زاهر بخيت

زاهر بخيت الفكي يكتب: هل سألتُم أنفسكم يا بُرهان..؟

يبدو أنّ المُكابرة المدعومة بحالة اللا وعي التي نعيشها اليوم، قد أوصلتنا حقاً إلى حافةِ الهاوية، ومن بأيديهم السلاح لم ولن يكُفوا عن استعماله، وقد استهوتهم لعبة الموت، وأدمنوا رائحة الدماء، وما من قانون رادع ولا سُلطة مُهابة اليوم يمُكن أن تردعهم من القتل والضرب ومحاولات الدهس المُتعمّدة، وبالمُقابل لا سُلطة تستطيع إيقاف أصحاب الحق الأصيل من الخروج للتظاهُر لإعادة ثورتهم المسروقة، لا سيّما وقد تقطعت نهائياً شعرة العلاقة (الواهنة) أصلاً بهذه الأفعال العُدوانية، وما يجري في الشوارع الآن عبارة عن حرب بين فريقين، فريق يُقاتل بشدة للتشبث بالسلطة، وفريق آخر أعزل يُدافِع فقط بسلاح الحق لاستعادة ما سُلِب منه.
مجزرة 17 يناير التي لا تقِل في بشاعتها عن مجزرة القيادة (المنكورة) بالتأكيد لن توقف المد الثوري، بل ستزيد من اشتعال الطُرقات، وتستقوي بها عزيمة الثوار وتزيد من اصرارهم على المُضي قدماً في تحرير بلادهم من قيود من استباحوا بالقوة أرضها، والانتصار على من انتشروا فيها، لا للنهضة والإعمار بل للقتل والدمار، لأجل الاستمرار في سُلطة دموية كُل المُعطيات تدُل على بشاعة مآلاتها، وما أشبه بارحة البشير بليلة البُرهان.
تضييق الخناق والضغط الرهيب من قبل الشارع، دفع البُرهان للمُسارعة في تشكيل لجنة لتقصي الحقائق في الأحداث التي شهدتها تظاهرات 17/ يناير، والتي شهدت وقوع عدد من القتلى والجرحى، وحدد لعمل اللجنة سقف زمني لا يتجاوز ال 72 ساعة لرفع تقريرها حول الكارثة، بالطبع لم يعُد المواطن يأبه أو يفرح لمثل هذه الأشياء، والتجارُب الكثيرة أثبتت له أنّ التقارير واللجان ما أعادت من قبل حقاً مغصوبا، وما أنصفت مواطناً مأزوماً مغلوبا، وبيننا ونهاية ال 72 ساعة سويعات دعونا نرى هل يا تُرى سيعملون بما في هذه التقارير (إن) لم تكُن نتائجها في صالحكُم، أم سيكون مصيرها مصير غيرها.
والتواري خلف اللجان يا بُرهان حيلة قديمة ما عادت تنطلي على الناس، واللجان التي شكلتموها من قبل لم نرى لها من أثرٍ في واقع الحال، لجنة تتبعها أخرى وتنبثق منها أخريات والحال كما هو عليه، مُجرد جُرعات تخدير ظللتُم تسقونها للمواطن لينسى بها الفواجع التي سببتُموها له، ولم تعُد هذه المادة المُخدرة (المُنتهية الصلاحية) ذات أثر لو تعلمون، ولجنة نبيل أديب التاريخية يا سعادتك تقف شاهدة ساخرة على غيرها، والتي لم تصل إلى يوم الناس هذا إلى أصل الجُناة في تلك المجزرة البشعة ولا إلى فروعِهم.
هل سألتُم أنفسكم يوماً بصدق وبلا مُكابرة عن السبب المُباشِر في خروج الناس عليكم..؟
الإجابة على السؤال ليست صعبة والدوران حولها لن يُبقيكُم في السُلطة، فما بينكم وهؤلاء سُلطة منزوعة بالقوة، أعيدوها لأهلها على عجل، وقدموا أنفسكم بشجاعة للقضاء ليقول كلمته، واتركوا جيش الشعب للشعب.
والله وحده المُستعان

 

 

 

 

صحيفة الجريدة

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



زر الذهاب إلى الأعلى