا يسمح لهم بالافلات من العقاب لأسباب كثيرة!!
* على قوى الحرية والتغيير الاعتذار للشعب السوداني!!
* الشباب وكل اهل السودان يحلمون بذهاب هذا النظام….وبدولة السيادة!!
ظل الدكتور ابراهيم الأمين منحازاً للشباب ومناصراً لهم في قضاياهم ومهتماً بها لحد كبير ، ويرى الأمين في حوار مع ( الجريدة ) أنه مهما كانت هناك تحديات تواجه الشباب فهم على قدر المسؤولية والوعي وفي استطاعتهم تجاوزها بسلاسة وكل المؤشرات تؤكد على أن المستقبل السياسي سيكون حصرياً عليهم وعلى القوى السياسية منحهم الفرصة.
وفي المقابل يقول الأمين أن المقاومة ليست متناقضة فمن قبل كان هناك من يرى شعار (تسقط بس) شعاراً عدمياً ولكنه أوصلنا إلى محطة الإسقاط وإزاحة البشير دون تفاوض معه ، والآن اهتزت الثقة بين المقاومة الثورية التي يقودها الشباب والمكون العسكري الانقلابي خاصة بعد اجراءات 25 اكتوبر فبدلاً من أن تسلم السلطة للمدنيين انقض عليها المكون العسكري ممزقاً للوثيقة الدستورية وضارباً بها عرض الحائط ولذلك رأى الثوار أن الخط السياسي هو الاستمساك بمدنية الدولة وأن يعود العسكر للثكنات ولا عدمية في ذلك.
*الأوضاع تسير نحو الهاوية والشباب ما زالوا يصرون على مواصلة المشوار وفقاً للاءات الثلاثة (لا شراكة لا تفاوض لا مساومة)؟
– من حق الشباب أن يحلم وأن يتمرد فقضايا الوطن مقدسة ولا مجال للمساومة فيها أو الدخول في تسويات…ثمنها دماء طاهرة وغالية لشباب أكدت مواقفه وتضحياته أنه أكثر وعياً وحباً للوطن من الأجيال التي سبقتهم ….شباب يمثل كل السودان بعيداً عن الأمراض الاجتماعية السائدة العنصرية والجهوية والعمالة لدول أخرى; شباب حلمهم…بناء السودان على أسس جديدة والدليل قيادتهم للثورة ووجودهم بكثافة في التظاهرات التي انتظمت في كل مدن السودان في ( مدني عطبرة ، نيالا ، زالنجي ، بورتسودان، القضارف، الحصاحيصا ، الأبيض، خور يابوس وكل قرى السودان).
*الشباب يرفعون شعار (لا مساومة – لا تفاوض – لا شرعية) ومع ذلك يعدون العدة لإعلان سياسي؟
– المقاومة ليست متناقضة في هذه الوجهة فمن قبل كان هناك من يرى شعار (تسقط بس) شعاراً عدمياً ولكنه أوصلنا إلى محطة الاسقاط وإزاحة البشير دون تفاوض معه ، والآن اهتزت الثقة بين المقاومة الثورية التي يقودها الشباب والمكون العسكري الانقلابي خاصة بعد اجراءات 25 اكتوبر فبدلاً من أن تسلم السلطة للمدنيين انقض عليها المكون العسكري ممزقاً للوثيقة الدستورية وضارباً بها عرض الحائط ولذلك رأى الثوار أن الخط السياسي هو الاستمساك بمدنية الدولة وأن يعود العسكر للثكنات ولا عدمية في ذلك ، وهؤلاء الشباب الذين يواجهون الرصاص الحي بالصدور العارية ويسقطون شهداء من الصعب أن يجهض أحد أحلامهم أو يقف عقبة امام مطالبهم مادام إنهم عاكفين عليها ولم يفضلوا الهجرة عبر البحر المتوسط بحثاً عن الرفاهية فعلينا أن نشيد بذلك ونقدر هذه المعاني النبيلة وعلى المكون العسكرى الاستجابة وتقديم تنازلات حتى ولو كانت مرة.
*مهما بذل الشباب من تحديات من الواضح أن النظام متماسك؟
الكل بلا استثناء ..رافض الإنقلاب ومع ابعاد قيادته من السلطة….ومحاسبة القتلة وألا يسمح لهم بالافلات من العقاب لأسباب كثيرة أهمها أن دولة ما بعد الانقلاب تنطبق عليها كل مواصفات الدولة الفاشلة ، ونحن الآن للأسف نعيش في المرحلة قبل الأخيرة وعلى بعد خطوات من الفوضى والتفكك إن استمر النظام الحالي المفروض بقوة السلاح وسفك الدماء ، الشباب وكل أهل السودان يحلمون بذهاب هذا النظام….وبدولة السيادة وأهم مميزاتها أن تخضع الدولة للقانون في جميع مظاهر نشاطها والمساواة أمام القانون أيضاً وعدم التمييز مع ضمانات كافية لاستقلال القضاء ، كذلك الاستقلالية الكاملة للنيابة العامة سيادة القانون مبدأ للحوكمة يكون فيه الجميع مسؤولين امام قوانين صادرة علناً وتطبق على الجميع بالتساوي ويحتكم في إطارها إلى قضاء مستقل.
