الطاهر ساتي

الطاهر ساتي يكتب: حواضن الإرهاب ..!!

:: 18 مايو 2019، عندما احتدم الصراع العنيف بين المجلس العسكري وقوى الحُرية حول بنود اتفاقية الشراكة، تبنت بعض المساجد خط الترهيب وتحريض الناس على طرفي الصراع، فكتبت هذا التحذير بالنص:
:: (على سبيل مثال للمصير المشترك – للمجلس العسكري وقوى الحرية – فالمسيرة التي خرجت يوم أمس من بعض المساجد بعد صلاة الجمعة، والتي رفضت اتفاقية المجلس العسكري وقوى الحرية والتغيير، فإن هذه المسيرة هي بداية انطلاقة الثورة المضادة.. ومثل هذه الثورة المضادة، والقادمات أيضاً، لن تستهدف فقط قوى الحرية والتغيير، بل ستستهدف المجلس العسكري أيضاً.. وقالها أحد الشيوخ بوضوح: المجلس العسكري لا يستمع إلا للحشد، فسنحشد..!!
:: وليس في أمر شيوخ هذا الزمن عجب، فمن كان يفتي قبل أشهر بحرمة الخروج على الحاكم خرج – بالأمس – على الحاكم (المجلس العسكري)، وسوف يخرج كل يوم، حتى يصنع مناخ الفوضى.. وبالمناسبة، الجماعات المسلحة – إسلامية كانت كما داعش أو غير إسلامية كما نمور تاميل – لا تنمو وتنشط إلا في مناخ الفوضى.. أي، ليس مهماً اسم الجماعة وفكرها، وكذلك ليس مهماً أن يكون المجتمع وسطياً أو غير ذلك، فالمهم هو المناخ العام..!!
:: ولم تخترق داعش المجتمعات إلا بعد أن توفر مناخ الاختراق.. فالمجتمع العصي على الاختراق ليس هو المجتمع الوسطي كما يظن البعض، بل هو المجتمع المستقر سياسياً واقتصادياً وأمنياً.. وعليه، فإن الفترة الانتقالية محفوفة بمخاطر الثورة المضادة والأجندة الخارجية والأفكار المتطرفة وجماعتها المسلحة.. وتحسباً لهذه المخاطر، على قوى الحرية والتغيير أن تضع يدها على يد المجلس العسكري حتى تتجاوز البلاد منعطف الفترة الانتقالية بسلام..!!)
:: هكذا حذرتهم ونصحتهم – العساكر والمدنيين- ولم يكن قد وقعوا على اتفاقية الشراكة والوثيقة الدستورية.. والمؤسف للغاية، بالأمس ظهر بعض ملامح الوجه القبيح، والذي حذرتهم منه، وهو الإرهاب.. لقد فقدت البلاد خمسة من جنودها البواسل وهم يُكافحون الإرهاب.. لهم الرحمة والمغفرة، ولأسرهم الصبر والسلوان، ضُباط وضُباط صف جهاز المخابرات العامة، الذين استشهدوا وهم ينفذون عملية القبض على مجموعة إرهابية بالخرطوم جنوب (جبرة والأزهري)..!!
:: لقد تم القبض على بعضهم (11)، وهرب آخرون (4)، وما هم إلا بعض آثار النظام المخلوع، والذي كان بمثابة الملاذ الآمن لكل متطرف والحُضن الدافئ لكل إرهابي.. وإن كانوا أجانبَ، ومن دول عربية، فعلينا الإيمان بأن داعش فكرة، وليست هوية.. وانتقال الفكرة من منطقة إلى أخرى، أو من دولة إلى دولة، ليس بحاجة إلى أكثر من (مناخ).. سوريا نموذجاً، وكذلك العراق، ثم ليبيا التي تجاور بلادنا.. وهكذا.. الحرب والفقر والجهل والكبت هي الحواضن المثالية للأفكار – والجماعات – الإرهابية، فكافحوا هذه الحواضن بالديمقراطية ودولة المؤسسات..!!

 

 

 

صحيفة اليوم التالي

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



زر الذهاب إلى الأعلى