تحقيقات وتقارير

انقلاب “البرهان حميدتي” مصيره إلى زوال

قال البرهان ان الجيش وصي على البلاد، وطبعاً يعني بالجيش نفسه شخصياً! وبرر زعمه بدعوى ان الشعب قدم للجيش أبناءه وأمواله، وبحسب منطقه فإن الشعب ولأنه قاصر يستحق الوصاية، ثم ان الشعب يقدم أعز ما عنده – أبناءه وماله كي تفرض عليه الوصاية! مغالطة لا تليق إلا بعقل انقلابي..! والحقيقة ان الشعب السوداني اشرف واكرم من ان تفرض عليه وصاية كائن من كان. وهذا الشعب يفرق ما بين القوات المسلحة والبرهان، ولذا كان من هتافاته الاثيرة (الجيش جيش السودان ما جيش الكيزان، ما جيش البرهان). ثم ان النظم العسكرية التي خربت السودان ليس لها رشد يؤهلها لادعاء أي وصاية.

 

 

ويضيف البرهان ان ضباط وجنود الجيش لم يذهبوا إلى امريكا وأوروبا وظلوا مع الشعب، للغمز ضد المهاجرين الذين من بينهم وزراء في الحكومة المدنية، لكنه لم يسأل نفسه: لماذا هاجرت خيرة عقول السودان وخبراتها إلى الخارج؟ أليس بسبب النظم الاستبدادية العسكرية التي خربت السودان وصحرته وحولته إلى مكان طارد؟ نظم ظلت تزايد بالوطنية لتخون مصالح الوطن الحيوية في الكرامة والحرية والسلم والعدالة والتنمية، بل وظلت تقايض أراضي السودان وحدوده لأجل كراسي قياداتها، وكانت من الهوان بحيث حتى في استخذائها لم تستخذِ لدول عظمى وإنما لأصاغر الدول التي على مقاسها .

 

 

وعلى ذات نهج التعبئة الانقلابية بالمزايدة بالوطنية، قال حميدتي ان المدنيين يريدون تخويفهم بالمجتمع الدولي، لكنهم لا يخافون! وحميدتي خائف لكنه في حالة إنكار. واذا لم يكن خائفاً فحق له ان يعلم بأن ألف باء السياسة معرفة ان المجتمع الدولي (الغرب) مخيف، فهو يحيل الى المحكمة الجنائية الدولية ويفرض العقوبات بما فيها حظر تصدير الذهب، خصوصاً الذهب الملوث بالدم، ثم ان القادة القادرين على مواجهة عقوبات المجتمع الدولي هم القادة المسنودون بشعوبهم، وليس الذين خاضوا الى ركبهم في دمائها.

 

ويدعي البرهان وحميدتي بانهما لا يريدان التدخل في اغلاق الميناء والطريق القومي، لان الأمر سياسي، لكنهما لم يتخذا ذات الموقف في كل تاريخهما بدارفور، كما لم يتخذاه تجاه فض الاعتصام، هذا في حين ان اغلاق الميناء عمل إرهابي بامتياز ويستحق المواجهة بكل ما تستحق مواجهة الارهاب، ولكل هذا ما من عاقل يصدق بأن البرهان وحميدتي لا يريدان تجويع الشعب لسوقه للاستكانة للمذلة!. وهيهات.!

 

والآن، كما اوردت مبادرة الحارسات، إذ يفرح الانقلابيون بإغلاق الميناء والطريق القومي، فإن انقلابهم في حال اكتماله سيمطر على البلاد عقوبات تغلقها كليا، فضلا عن إغلاق آفاق مصائر الانقلابيين الشخصية نفسها.

 

لقد قبل تيار رئيس في الحركة السياسية السودانية، حرصا منه على تقليل الكلفة الإنسانية للتغيير، واستشعارا لحساسية وهشاشة أوضاع البلاد، قبل هذا التيار استيعاب البرهان وحميدتي في قمة سلطة التغيير، لكنهما اساءا تفسير الامر، ومع استحلائهما للسلطة وامتيازاتها وهيلمانها وحصاناتها، ومطامعهما باستدامة كل ذلك حتى القبر، يريدان ابتزاز كامل الشعب بتجويعه وتهديد أمنه ووضع بنادقهما على الرؤوس، ابتزاز سبق ومارسه عمر البشير لسنوات لكنه فى النهاية انتهى به إلى ما انتهى إليه.

 

سيعتقل البرهان وحميدتي مئات المدنيين في نصف ساعة، وسيخوضون في كثير من الدماء، لكنهما لن يسوقا الشعب ابدا للاستسلام ، وطال الزمن او قصر سيدفعان اثمان الانقلاب على احلام السودانيين في وطن حر، مزدهر وآمن ومسالم، وليست هذه توهمات (ملكية ساكت) وإنما خلاصة التاريخ- فما من شخص أو نظام خاصم الحرية إلا وقصمت ظهره.

صحيفة الديمقراطي

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



زر الذهاب إلى الأعلى