حوارات

شذي عثمان الشريف: يجب أن تكون هناك إدارة قوية جماعية للخروج من الأزمة

تمر الساحة السياسية السودانية هذه الأيام بالعديد من المنعطفات والتعقيدات السياسية والاقتصادية التي أثرت بشكل كبير على المواطن في المقام الاول، ولتخطي هذه المرحلة المعقدة، يجب أن تكون هنالك حلول جذرية حسب رأي المراقبين السياسيين، إضافةً لضرورة اتفاق جميع القوى السياسية والمدنية والمكون العسكري لإنهاء كل تلك الخلافات والانقسامات والتقاطعات السياسية بالبلاد…

في هذا الصدد وفي هذا المناخ السياسي الملبد بالغيوم التقت (الصيحة) بالدكتورة شذى عثمان الشريف القيادية بالحزب الاتحادي الأصل للحديث بشأن الأوضاع والأزمات السياسية في البلاد.

 

– هناك حراك سياسي مكثف بالساحة السياسية.. ما هي قراءتكم للراهن؟

الوضع السياسي مُربك وغير واضح، إذ يعيش أزمة حقيقية، وإذا أردنا الخروج من هذه الازمة لا بد أن تكون هناك إدارة قوية جماعية للخروج منها وإيجاد حلول نهائية لها من أحزاب سياسية أو من خلال المجتمع السوداني عموماً، وهذه الفترة مختلفة كثيراً ابتداءً من ثورة ديسمبر المجيدة، والتراكمات السياسية منذ بداية الحكم السابق، وأرى أن الثورة والعمل السياسي لم يمضيا في الطريق الصحيح، ونحن كحزب فضّلنا مراقبة هذا الوضع من بعيد.

 

– عفواً ما دوركم، بمعنى أين أنتم من هذا الأحداث؟

كما قلت لكِ، إن الحزب الاتحادي الديمقراطية بالرغم من أنه حزب، عريضٌ، ظل مراقباً للوضع والحراك السياسي والثوري وأي عمل سياسي، الحزب جُزءٌ أصيلٌ منه، فهو لديه دائماً الكلمة والرأي السديد، إضافة إلى أنه كان لديه عدد من المُبادرات لإيجاد حلول وسيطة لإدارة هذه الفترة بطريقة صحيحة وجمع أكثر من مرة رئيس الوزراء السابق د. عبد الله حمدوك والبرهان، ورأينا أن الوضع ينذر بخطر يقود إلى هدر دماء أخرى، وإننا كحزب لم تكن أعيننا على كرسي الحكم، بل نحن في مرحلة لا بد أن نعمل للجميع، وأن تكون الوثيقة الدستورية هي الحكم، وأن تكون هناك فترة انتقالية ثالثة وصولاً للانتخابات.

– الثورة التي أطاحت بالحزب البائد، صحبتها الكثير من المشاكل والأزمات.. ما قولك في هذا؟

فعلاً، هناك الكثير من القضايا والمشاكل، حيث أن الثورة لم تذهب إلى الطريق الصحيح وأن الوضع يمضي نحو تدهور مستمر، وأهم تلك القضايا هي قضية الشرق ومطالبه الحقيقية والجوهرية، وإذا لم يتم حلها، بإمكانها أن تتسبب في تدهور الوضع الاقتصادي بالبلاد، ونحن نستبشر خيراً باللجنة التي كُوِّنت بواسطة نائب رئيس مجلس السيادة ونتمنى أن تنجح في التوصل لحل.

 

– أحداث 25 أكتوبر التي وُصفت بالتصحيحية؟

ازداد الوضع سوءاً واشتعلت التظاهرات التي أفقدت البلاد ارواح الأبناء، نتمنى من الجميع الالتفات للوطن والبُعد عن المصالح الحزبية الضيقة.

 

– الجميع في حالة انتعاش بشأن العلاقات الداخلية والخارجية، أين الحزب من كل تلك العلاقات؟

في هذه المرحلة، الكل يعمل على تعزيز العلاقات والروابط الاجتماعية، فالحزب علاقته جيدة مع الجميع، إضافةً إلى علاقاتنا التاريخية ببعض دول الجوار، والعلاقات الخارجية مبنية على العلاقات المُشتركة – المصالح والروابط.

 

– علاقتكم بالحركات المُسلّحة؟

نعم هناك علاقات قوية، والحزب يعمل جاهداً لصالح الوطن والمواطن، وعلاقتنا مع معظم الحركات المسلحة لم تبدأ اليوم فهي علاقات تاريخية وامتدادها لعلاقات سابقة كاتفاقية الميرغني مع قرنق التي لولا أن تآمروا عليها لم يتم فصل جزء عزيز من الوطن.

