عبداللطيف البوني

عبداللطيف البوني يكتب: الآلية هل تشنقل المبادرة؟

(1 )
ما اصطلح عليه بمبادرة حمدوك والتي أطلقها في 22 يونيو المنصرم شكلت محطة من محطات الفترة الانتقالية وقد قابلها الناس ساعة إعلانها بقدر متواضع من الاهتمام ولكن ما ان شكل لها آلية اعلن عنها في مؤتمر صحفي في الأسبوع الماضي إلا ملأت الدنيا وشغلت الناس مما يشي على ان هذه البلاد مسكونة بأسماء الناس ليس بالموضوعات وهذا سبب ومظهر من اسباب ومظاهر الأزمة في هذه البلاد، فلو قرر حمدوك تطوير هذه المبادرة اعتمادا على مستشاريه وآخرين بدون إعلان أسماء لما قامت هذه القيامة.
(2 )
في تقديري ان هذه المبادرة قد أحدثت اثرا كبيرا في ساعة إطلاقها فمن ناحية إجرائية كانت المبادرة انقلابا في خطاب حمدوك فبعد كانت كل خطاباته مليئة بالتفاؤل (سنعبر وننتصر) كان خطاب المبادرة صادما وواقعيا، وقال ان البلاد تقف على حافة الهاوية . ساعة إطلاق المبادرة كانت البلاد كلها مشدودة نحو مسيرة 30 يونيو ذات الأجندات المتقاطعة ففعلت المبادرة فعل السحر لتلك المسيرة إذ امتصت رحيقها وجعلتها ضعيفة ومهزوزة أما من ناحية موضوعية عرت المبادرة الصراعات العسكرية \مدنية ثم العسكرية\عسكرية ثم المدنية \ مدنية فحدثت لملمة سريعة حيث توحدت الجبهة العسكرية ثم لملمت الجبهة المدنية اهم أطرافها في السلطة (حزب الامة والجبهة الثورية وحزب المؤتمر والبعث والتجمع الاتحادي) وعادت العلاقات العسكرية المدنية الى سابق عهدها . كما ان المبادرة كشفت عن نادٍ جديد لحمدوك برز بتعيين السيد ياسر عرمان مستشارا سياسيا .
(3 )
منذ ذلك التاريخ ظلت المبادرة منسية وكأنما كان القصد منها امتصاص أزمات يونيو الى ان عاد حمدوك في مؤتمره الصحفي المشار اليه أعلاه ليعلن عن نيته تطوير المبادرة وأعلن قائمة الأسماء التي اسند اليها الامر فحدث (ما حدس ) كما اشرنا أعلاه وحتى لحظة كتابة هذا المقال ظل الناس مركزين على الأسماء المختارة وقد حاولوا ان يستشفوا منها توجها جديدا فاسناد رئاستها لحزب الأمة يشي بفتح الطريق للأحزاب التقليدية اما نائب الرئيس يشي بتفاهم جديد مع الحزب الشيوعي الذي أعلن معارضته للحكومة ثم وجود زعامات قبلية وصوفية يشي بانفتاح أكبر نحو قوى المجتمع التقليدية. وبالمناسبة عندما حاول الجناح العسكري قبل تشكيل الحكومة الانتقالية إدخال هذه القوى التقليدية في المرجعية السياسية قامت عليه الدنيا ولم تقعد واعتبروا ذلك ردة عن الثورة وتقارب مع النظام السابق وهاهو حمدوك يضيف هذا القوى الى لجنة تطوير مبادرته .
(4 )
وتزامن مع التحليلات الأولية لأسماء آلية تطوير المبادرة استقالة ثلاثة أعضاء منها وهم مني اركو والناظر ترك والناظر دقلل، ثم طالبت بعض الجهات التي تعتبر نفسها ثورية بسحب بعض الأسماء كالناظر سرور رملي فكان هذا بمثابة الصدمة مما مهد لاستلال السيوف لقتل المبادرة وهي في مرحلة الآلية فكان الكلام على ان الآلية نواة لحاضنة جديدة وبعضهم قال إنها سوف تحل محل المجلس التشريعي الذي قال عنه حمدوك بانه يحتاج الى إرادة سياسية وهي غير متوفرة وبعضهم وصف الآلية بانها بصمة لحاكم جديد من وراء ستار وذهب بعضهم للقول بانه ليس من صلاحيات حمدوك كرجل تنفيذي إطلاق اي مبادرة علما أن هذا النوع من الكلام لم يقل ساعة إطلاق المبادرة وحتى في الأسابيع التي تلت المبادرة مما يشي بأن الآلية هي المستهدفة وليس المبادرة. نواصل غدا إن شاء الله .

 

 

 

صحيفة السوداني

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



زر الذهاب إلى الأعلى