صباح محمد الحسن تكتب: البرهان ومناوي وثالثهم هجو

لا شك ان البرهان المتهور سياسياً هذه الأيام ادرك انه منح المكون المدني دعما كبيرا دون قصد ، وازداد الدعم قوة بعد مارفع البرهان يده عن حماية لجنة التفكيك التي يتمتع فيها وجدي صالح ومحمد الفكي ، بشعبية ودعم سابغ وسيَّال عند الذين صنعوا الثورة ، ووجدت لجنة التفكيك حماية الشارع ، الذي تجلى في أبهى الصور ، عندما جاء الشعب لحماية ثورته المجيدة ، مثلما دعاهم (ود الفكي ) ( أن هبوا لحماية ثورتكم ) وكان واثقاً ، انه يطلب والشعب يستجيب ، فمالذي حدث هو استفتاء حقيقي وتوطيد لن يجده البرهان إن عاش بعد عمره عمر نوح ، وهذا هو الجهل السياسي الذي تحدثنا عنه ، الذي يفتقره القائد ولايدرك أبعاده السياسية ، وهو يتحدث عن أن الحكومة ليست منتخبة فالشعب في يوم الخميس قال كلمته وانتخب قادة المكون المدني من جديد فالرجل أعاد للثورة ألقها وبريقها غصبا عن ارادته .
ولأن لجنة التفكيك هي روح الثورة فإن النداء أعاد هذه الروح لتعانق مجدها ، فظهر الشارع متماسكاً متوحداً ومتجدداً ، لايريد غير المدنية ولكنهم لايفقهون فهي رسالة في بريد كل المتربصين والمتخاذلين والمتآمرين وقبلهم الفلول وغيرهم من الذين يحاولون مرارا وتكرارا وأد هذه الروح ، ولو كانت الثورة رجلاً لقتله البرهان ، ولكنها استقرت وأتخذت لها مُتكئأً في قلوب الشعب وفي أغوار دواخله لهذا اصبحت عصية على السلب والنهب والأيادي العابثة .
قطاران من مدني الجميلة وعطبرة الصمود وشوارع الخرطوم كانت أكثر وفاءً عندما أشعلت شموع السلمية من جديد دروساً بالهتاف يحفظها الجميع عن ظهر قلب ، ( الجيش جيش السودان ، الجيش ماجيش البرهان ) وهو الهتاف الذي يؤكد احترام الشعب للجيش وقواته المسلحة حتى لايلصق بعض القادة عللهم ويمسحوا مايعلق بأيديه على جدار المؤسسة العسكرية ذات التاريخ الناصع.
وقبل ان يسكت الهتاف ضدهم يحاولون ان يطلوا من جديد عبر قاعة الصداقة في محاولة انقلابية ( بمبية ) ، خاطبوا وزارة الخارجية وسرعان ماتقادفوا بالخطاب الكل يلقى به بعيداً عنه و لأن (الشينة منكورة) إضطر مني اركو مناوي ان يكذب المجلس السيادي ، فالمجلس يقول انه ليس أنا أنه مناوي ، ويكاد يجزم من شدة خوفه من الشارع الذي مازال يحيط بقاعة الصداقة ، ومني يقول انه لم يكتب الخطاب ، ( يعني المجلس كذاب ) ولكنه يتمنى حضور البعثات للاحتفالية ، ولكن ليس كل مايتمناه مناوي يدركه ، تأتي الرياح بما لايشتهي البرهان.
والبرهان لم يستفد من درس الشارع او انه يقصد ان يقطع الطريق امام هذا الدعم متعدد الوجوه لحمدوك وحكومته الذين وجدوا دعماً ثلاثي الأبعاد ، تمثل في دعم الشارع ودعم المجتمع الدولي ودعم بنك النقد الدولي بالمقابل ، انحسرت ارصدة المكون العسكري بشكل يستدعي الشفقة .
فالمستقبل لا تلوح في افقه اي بوارق أمل ولا حتى سحابات كاذبة تنبيء بالربح والكسب للعسكر ، على العكس اقتصاديا هناك انفراج للأزمات ، تصيبهم بالهلع وثمة نزع للسلطة في طريقه اليهم يصيبهم بالخوف ، وعصا خارجية تلوح إن لم يلتزموا بالطاعة ، ولجنة تفكيك تواصل في هدم امبراطورية الفلول ، فالبعد عن الكرسي يعني الوقوف على شفا حفرة من الحساب والعقاب.
والبرهان ومناوي وثالثهم التوم هجو ، وشلة من اصحاب المآرب الأخرى الذين لم يجدوا لهم مقاعد ومناصب في الحكومة فهؤلاء الثلاثة أكثر الشخصيات التي تعاني من انيمياء وفقر الوطنية الحادة، كاذبون حتى ولو اقسموا انهم يعملون لصالح الوطن ، لكل واحد منهم أطماعه ومصالحه وحساباته الدقيقة لخدمة ذاته ، لم يستفيدوا من دروس الثورة بالأمس ولا اليوم ولاحتى غداً ، لأن الذي لايرى إلا ذاته لايفيق إلا بعد أن يجد نفسه في الهاوية .
والمقاومة تحذر من انقلاب قاعة الصداقة ، وهي التي لاتحتاج الى أن تصدر بيان تحذير بعد اليوم ، لأن الشارع امس الأول كان ابلغ توقيع بأسمها ، انها كانت ومازالت لها الكلمة والقرار ، قرار ان تكون المدنية واقفة شامخة تسير الى الأمام رغم كل المتاريس والعراقيل والدسيائس والمؤامرات.
وستمر مؤامرة القاعة كما مرت كل مؤمرات البرهان الفاشله خلال سبتمبر الذي سقطت فيه كل الخطط المدبرة ، فالثورة من عجائبها ان تمنح البرهان كل ايام سبتمبر ، يفعل فيها مايشاء ، الا الثلاثين منه يأتي ليجُب كل ماقبله متى يستريح البرهان من جولة مؤامرته المرهقة له ، ويعود الى مقعده الي ان يسلمه بكل رضا وشجاعة ، تشبه قوة الجيش وثباته ، أليس هو من يفخر بالانتماء للمؤسسة العسكرية.
طيف أخير :
في بريد الوطن ، سوف تكونُ بخير، العواصف لا تدوم للأبد!!

 

 

 

 

صحيفة الجريدة

Exit mobile version