محمد عبد الماجد

محمد عبد الماجد يكتب: إسحاق يعود إلى ضلاله القديم

(1)

كتب الدكتور حسن مكي بعنوان (سقوطنا.. نحن الإسلاميين) بلغة فيها اعترافية عالية وهو امر يجب ان يخضع له الاسلاميون اذا ارادوا ان يكفروا عن ذنبوهم او كانوا يريدون ان يحملوا شعارات الاسلام، لأن الاسلام دائماً يعلمنا ان الاعتراف بالذنب فضيلة. وان الذنوب وان كانت مثل زبد البحر التوبة النصوح قادرة على مسحها.

الاختلاف مع الاسلاميين في السودان ليس في (الاسلام) هذا امر لا يمكن الاختلاف فيه وإنما الاختلاف معهم في انهم يحملون شعارات الاسلام السمحة ولا يعملون بها.

من منحكم حق الدفاع عن الاسلام وانتم اكثر من اساءوا له!!

لو كانوا يفعلون ذلك بعيداً عن التحدث باسم الاسلام لكان يمكن قبول منهم ما تغترفه ايديهم.

في البدء سرتني البداية التى افتتح بها الدكتور حسن مكي مقاله حتى اني شككت في ان يكون ذلك المقال قد كتبه فعلاً الدكتور حسن مكي وهو يقول : (هممت ان اكتب هذا المقال بعنوان: سقوط الاسلاميين.تململ ضميري .. وقال .. من تريد أن تخدع ..؟! تحاول أن تعزل نفسك وتعفيها من المسؤولية .. مسؤولية تدمير السودان .. ومسؤولية محو قبولية المجتمع السوداني لفكرة التوجه الإسلامي .. لفكرة بناء المجتمع السوداني على تعاليم الاسلام ..!! يا رجل كن صادقاً مع الله .. ومع نفسك .. ومع الآخرين .. فعدلت عما هممت به اولاً .. وعزمت على ما هو الصدق .. وفي واقع الأمر ما حدث لنا نحن الاسلاميين يصعب وصفه ووصف تأثيره على كل إسلامي صادق. وفي تقديري ان الذي حدث كفيل بأن يحدث أزمة نفسية عميقة.. وحيرة.. وحسرة لكل من كان صادقاً في انتمائه للحركة).

الاسلاميون في السودان لا يمتلكون هذه الفضيلة بعد ان افسدت (السياسة) تفكيرهم وعملهم وجعلتهم يكابرون فيما يفعلون وهم يرفعون شعارات الاسلام.

لولا اني اعرف ان حسن مكي رجل (صوفي) لنكرت منه ذلك – لكن (صوفية) حسن مكى تجعلني اقبل ان يأتي الدكتور بهذا الجمال الذي لا يشبه انصار حزبه السياسي الذي انطلق منه حسن مكي.

الى جانب هذه المقدمة فقد وجدت ان (رسالة) حسن مكي لإسحاق احمد فضل الله قد يتقبلها وقد يراجع اسحاق نفسه ويهتدي على طريقة حسن مكي.

(2)

قد اعود الى بعض النقاط التى ذكرها حسن مكي في مقاله فهي فيها (شفاء) لهم لو كان الاسلاميون يعقلون. اكتفي اليوم بما جاء في مقال حسن مكي عن اسحاق احمد فضل الله.

يقول حسن مكي : (ان هناك خزياً وخذلاناً اصاب الحركة الإسلامية وقضى على مبررات وجودها تماماً. هذا الصنف من الاسلاميين هم الذين لا يرون فيما حدث الا ان سلطتهم التي كانوا يتمرغون في نعيمها قد سلبت منهم وانتزعت انتزاعاً. هؤلاء هم الذين يملأون هذه الأيام مواقع التواصل الاجتماعي بالكذب الصراح.. بالاشاعات المغرضة بالمقالات الهابطة.. وتلفيق التهم للشيوعيين والبعثيين والآخرين والسخرية من رئيس الوزراء الرجل المهذب الذي احترمه الأجانب ولم يحترموه هم وهم أبناء الوطن؟!).

