صباح محمد الحسن تكتب: مهارة الجنرال بعيون المستشار

لم تمر ايام على تعيين ياسر عرمان، مستشاراً سياسياً لرئيس مجلس الوزراء ، وقبل ان يدلف الي مكتبه لاستلام مهامه في مكتب حمدوك خرج بتصريح يصف فيه رئيس المجلس السيادي الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، بالجنرال الماهر، وقال إن الجيش في عهده أصبح الآن أقوى من أي وقت مضى ، وقال المستشار السياسي لرئيس الوزراء ياسر عرمان، إنّ القوات المسلّحة لن تكون جناحًا للفلول ، ولا يوجد مواطن غيور على وطنه لايتمنى او يأمل ان يكون للسودان جيش واحد قوي ومتماسك لان قوة الأوطان بقوة جيوشها ووحدتها ، وحرصها على حماية الارض والدفاع عن الوطن ومكتسباته .
جاء تصريح عرمان ( مسيخاً ) وغير مستساغ وبدا لكثير من الناس وكأنه تصريحاً مُعدا ومعلباً حمله الرجل في جيبه وحرص على ان يخرج به في اول (صباحية )على استلامه منصبا بمكتب رئيس مجلس الوزراء ، ومثل هذه التصريحات لاتشبه ياسر عرمان الذي عرف عنه الصراحة وقول الحقيقة والبعد عن حلبات المجاملة والطبطبة السياسية ، ومعلوم ان تصريح عرمان عندما يكون تصريحا لقيادي سياسي خارج منظومة الحكم يفرق كثيرا عندما يأتي من مستشاراً لرئيس مجلس الوزراء ، فالأخيرة تمنح التصريح خاصية وبعداً سياسيا، لايفوت على رجل الشارع السوداني والمواطن البسيط.
وما الذي جعل الجيش اقوى من اي وقت مضى فالجيش في حكومة البشير هو ذات الجيش في حكومة الثورة بل ان الجيش عندما حدثت مجزرة القيادة بدى لكل الشعب السوداني انه ليس هو الجيش الذي عرفه الناس الذي كان ينحاز الي الشعب ولايتربص بمواطنيه.
والبرهان هو ذاته البرهان الجنرال في حكومة المخلوع ورئيس المجلس السيادي ولانعلم حتى الان عن مهارة البرهان ( الجديدة ) التي يحدثنا عنها عرمان ولاندري من اين اكتسبها ، فعودة الفشقة لاتعد إنجازاً خارقاً لطالما هناك اراضي سودانية مغتصبه امام أعين البرهان وجيشه ومجزرة القيادة لن تجعل الناس يسقطون فشل البرهان الفادح عندما مات الآف الشهداء امام بوابة القيادة تلك ( السقطة ) والعار لن يجعل البرهان جنرالا ماهرا في ذهنية وعقلية شعبه الواعي المدرك الذي لن تغير فيه شهادة ياسر عرمان كونه رجلاً سياسيا ضليعا يحترمه كثير من الناس ، فالبرهان لن يكون جنرالاً ماهرا في عيون هذا الجيل العريض الذي فجر ثورة ديسمبر ، حتى يقدم البرهان المجرمين الذين قتلوا الآلاف من شهداء الثورة في حرم القيادة العامة هذه الحقيقة التي يذكرها ياسر عرمان في كل خطاباته وتصريحاته ومانساها او تناسى الا بعد ان دخل (الحوش ).
وغريب وعجيب ان بعض الحقائق لايحاول الإلتفاف عليها انصار الثورة والتغيير الا بعد ان يتقلدوا مناصبا في الحكومة اي سكرة سلطة هذه التي تغفر للبرهان جريمة مثل هذه حتى يمنحه لقب المهارة رجلا مثل ياسر عرمان ، فربما يمارس كثير من السياسيين الأغبياء مثل هذه اللعبة المكشوفة حتى يحرزون هدفا بعينه ، لكن ان يحرز مستشار حمدوك السياسي هدفاً قبل ان يبدأ اللعب فهنا تكمن الغرابة .
وجميعنا نريد قائدا ماهراً لقواتنا المسلحة الفتية ولكن هذا اللقب لن نمنحه للبرهان قبل ان يحدثنا عن ليلة فض الاعتصام ، أين كان وقتها ولماذا وقف متفرجاً ولم يدافع عن شباب الثورة ، وحتى يكف عن دعم لجنة اديب نحو الفشل والإخفاق ، وليس قبل ان يقدم الذين صرحوا بفض الاعتصام وحدث ماحدث للمحاكمة او حتى المساءلة ، ولا حتى قبل يكون يكون قائدا للمؤسسة العسكرية، وليس رئيسا للسودان يعمل على حماية الفلول ولا يسمح بتقديمهم للمحاكمة ، كل هذه الاسباب وغيرها تقف حاجزا دون ان يحصل البرهان على الدرجة الكاملة .
لهذا ان جُدر الوطن والإصلاح تحتاج الي البناء الفعلي والحقيقي وليس لإستخدام مثل هذه (البوهياء ) قبل ترميمها .
طيف أخير :
“ربما كان أفضل للمرء أن يحتفظ بدهشته الأولى وألا يقترب

 

 

 

 

صحيفة الجريدة

 

 

 

Exit mobile version