زاهر بخيت

زاهر بخيت الفكي يكتب: افهموها يا بُرهان..!!

نقول لمن يتصدّرون المشهد السياسي البائس اليوم، استيقظوا بالله عليكم من غفلتكم، فالبلاد تنزلق بقوةٍ نحو الهاوية، ولن يُوقف انزلاقها قانون الطوارئ الذي أصدرتموه، ولا تفويض الأجهزة الأمنية بالقبض على الناس، والتحقيق معهم بلا تُهم، ولن يمنعها من السقوط في الهاوية السحيقة عودة الحُرية والتغيير القديمة ولا الجديدة للمُشاركة معكم مرة أخرى فيها، فالكارثة أكبر لو كنتُم تعلمون، ولن يُبقيكم في مقعدكم هذا التغافُل والتجاهُل المُتعمّد لقراءة رسائل الغضب الجماهيري المُستمرة المُرسلة إليكم، ولن تحميكُم الحاويات ولا الكُتل الخرسانية من أصحاب الثورة، والبقاء دوماً للأصلح لا للمُستقوي بالسلاح، ولا للمُتحصِّن بجُدران السُلطة الزائلة الزائفة.
نُذكِّر الفريق البُرهان بموقِف الرئيس التونسي زين العابدين بن على العقلاني، وخُروجِه (المُشرِّف) من بلاده يوم أنّ هبّ عليه شعبها، لم يُكابِر الرجُل صاحب التاريخ السياسي الطويل المملوء بالأخطاء والمُنجزات أيضا، ولم يأمُر قواته بالخروج للطُرقات لضرب وقتل من خرجوا على حُكمِه، بل ردّ عليهم بقولته الشهيرة (لقد فهمتكُم) وخرج خروجه النهائي حقناً للدماء وتجنباً للفوضى، وخُذوا العَظة من المُشير البشير المستقوي (كان) بأجهزته الأمنية القوية، فإنها لم تُغني عنّه شيئاً ولم تُطيل عُمُره في الحُكم، ولكُم أيضاً في ما حدث للرؤساء الأقوياء حولنا، علي عبدالله صالح في اليمن وقذافي ليبيا عبرة، فهؤلاء كانت خاتمتهما مأساوية على يد الشعب المغبون الكارِه لاستمرارهما في السُلطة، وغيرهما لو كُنتُم تعتبرون.
رسالة ثانية للفريق دقلو نقول له فيها بأنّ التواري خلف المال والقوة لن يدوم، وأنّ الزعامة التي تبحث عنها اليوم، لم يمتطي أهلها التاتشرات الحاملة للمدافع والدوشكات، للوصول بها إلى قلوب القواعِد التي دعمتهم ورفعتهُم وصيّرتهُم زُعماء، بل وصلوا إليهم بالعمل الدؤوب، وبالتعالي عن الصغائر، ونالوا رضاء أهلهم وعشائرهم بالتصاقِهم بهم، وبالعمل على حلحلة مشاكلهم لا تأزيمها، ولم يكُن الانتماء الحق للوطن في يومٍ من الأيام مُجرد كلمات مكرورة في المنابر، تُحدثون فيها الناس عن دوركم في التغيير والامتنان عليهم بما فعلتموه لأجلهم، وعن صبركم ومعاناتكم مع زيد أو عبيد.
وأخرى نُرسلها للدكتور حمدوك الذي ورطته السياسة، وأدخلته في طُرقٍ مُلتوية شائكة لن يستطيع الخُروج منها سالماً كما دخلها، نقول لحمدوك أنّ النكوص عن اتفاقك مع البرهان لن يُعيدك للملعب السياسي كما جئت إليه من قبل محمولاً على الأعناق، وتلويحك بالاستقالة كما حدثناك من قبل لم يعُد يهُم الناس، نزلت من مقعد رئاسة الوزارة أو لم تنزِل، فهموم الناس والمشاكل التي تُحيط بهم يا معاليك شغلتهم عمّا سواها، تستقيل أو لا تستقيل فهذا شأن يخُصك، والعازة السودانية يا سيدي ولّادة.
قُلنا لكُم ولغيركم أنّ السودان أكبر منكم جميعا، وسُنة مالك المُلك ماضية فيكم، ولم ولن يدوم هذا المقعد لصاحِب قوة أو مال، والتاريخ يُحدِّث بأنّ الغلبة في النهاية للشعوب.
ليتكم تفهموها وتترجّلوا اليوم قبل الغد.

 

 

 

 

صحيفة الجريدة

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



زر الذهاب إلى الأعلى