 

– الاتفاق بين رئيس الوزراء السابق والمكون العسكري لم يجد الترحيب وتسبّب في إشكالات.. ما رأيك؟

د. عبد الله حمدوك فقد للوطن، وكان على الجميع التعاون والتماسك للعبور بهذه الفترة، وما قام به حمدوك كان لمعالجة الوضع المتأزم ولإيقاف نزيف الدماء ولصالح الوطن، والعمل السياسي يتطلب التنازل وإيجاد منطقة وسطى.

 

– ماذا دار بينكم وبين رئيس الوزراء السابق د. عبد الله؟

لقد كان هناك لقاءٌ بين الحزب ود. عبد الله حمدوك لتصحيح بعض المسارات التي حدثت مؤخراً، حيث كان الغرض منه الوطن والمواطن وإيجاد الحلول لكثير من القضايا وليس إيجاد كرسي بالحكم، والخروج من الأزمة لبر الأمان.

 

– عفواً، هناك العديد من الاتّهامات للحزب بأنه يمسك العصا من النصف؟

نعم هناك الكثير من اتهامات كهذه، لكنها جميعها مردودة عليهم وهي بهتانٌ وافتراءٌ، والحزب ليس لديه أعداء وظل يُراقب الوضع ولكنه جزءٌ أصيلٌ من العمل السياسي والمُجتمع السوداني، والتاريخ يشهد له بذلك، وكون أننا نجلس مع جميع الأطراف والمكونات السياسية لا يعني أننا مع أحدٍ دُون الآخر، فالحزب همّه الوحيد الوطن لا غير.

 

– بالرغم من نجاح الثورة، إلا أن هناك بعض القصور والخلل الذي أصابها؟

نعم لقد نجحت الثورة نجاحا كبيرا، ولكن كما قلت هناك قصورٌ متمثل في قصور لجنة إزالة التمكين، حيث إنها رغم أهميتها إلا أن تعاملها مع بعض المسائل تمّ بصورة شخصية، ولا بد من تعديل قانونها.

 

ما هو تصوركِ للفترة المقبلة وكيفية إدارتها؟

لا بد أن يكون هناك انتقال سلس للمرحلة المقبلة، وان يكون هناك قانون انتخابات وفق الدستور وقانون أحزاب يعمل على إزالة التشوُّهات، ونحن من جانبنا سنظل ندعم الفترة الانتقالية حتى يتم التحوُّل الديمقراطي عبر صناديق الاقتراع، فنحن أصحاب تاريخ نضالي وحاضر يُدافع لمصلحة الشعب السوداني من أجل الوفاق والتراضي والمصلحة الوطنية العليا التي تُصب في مصلحة الوطن والمواطن، ونحن أصحاب المُستقبل المُشرق لأبناء وبنات الشعب السوداني، ولأننا نمثل المزاج السوداني والوسطية المقبولة، نحن الذين نعبر عن غالبية الشعب السوداني في برنامج الحزب السياسي والاقتصادي والاجتماعي.

 

– هناك انشقاقات بالحزب ماذا بشأنها؟

الحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل منظمٌ، له قواعد وأسس تنظيمية، وأنا أوضح وأؤكد أنّ الحزب الآن في أقوى درجاته التنظيمية ولا يوجد فيه خلاف، إنما هناك اختلافات في الرؤى وهذا أمر طبيعي سوف يحسمه المؤتمر العام للحزب، اما فيما يخص الفصائل الأخرى فباب الحزب مفتوحٌ للجميع بأن ينخرطوا مع إخوانهم بالحزب، وأؤكد أن قواعد الحزب الآن تحت راية مولانا السيد محمد عثمان الميرغني رئيس الحزب ونائبه السيد الحسن الميرغني وقيادة جماعية من قيادات الحزب الاتحادي، والآن الجميع يعمل لمصلحة استقرار الفترة الانتقالية من أجل تحقيق التحول الديمقراطي عبر انتخابات حرة ونزيهة وعندها يتحقق مستقبل السودان وكيف يحكم ومَن يحكم.

وعلى الصعيد الآخر القواعد جميعاً منتظمة الآن استعداداً لقيام المؤتمر العام للحزب.

 

– ماذا بشأن تلك الاستعدادات لقيام المؤتمر العام للحزب؟

نعم هناك استعداداتٌ لقيام المؤتمر العام الذي سيُحدِّد الكثير، وعليه أؤكد لجماهير وقواعد الحزب أن نائب رئيس الحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل مولانا السيد محمد الحسن الميرغني سوف يتّجه إلى كل ولايات السودان للوقوف على الاستعدادات لقيام المؤتمرات القاعدية وصولاً للمؤتمر العام للحزب الاتحادي الأصل، بناءً على توجيه مولانا السيد محمد عثمان الميرغني رئيس الحزب لعقد المؤتمر العام.

   حوار: عفراء الغالي 

الخرطوم: صحيفة الصيحة

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



زر الذهاب إلى الأعلى