صباح محمد الحسن

صباح محمد الحسن تكتب: الإدارة الأهلية تاني فوضناك !!

لا وجود للادارة الاهلية بالسودان لا بالقانون ولا بالوجود الفعلي، في الخرطوم، وألغيت بقرار رسمي في اوائل السبعينيات في ظل نظام مايو 1969، حديث صرح به الدكتور أحمد يوسف أبو حريرة رئيس مجلس شورى قبيلة البطاحين لـ(الجريدة).
هذا الحديث ينسف هذه الظاهرة الاجتماعية التي تُستخدم كسلم للإرتقاء للمصالح السياسية الضيقة، بغرض طمس ملامح التغيير وتشويه صورة التحول الديمقراطي والانقضاض على اهداف مسيرة التغيير بالبلاد من قبل عناصر النظام المخلوع.
وعادت هذه الظاهرة تطفو على سطح الاحداث بعد ثورة ديسمبر عندما (وسوس شيطان السلطة) لنائب رئيس المجلس السيادي محمد حمدان دقلو الذي حاول وقتها ان يطرح نفسه رئيساً شرعياً للبلاد، واستعان بلجنة تضم عدداً من المستشارين الاعلاميين لصناعة قواعد جماهيرية زائفة وذلك في العام ٢٠١٩، ووجه (حميدتي) نائب رئيس المجلس العسكري الانتقالي آنذاك، بتنظيم الإدارة الأهلية، وأن يشارك الشباب فيها، ودعا خلال مخاطبته بأرض المعارض ببري ملتقى الإدارة الأهلية في عموم السودان التي فوضت المجلس العسكري تفويضاً مطلقاً بتشكيل حكومة تكنوقراط وكفاءات لإدارة شأن البلاد دون إقصاء لأحد
وفشل دقلو وشاطرته الفشل لجنته الإعلامية وتسبب ذلك في نشوب خلاف بينه وبينها وتم صرف بعض الادارات الاهلية من أرض المعارض بصورة مهينة غير لائقة، وغضب دقلو من بعض مستشاريه الامر الذي جعلهم يغادرون مواقعهم بطلب منه.
ليتكرر السيناريو من جديد بدعوات اعلامية واعلانات مدفوعة القيمة ومشاركة مصنوعة لكيانات وقبائل تنادي بتفويض الانقلابين من جديد، دون أخذ العبرة من فشل تفويض حميدتي الذي ضاعت أمواله هباء منثورا، وذهبت لجيوب المنتفعين الذين لا ناقة لهم ولا بعير أن أصبح حميدتي رئيساً او غفيراً، والبرهان (المخنوق سياسياً) ماذا يفيده التفويض وقد تم تفويضه أكثر من مرة من قبل جماهير الزحف الأخضر، وان أتته الفرصة او صنعها لنفسه بانقلابه، رغم ذلك عجز عن حكم البلاد وتشكيل حكومة تكنوقراط.
ويؤكد الدكتور أبو حريرة رئيس مجلس شورى قبيلة البطاحين إن الحشد الذي انتظم أمس الأول بمنطقة عد بابكر لا يمثل قبيلة البطاحين ولم تقره مؤسسات القبيلة ولا علم لها به، وأن من خرج مؤيداً لحكم العسكر اليوم لا يمثل الا نفسه ولا يحق له التحدث باسم قبيلة البطاحين، وكشف عن أن منظومة ما يسمى بالإدارة الأهلية بولاية الخرطوم دعت بعض مؤيدي النظام الهالك لتنظيم هذا اللقاء ومعلوم إنها صنيعة الانقاذ، مضيفاً أنها كيان غريب لا وجود له لا بالقانون ولا بالوجود الفعلي.
وقال أبو حريرة لـ(الجريدة): لابد للشارع الوطني أن يعلم أن الذي حدث اليوم باسم البطاحين حدث مثله في قرى الجموعية وقد أصدرت مكوكية الجموعية بياناً ينفي صلتها بتنظيم هذا العمل ونتوقع أن تحدث حشود (مكرية) مثيلة في المستقبل القريب .
مضيفاً أن القبائل كيانات إجتماعية وليست أحزاب سياسية، وما يجري الآن من تسييسها أخطر من تجييشها حيث بدأت علاقة العسكر بالادارات الأهلية مباشرة بعد فض الاعتصام (على حد قوله) .
والمتحدثون من خلال (اللمة) الذين أطلوا علينا عبر الشاشة القومية تنقصهم الفطنة والحنكة وقراءة الواقع السياسي الراهن، وفقر الخطاب السياسي فتفويض البرهان في هذا التوقيت يكشف عن قصر النظرة السياسية الفاحصة فكيف للقيادات والادارات الأهلية التي عرف عنها في تاريخها ان مهمتها هي نشر العفو والتسامح والترابط المجتمعي، ان تغض الطرف عن القتل والجرائم والاعتداءات الوحشية وسلسال الدم في الشارع السوداني من قبل القوات الأمنية بأمر الانقلابيين !! فليس العيب أن تقول حديثاً أعوجا، الإعوجاج ان لا تعي ماتقول.
طيف أخير:
على المرء أن يبقى مشغولاً للحد الذي يلهيه عن هذا العبث

 

 

 

 

صحيفة الجريدة

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



زر الذهاب إلى الأعلى