الطاهر ساتي

الطاهر ساتي يكتب: الإرادة المفقودة!!

:: لم تتبقَ دقيقة من الفترة الزمنية التي حددها رئيس الوزراء يوم الأحد الماضي، بحيث تتم خلالها إقالة أو استقالة والي القضارف سليمان علي، وهي كانت ( 24 ساعة)، ولا ندري سر اختيار هذه الفترة ( يوم).. وعلى كل حال، مضى كل الزمن وأكثر، ولم يحدث شيء بالقضارف أو الخرطوم، أي لم يُبادر سليمان بتقديم الاستقالة كما توقع حمدوك، ولم يُقله حمدوك كما وعد .. اقترح لرئيس الوزراء تشكيل لجنة لحل أزمة هذا الوعد.
:: و قبل الوعد بإقالة والي القضارف، كان رئيس الوزراء وعد بتشكيل المجلس التشريعي خلال شهر، ولا ندري أيضاً سر اختيار هذه الفترة ( شهر).. وكالعادة، مضى كل الزمن وأكثر، ولم يحدث شيء.. وعندما ذكّروه في المؤتمر الصحفي بهذا الوعد، قال بالنص: ( لم تتوفر الإرادة السياسية الكافية لقيام المجلس التشريعي خلال المدة الزمنية المذكورة، وفي حال توفر الإرادة السياسية يمكن قيام المجلس .. والأمر دا ما عاوز درس عصر).
:: وقد صدق حمدوك.. لاتوجد إرادة سياسية لتشكيل أعلى وأهم سُلطة تشريعية ورقابية في البلاد، هذا صحيح، وليس بحاجة إلى درس عصر، أو كما قال .. ولكن الأسئلة التي إجابتها بحاجة إلى درس عصر – ومذاكرة بالليل – هي متى تتوفر هذه الإرادة السياسية المفقودة؟، ومن المسؤول عن توفيرها؟، وماذا على هذا المسؤول أن يفعل في حال عجزه عن توفير الإرادة السياسية؟، هل يواصل الحكم مخالفاً للوثيقة الدستورية أم يعلن عن عجزه ثم يفسح المجال لآخر.
:: ثم ما بحاجة إلى درس عصر أيضاً تشكيل لجنة إعلامية لمراجعة تعيينات وزارة الخارجية، وهم السادة صديق أمبدة، محجوب محمد صالح، بلقيس البدري، عبد الله آدم خاطر، عبد الله خضر،لمراجعة إجراءات تعيين المتقدمين للوظائف، مع كل سلطات التحقيق والاطلاع على المستندات..لا علاقة لهؤلاء الأكارم بالخدمة المدنية، وما كان يجب تغييب وزارة العدل والمراجع العام وديوان شؤون الخدمة وغيرها من المؤسسات ذات الصلة بالخدمة العامة في (لجنة المراجعة).
:: نفهم أن يكون أستاذنا محجوب محمد صالح – وكل هؤلاء الأفاضل – في لجنة تحقيق أو تخطيط ذات صلة بالصحافة أو قطاع الإعلام وقضاياه، وما أكثر قضايا الإعلام المنسية.. ولكن ليس من المنطق – ولا من مؤسسية الدولة – بأن يكونوا في لجان تحقيق ومراجعة في قضايا مسرحها أجهزة الدولة ودهاليز خدمتها المدنية.. وهكذا!!
:: أي ليس فقط العجز عن تشكيل التشريعي، بل العجز العام الذي يطغى على كل مناحي الحياة بحاجة إلى إرادة سياسية تصنع دولة المؤسسات والقانون والتي بدونها لن يهنأ الشعب بالحرية والسلام والعدالة.. وثورة الشباب كانت قادرة على تشكيل إرادة سياسية تصنع دولة المُؤسّسات.. ولكن (سرقوها)، ليكون الحصاد دولة مُحاصصات وأحزاب وحركات عاجزة عن الاتفاق حول ( آلية مبادرة)، ناهيك عن تشكيل مجلس تشريعي أو تأسيس دولة المؤسسات.

 

 

 

صحيفة اليوم التالي

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



زر الذهاب إلى الأعلى