زاهر بخيت

زاهر بخيت الفكي يكتب: حقك بنجيبو يا بيبو..!!

أصابتني تلك الصورة الباسِمة للفتى الشهيد ماجد بيبو عليه الرحمة، المُنتشِرة بكثافة على مواقع التواصُل بحزنٍ شديد، وتبادر للذهن مُباشرة السؤال الذي سألناه من قبل مئات المرات ولم نجد حتى الأن من يُجيب عليه، بأي ذنبٍ قتلوه وأي فائدة جناها هذا القاتِل المُجرم في اغتياله لهذا الفتى، وأنّا كوالد لمن هُم في عُمُرِهِ أشعر بحجم الحُزن الذي أدخله هذا القاتل في قلب والده وبقية أسرته المكلومة، وقد فارقت هذه الابتسامة المملوءة بالتفاؤل ديارهم، وتبدّدت معها كُل أماني الغد التي كان يحلم بها، وتلاشت تلك الحكايات المرحة والآمال العريضة التي كانت تجمعهم بهذا الشاب الجميل.
لم يخرُج ماجد بيبو عليه الرحمة من دارِ أهلِه يحمل في يده كلاشنكوف أو حتى عصاة يهُش بها غنم السُلطة السارحة بلا ضابط في الطُرقات، خرج يدفعه الأمل في مستقبلٍ مملوء بالتفاؤل، مثله مثل آلاف الشباب الذين خرجوا للاحتجاج السلمي، ضد نظامٍ سلب منهم ثورتهم المتعوب فيها، وبيبو عزيزي القارئ فتى صغير لم يتلوّث بعد بأفكارِ العبث السياسي، ولا علاقة له تربطه بأحزابِ الفشل، خرج فقط يحمل رغبة أكيدة في الخلاص، مدعومة بطاقة شبابية ثورية لانتزاع ثورته من فكِ المفترِس، كما فعل بالأمس في خروجه مكشوف الصدر والظهر لتحرير نفسه من زنزانة الإنقاذ الضيّقة التي جاء إلى الحياة فيها دون إرادته، وشبّ غصباً عنه وترعرع داخلها.
يا بيبو حقك بنجيبو رسالة قصيرة واضحة من ثوارٍ أكدوا فيها عزمهم واصرارهم على بلوغ أهدافهم بلا سلاح، وأنهم لن يُثنيهم الموت والضرب والتعذيب عن مواصلة المشوار إلى النهاية، حقاً لقد أسمعوا الأحياء، ولكن الموتى وعُشاق صوت الرُصاص لن يسمعون، هذه الهُتافات العميقة، ولن يجتهدون في قراءة مثل هذه الرسائل.
بالله عليكم حدّثوا البُرهان، ومن يُساندونه ويدعمون انقلابه، بأنّ إغلاق الجُسور وتتريس الطُرقات، وقطع النت وخدمات الاتصالات، وسائل قديمة عقيمة، ما عادت ذات نفع في هذا الزمان، وقد أثبتت فشلها بنجاح المُتظاهرين في الوصول إليكُم، فلا تُرهِقوا خزينة الدولة، وتبددوا ما تبقى من ثرواتِ الشعب (الخارج) عليكم والكاره لوجودكم، فيما لا يفيد، واصراركم على التحدي بلا شك سيقود السودان إلى نهايات مأساوية، وأوضاع مُضطربة دخلت فيها دول بجوارنا، قادت الحماقة قادتها إلى موارد الهلاك، عندما ظنّوا أنّ قوتهم كافية لهزيمة شعوبهم، فكانت هزيمتهم قاسية، ومضوا إلى الله مغضوب عليهم.
لن يُصبح السودان دولة قوية بدون جيش وهذه حقيقة لن يُنكرها أحد، ولكن سينهض بإذن الله، ويرتقي إلى مصاف الدول المُحترمة بدون البرهان وحميدتي وغيرهما، ممن يظُنون أنّ السودان لن يكون إن لم يكونوا هُم قادته، لا يا هؤلاء، مُعظم دول العالم الأولى لم يمتطي قادتها التاتشرات لقتال الناس في الشوارع، ولم يدخلوا لبوابات الحُكم على ظهور الدبابات، وقد أنجبت العازة الكثير من الخُلّص ممن لديهم القُدرة على إدارة الدولة (بسلاح) العلم والمعرفة.
والله المُستعان

 

 

 

 

صحيفة الجريدة

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



زر الذهاب إلى الأعلى