Site icon كوش نيوز

محمد عبد الماجد يكتب: رئيس وزراء بدون وزراء

(1)

 أخشى أن يكون الدكتور عبدالله حمدوك عاد ليكون رئيساً للوزراء بصلاحيات لا تتجاوز حدود مكتبه.

 حتى مكتب حمدوك تمت السيطرة عليه بعد ان تم اعتقال اعضاء مكتبه بما في ذلك مستشاره الاعلامي الحالي والسابق.

 اخشى ان تكون كل امتيازات حمدوك بعد العودة في المرتب ونثريات المكتب والسيارة والبيت.

 لماذا لم يخرج حمدوك على الناس في خطاب للشعب السوداني كما كان يفعل قبل 25 اكتوبر؟

 اذا فقد حمدوك (التواصل) بينه وبين الشعب سوف يفقد كثيراً – يجب ان يشرك حمدوك الشعب في كل خطوة حتى وإن كان الشعب رافضاً لتلك الخطوات.

 العسكر اجتهدوا في ان يقطعوا لغة الحوار بين حمدوك والشعب.

 كنت وما زالت اقول ما هي حدود مهام (الحرس) الذي يشرف على حراسة وتأمين حمدوك؟

 هذا الحرس هل يؤمن حمدوك من الاعداء والاغتيالات التي يمكن ان تطوله؟ ام انه يؤمنه من السلطة ومن الجيش الذي سبق ان انقلب عليه؟

 من يحرسك هو نفسه الذي يمكن ان ينقلب عليك.

 كيف يعمل حمدوك في مثل هذه الظروف؟

 ما اصعب ان تعمل في منصب طاقم الحراسة فيه وأفراد الامن المكلفون بحراستك هم الذين يجب ان تحذرهم ..لأنهم هم الذين سبقوا ان انقلبوا عليك واعتقلوك.

 البرهان تشرف على حراسته وتأمين تحركاته قوة من الجيش – ويشرف على حراسة حميدتي وتأمين تحركاته قوة من الدعم السريع.

 اعضاء مجلس السيادة من الحركات المسلحة كل عضو في حراسة وتأمين من قواته الخاصة من حركته المسلحة.

 ما هي القوة العسكرية التي تشرف على حراسة السيد رئيس الوزراء؟

 الشرطة في مثل هذه الامور تبقى لا قوة لها ولا حول.. وزير الداخلية نفسه كان معتقلاً بعد انقلاب 25 اكتوبر.

 الشعب هو الذي كان يحرس حمدوك.. المؤشرات الآن تؤكد تراجع شعبية حمدوك… حتى الحراسة المدنية والمعنوية افتقدها حمدوك – انتبهوا لذلك… لا تتركوا حمدوك وحيداً.

 اثق في ان حمدوك يقاتل من اجل الشعب واعرف ان كل همه هو الوطن – وان اختلفنا معه.

(2)

 نقارب الآن من اكمال الاسبوع الثالث بعد توقيع الاتفاق السياسي بين البرهان وحمدوك ولا شيء غير وكلاء الوزارات.

 مضت كل هذه الفترة دون ان يتم تشكيل الحكومة الجديدة.

 لا اعرف كيف يتحدثون عن حكومة كفاءات يوجد فيها حميدتي وجبريل ومناوي وبرطم وتِرك وقيادات القبائل وكبار كياناتهم؟

 ما قيمة (الكفاءات) في حكومة حمدوك اذا كانت كل الامور يسيطر عليها العسكر؟

 خلق معادلة من هذا النسيج وفي هذه الظروف المعقدة امر سوف يقود الشارع الى الغليان، لهذا يتأخر اعلان تشكيل الحكومة.

 لذلك قد نظل فترة طويلة بدون حكومة – وقد يخرج المكون العسكري علينا ويقول ان حمدوك فشل في تشكيل حكومته.

 وربما يدفع حمدوك باستقالته لتحاشي ذلك الحرج بعد الصعوبات التي لم يكن يضع لها حساباً.

 الفراغ الدستوري والحكومي سوف يمكّن العسكر والفلول.

 المكون المدني الآن بدون قوة وبدون وجود.. تركوهم هكذا من اجل ان يتصارعون ويختلفون.

(3)

 يبدو ان حمدوك في نسخته الثالثة عمدة بدون اطيان.

 السيد رئيس الوزراء بدون وزراء – وضعه العسكر في هذا الوضع ليكون مكسور الجناح.

 ابعدوه من الحرية والتغيير وفصلوه من الشعب وقطعوا صلته بالشارع.

 حمدوك اذا كان عاجزاً من ان يفعل شيئاً من الافضل ان يترجل حتى لا يكون شكلاً من اشكال (المسكنات) التي يستعملها العسكر لإخماد نار الثورة.

 الوقت ليس في صالح حمدوك – قبل 19 ديسمبر يفترض ان تتضح الصورة.

 19 ديسمبر يوم فارق في تاريخ السودان.

 لا تجعلوا الوطن ينزلق اكثر من ذلك.

 الفواتير التي دفعها الشعب وقدمها الشهداء فواتير باهظة.. يستحق بعدها هذا الوطن حياة آمنة ومستقرة وهادئة.

 الشعب اذا فقد حمدوك – فيه الف حمدوك.. لكن العسكر اذا ضحى بحمدوك سوف يفقد الكثير.

 الوطن لن يحتمل المزيد من الجراح.

(4)

 بغم /

 المسافة بعيدة بين الشارع والبرهان اذا كان رئيس مجلس السيادة ما زال يقول عن انقلاب 25 اكتوبر انه حركة تصحيحية.

 حركة تصحيحية ادخلت الوطن الى (الجحيم) ولا ندري الى اين سوف تقودنا؟ ويدافعون عنها بعد كل ذلك.

 (44) شهيداً قتلوا بسبب هذه الحركة التصحيحية ..و(مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا).

 امرأة دخلت النار في (هرة) ..ماذا سوف تقولون يوم ان تسألون عن (44) شهيداً؟

 

 

 

صحيفة الانتباهة

Exit mobile version