*وأين الحكومة؟
وصف الأمين العام للأمم المتحدة..سيادة القانون بأنها مبدأ للحوكمة يكون فيه جميع الأفراد والمؤسسات والكيانات العامة والخاصة بما في ذلك الدولة ذاتها مسؤولين أمام القانون ويقتضي هذا المبدأ كذلك اتخاذ تدابير لكفالة الالتزم بمبادئ سيادة القانون والفصل بين السلطات والمشاركة في صنع القرار وتجنب التعسف… والاعتماد على الشفافية الاجرائية والقانونية.
*إذا بموقفها الآن مع الشارع ومطالبه خرجت قوى الحرية والتغيير من عنق الزجاجة؟
– ليست المواقف وحدها كافية لكسب ثقة الشارع ، القضية أكبر من ذلك وتحتاح منا إلى نقد ذاتي ومراجعات تنشر على الملأ كتابة وشفاهة ، وأن نترك الحكم للجماهير ، وعلينا أن ندرك أن المرحلة القادمة من الفترة الانتقالية لن تسمح لنا بالفشل لأن الفشل القادم بعده الطوفان والكارثة ولذلك لا بد لقوى الحرية والتغيير أن تقدم اعتذاراً واضحاً للشعب السوداني عن أداءها أثناء مشاركتها في الجهاز التنفيذي .
*إعلان لجان المقاومة لاعلاقة له بقوى الحرية والتغيير فهي الأخرى غير مقبولة لديهم؟
– المقاومة تضم أيضاً خليط من قوى الحرية والتغيير أو بمعنى أدق كل مكونات قوى الحرية والتغيير سواء كانت أحزاب او منظمات مجتمع مدني لديها وجود فاعل داخل لجان المقاومة ومهما كانت هناك خلافات فالموقف الآن موحد في الاطار السياسي ، وإعلان المقاومة يصلح لتوحيد القوى الثورية لأن الكل سيطلع عليه ويدلى بدلوه إضافة أو حذف ، وهو الآن في لمساته النهائية ويتحدث عن أن السلطة سلطة الشعب.
*ماذا لو أصر البرهان على المواصلة في اجراءاته؟
– لو أصر البرهان على المواصلة في اجراءاته ستستمر المواجهة ولن تكون باردة بل ساخنة خاصة وأن العسكر يقدمون الحل الأمني على السياسي ، وهذا يعني وقوعنا في مطب العقوبات الدولية والحصار الاقتصادي، وبالمناسبة ليس لديهم أي ترتيبات لمعالجة تدهور الاوضاع الاقتصادية المتدهورة أصلاً ، ولكي نجنب البلاد الانزلاق الذي أشار إليه حمدوك في استقالته على قادة الجيش الاستجابة لمطالب الشعب دون شروط .
*الديمقراطية لا تنبع من قناعات حقيقية وآداة فقط لازاحة الأشخاص؟
المناداة بالديمقراطية في مجتمعنا السوداني تنبع من قناعات حقيقية على المستوى السياسي والآيديولوجي، فلم يكن الصراع على السلطة يعني إزاحة الأشخاص واستبدال وجوه جديدة بهم، بل يعني تغييراً حقيقياً في نظام الحكم، أي أن المهم هو «ليس من يحكم السودان بل كيف يُحكم السودان». وهنا لا بد من الإشارة إلى أن السودان أسقط منذ استقلاله في يناير 1956 ثلاثة أنظمة عسكرية (في 1964 و1985 و2019) عبر ثورات شعبية عارمة تطالب تحديداً بتبني نظام ديمقراطي برلماني متعدد الأحزاب. وقد نجح بالفعل في إقامة ذلك النظام ثلاث مرات انتهت كلها على أيدي انقلابات عسكرية.
*مع ذلك أنت متفائل؟
– بسبب الرؤية الواضحة للشباب وقناعتهم بتحقيق احلامهم وتمسكهم باهدافهم رغم الصعوبات التي تواجههم والعقبات التي تقف في طريقهم ..وشاهدتهم وهم يثبتون للعالم أجمع مدى بسالتهم وجسارتهم ، وقبل يومين لا حظت وأنا في طريقي لأحد القنوات كثافة الدخان (الطالع) من قنابل الغاز ولكن مع كل (بمبان) يهتفون وتعلوا هتافاتهم دون أن يؤثر الغاز على حلوقهم وحتى من يختنق يحمله اخوته ويسعفونه ويعود للميدان مرة أخرى .
حوار: أشرف عبدالعزيز
صحيفة الجريدة