اظن ان هذا الكلام يمس اسحاق فضل الله.

دعكم من تلك الاشارة وخذوا عن حسن مكي وليس منّا هذا القول الصريح الذي ذكر فيه الكاتب حسن مكي اسم اسحاق صراحة وهو يتحدث عن كتاباته التى يقول عنها : (لا يجد الا الافتئات على الآخرين والسخرية منهم والتقليل من شأنهم وكل ذلك مناقض لما يجب أن يتحلى به الإسلامي من أخلاق في التعامل مع الآخرين).

اظن ان المقال كتب قبل فترة لأن حسن مكي ذكر بعض الذين رحلوا من هذه الدنيا الى جانب اسحاق وقد فضلت ان لا اذكرهم تحسباً لرحيلهم من هذه الفانية والاكتفاء بإسحاق فضل الله الذي ما زال في ضلاله القديم.

(3)

ما اوقفني في مقال حسن مكي الذي تناقلته الاسافير في هذه الايام وان كتب قبل فترة هو ذلك الوصف الذي اتفق فيه معنا حسن مكي وهو يكتب : (إسحق فضل الله يكتب عن انقلاب مؤكد ووشيك. بل يكتب كمطلع على الغيب ويقول الجيش استلم وخلاص قبل الثلاثين من يونيو بعدة ايام).

هذا هو اسحاق يأتي به حسن مكي متلفحاً علمه بالغيوب وإطلاعه على ما يحدث في الغرف المغلقة وان كان ذلك في طائرة على ارتفاع 35 الف قدم يوجد فيه صلاح قوش ورجل اخر ويكتب اسحاق عن ما جرى بينهما – علماً ان هذا الرجل الاخر الذي يتحدث مع قوش ليس هو اسحاق فضل الله.

كنت اظن ان اسحاق فضل الله قد اهتدى بعد ان شاهد الشارع السوداني وقدم حمدوك استقالته ليضرب تحليلات اسحاق في مقتل.

لا اعتقد ان هناك اسلامياً قد تقدم باستقالته في حكومة البشير – كان قادة الانقاذ والمسؤولون فيها حتى عندما يبكون ويذرفون الدموع لا يقدمون استقالتهم.

اسحاق في اخر كتاباته كتب : (وأحداث الجمعة تصبح توقيعاً على حديثنا بالخميس… وحديث الخميس بعضه هو ان امريكا تحدث البرهان من البيت الابيض ومن الخرطوم لتقول للجيش : نحن نحترم القوة…).

هذا يعني ان امريكا قد اهتدت في نظر اسحاق – نحمد الله ان هذا التوافق يجمع بين امريكا والجيش لذلك هو عند اسحاق حسن .. لو كان غير ذلك لكتب اسحاق عن العمالة والخيانة والارتزاق.

اما اغرب ما جاء به اسحاق فهو ما ذكره في اخر مقالته الموسومة بهذه الصحفية : (وقحت الحمدوكية تبدأ حربها بضرب الجيش وجهاز الأمن والإسلام في السودان).

الذي نضحك منه ونستغرب فيه ان اسحاق فضل الله ربط بين الجيش وجهاز الأمن والإسلام.

لن نتحدث عن الجيش – لكن ما يحدث الآن من قتل وتعد لا علاقة للإسلام به.

الاسلام اكرم من هذا وهو اكرم من أي شيء ولا يمكن ان يكون خلاف (قحت الحمدوكية) مع الجيش والأمن خلاف مع (الاسلام) – هذه نظرة ضيقة للإسلام.

نقول لإسحاق لا قحت ولا الف قحت تستطيع ان تضرب الاسلام في السودان.

نرجو فقط ان تفصلوا بين نظامكم الذي سقط والاسلام.

(4)

بغم /

على قناعة تامة ان اكثر حكومة اضرت بالإسلام هي حكومة الانقاذ في نسخها المختلفة.

 

 

 

 

صحيفة الانتباهة

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



زر الذهاب إلى الأعلى