صباح محمد الحسن

صباح محمد الحسن تكتب: إنترنت جزئي جرائم كاملة

فضحت عودة الإنترنت الجزئية الجرائم الكاملة التي ارتكبتها القوات الأمنية للمجلس العسكري الانقلابي، ضد المواطنين الأبرياء في مواكب ثوراتهم السلمية التي تنشد التحول الديمقراطي، ومدنية الحكم في السودان
والشارع كان يعلم علم اليقين ان العنف الذي مارسته هذه القوات كان عنفاً من نوع مختلف، أشبه بالمجازر التي ارتكبت في دول تعيش الحروب لسنوات ، لكن كانت القوات ترفض هذه الحقائق ليس لأنها ستكشف حجم العنف والاعتداء على المواطنين الأبرياء ولكن لأنها ستكشف مدى تشبث الانقلابيين بالسلطة حتى لو مات نصف الشعب السوداني.
والبرهان في بيانه الإنقلابي قال ان فشل الحكومة في ادارة الدولة هو السبب المباشر الذي دعاه الى اتخاذ هذه الاجراءات ، فالآن ليت قضيتنا فشل او جوع او نقص في الخبز والوقود الآن نعيش نقص في الحياة ، البيوت السودانية تنصب سرادق العزاء يومياً ، الأمهات تفقد فلذات أكبادها مع كل موكب، الهتاف اصبح الطريق الأقصر الى القبر ، الحرية والسلام والعدالة ، أصبحت شعارات تشتري الموت، والشرطة تنفي استخدامها السلاح الناري في مواجهة المتظاهرين حسب ماقال مديرها العام الفريق اول حقوقي خالد مهدي، والبرهان في حواره مع الجزيرة الإنجليزية قال ان القوات المسلحة لم تقتل المواطنين، والفريق محمد حمدان دقلو نائب الرئيس قال ان لا احد سيعترض الثوار في مواكبهم السلمية.
ولكن مايحدث في الشارع يكشف ان القتل يتم بطريقة ممنهجة ومنظمة ، ومازال بعض المحللين العسكريين يواصلون نفيهم، ويتحدثون عن عدم استخدام القوات الأمنية للسلاح الناري.
ولكن مايفوت على المجلس العسكري انه ولطالما لم يشكل لجنة للتحقيق ولم يستنكر الذي حدث بل لم يصدر بياناً واحداً يكشف فيه ان هناك جهات أخرى تستخدم السلاح لقتل المتظاهرين ومع هذا يواصل اسلوب التعتيم على الحقائق فالمسئولية عن هذه الجرائم الفظيعة تقع على عاتقه بلاشك ، فكيف للمجلس العسكري أن ينفي قتله للمتظاهرين ولا يتحرك خطوة واحدة لمعرفة الجهة التي تقوم بتوريطه في هذه الجرائم ! أليس هذا أمر يثير الدهشة.
واستمرار القتل بهذه الوحشية هو أمر يستوجب تدخل منظمات حقوق الانسان ، وحماية المتظاهرين في مواكبهم السلمية ، لأن الثورة لن تخمد حتى يتحقق ماتنشده من مدنية خالصة واكمال طريق الديمقراطية ، الذي مهرته بدماء الشهداء ، فمن يظن ان القتل سيقلل من حدة هيجان الشارع وغليانه فهو مخطئ ، بل العكس ان جرائم القتل هذه ستزيد الشارع غضباً وتشبثاً بمطالبه ، وستشعل فيه نيران مستمرة وستجعل المجلس العسكري كل يوم اقرب الى قفص الاتهام.
والجرائم هذه ليس مسئولية البرهان وحده بل كل الذين اقسموا لحماية الشعب وأمنه في مجلسه الجديد ، فكل قطرة دم وكل شهيد تفيض روحه الطاهرة لبارئها مسئول عنه كل فرد في مجلس البرهان ، عسكرياً او مدنياً ، وحتى قادة السلام الذين أتت بهم الثورة ، بعد ان خلعت لهم نظام القتل والتجبر الذي سفك دماء أهلنا في اقليم دارفور ، ومنحتهم المناصب في السلطة والحكم، ان كيف لكم ان تقايضوا سلامكم في دارفور بالقتل والموت في الخرطوم ؟!
طيف :
وطني من أفزعك وخاض عالمك الجميل وعاث فيه وروَّعك.

 

 

 

صحيفة الجريدة

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



زر الذهاب إلى الأعلى