صباح محمد الحسن

صباح محمد الحسن تكتب: اللجنة مابين حلّها وبلّها

عادت لجنة تفكيك نظام الثلاثين من يونيو ٨٩، الى منصة الأضواء من جديد فبالرغم من أنها كانت تواصل عملها الدؤوب، إلا أنها غابت عن مؤتمراتها التي تميزت بالشفافية والوضوح في الطرح وكشف المستور من الفساد الخفي.
وحافظ اعضاء اللجنة على ذات الحماس المعهود في طلتهم الأخير ولأن اللجنة تستمد قوتها من الثورة والثورة تعقد عشمها عليها، لذلك كان لابد ان يستمر المشوار، حتى تبلغ الثورة أهدافها من تفكيك النظام البائد، والتفكيك هو أخطر سلاح يصيب الفلول في مقتل، لأنه يمثل اداة القطع بينهم وقبضتهم على المؤسسات، وان لم يكن موجعاً ماكانت حُبكت الخطط والمكائد لضرب اللجنة، ولأن فلول النظام تستمد طاقتها وقوتها من التمكين داخل المؤسسات لذلك ان ضرب جذورها من داخل هذه الأوكار هو أسهل الطرق لتحقيق الأهداف، والحد من ممارساتهم المستمرة لعرقلة الإصلاح، ويعيش المواطن حياة طبيعية يستحقها.
كما أن استرداد اللجنة لأراضي مهولة وأفدنة زراعية ونزعها من أيدي اللصوص يعد إنجازاً كبيراً ليس لأنها أراضي الشعب المسلوبة المنهوبة ولكن لأن الشعب نفسه لا يعلم مجرد العلم ان كل هذه الاراضي سرقت منه.
وأصدرت لجنة تفكيك نظام الثلاثين من يونيو واسترداد الأمول العامة قراراً باسترداد أراضي من ملاكها المسجلين من رموز وقادة النظام المباد، وبلغت جملة الأراضي المستردة (2376) فدان بولاية النيل الأبيض، تم الاستيلاء عليها بإستغلال النفوذ والسلطات
استولى عليها عدد من قيادات النظام المائت في وقت كان يعيش الشعب اسوأ سنوات من عمره فقراً وجوعاً وظلماً وتعدي على حقوقه
لكن وبذات الثقل الذي كشفت به اللجنة فساد حكومة المخلوع، الفساد المتجدد، الذي كلما قلنا ان اللجنة وصلت الى الضفاف بعد رحله غوصها في بحور فساد الفلول، رفعت يدها ملوحة بوجود دفعة أخرى من الأراضي والعقارات وما تكشفه اللجنة، يثبت مما لا مجالاً للشك فيه اننا نعيش على أرض وطن مسروق كامل أراضيه ملك لقيادات المخلوع ونحن فقط (ساكنين معاهم) شئ يجعلك ترفع حاجب الدهشة كيف لهم وبعد ثلاثة أعوام من زوالهم مازالت تئن كشوفات وجدي ورفاقه من الاراضي المسروقة.
فإن أهم ماجاء في المؤتمر هو ما قاله عضو مجلس السيادة والرئيس المناوب محمد الفكي إنه لا يحق لأية جهة عسكرية أن تعمل في مجالات التجارة وغيرها، وأكد أنه لا يحق للدعم السريع أو غيرها العمل التجاري، وقال إن هناك ملفات سيتم تسليمها لمفوضية مكافحة الفساد.
كما جاءت ردود أعضاء اللجنة شافية وكافية على الذين وجهوا سهام النقد للجنة، لذلك وكما قلت من قبل ان أقوى أنواع الرد القاضي يجب أن يكون عبارة عن كشف المزيد من الفساد الذي يخرس الفلول واتباعهم والمنتفعين منهم سابقاً وحاضراً.
فالمؤتمر هذه المرة يختلف عن كل ماسبق ليس للجديد المزعج الذي كشفه من أوجه الفساد في الولايات لكنه أجاب على كثير من الأسئلة التي تطرح مابين الحل والبل (حل اللجنة وبل الفلول) وبرهن ان اللجنة ماضية في عملها، وهي رسالة مباشرة في بريد معارضيها ولجميع الأصوات التي بحَ صوتها نفاقاً.
انها ماهي إلا (ناموسة في أضان فيل).
طيف أخير:
ليس هنالك مكافأة على وجه الأرض أكبر من شخص مُخلص إن كان مُخلص لك أو للوطن.. لافرق.

 

 

 

صحيفة الجريدة

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



زر الذهاب إلى الأعلى