تحقيقات وتقارير

أنباء عن هُرُوب رئيس حكومة العفر الإقليمية “اول اربا” إلى أديس أبابا

في تطور جديد بشأن الصراعات التي تدور في إثيوبيا، تفيد مصادر التيغراي أن رئيس حكومة العفر الإقليمية عن هروب “اول اربا” رئيس حكومة إقليم العفر إلى أديس أبابا عندما علم أن الأحزاب المعارضة له دعت قوات دفاع التيغراي TDF الدخول للإقليم.

وأفرزت حرب التيغراي، تحالفات جديدة في المشهد الإثيوبي المثخن بجراح ودماء الهوية العرقية، فقد تحالف الأورومو مع التيغراي سياسياً وعسكرياً، رغم أنهم من قادوا ثورة الاحتجاجات ضد التيغراي وأطاحوا بنظامهم وثمة تحالف قوي بين التيغراي وبني شنقول وشعوب الجنوب والمعارضة الإريترية وأخيراً مع العفر.

مَن هُم العفر؟

العفر قبيلة ترجع أصولها إلى اليمن، وهم تحديداً ينحدرون من قحطان وبني كاهل، وتمت هجرتها إلى شرق القرن الأفريقي قبل أربعة آلاف سنة.

ينتشر العفر حالياً في ثلاث دول هي “إثيوبيا، إريتريا وجيبوتي”. وهي من القوميات المسلمة بالكامل أصحاب لغة وثقافة واحدة، لكن قسّمها الاستعمار البريطاني في ثلاث دول مثل الصومال الذي قسم الى خمس دول “الصومال الفرنسي، جيبوتي، أوغادين، الصومال الإثيوبي، الصومال البريطاني، صومالي، الصومال الكيني”، ثم الصومال الحالي المسمى بالصومال الفيدرالي وعاصمته مقديشو.

يشكل العفر 4% من سكان إثيوبيا أي في حدود 4,400 مليون نسمة وفقاً لآخر إحصاء سكاني لإثيوبيا هو 110 ملايين، بينما يشكلون حوالي 10% من سكان إريتريا، ويبلغ تعدادهم في جيبوتي 500 ألف نسمة، أي نصف السكان. وكانت لديهم ممالك إسلامية ذائعة الصيت في القرن التاسع عشر. عاصمة ممالكهم الإسلامية في إثيوبيا “اواسا”، لكن العاصمة السياسية الحكومية حالياً هي “سمره”. في إريتريا عاصمتهم “عصب” بجيبوتي “تاجوراء”.

للعفر تاريخ نضالي عريض وثري، قاده سلاطين الممالك الإسلامية من “آل مرح”.. ففي العام 1972 قاد العفر حركة معارضة مسلحة قوية ضد نظام منقستو هايلي ماريام بقيادة “جبهة تحرير عفار” ALF , Afar Libration Front وهو حالياً حزب سياسي ومن أبرز المكونات لمصالح العفر.

ثم تحالفوا مع جبهة تحرير التيغراي TPLE وشاركوا في إسقاط نظام منقستو، وبذلك نالوا استقلالاً ذاتياً وثقافياً باسم إقليم العفر. اختلف السلطان علي مرح مع نظام ملس زيناوي، واستقر خارج البلاد، وعندما جاء آبي أحمد للسلطة استجاب علي مرح لدعوة الإصلاحيين التي يقودها آبي أحمد وجاء إلى أديس أبابا وسط استقبالات شعبية كبيرة، لكنه توفي في سبتمبر من السنة الماضية. وأحد أشقائه هو سلطان العفر الحالي.

لم يدم الوفاق كثيراً بين العفر وحكومة آبي أحمد مع تقاطعات كثيرة وتأجيج آبي أحمد لخلافاتهم مع إقليم الصومال الإثيوبي، وكان هناك نزاع دموي بينهم قبل شهرين.

إقليم العفر كبيرٌ ويمتد من الشمال من حدود جيبوتي وإريتريا إلى جنوب شرق أديس أبابا، وفي جنوبه نهر “اواش” والسهول الخضراء للسفانا الغنية، لذلك الإقليم مكتفٍ ذاتياً، وشرقه تمتد حدودهم حتى التيغراي وهي مناطق صحراوية اشتهرت باستخراج الملح.

أحداث حرب التيغراي الحالية أجّجت من الصراعات والأحداث في إقليم العفر، وتدور الى الآن معارك في الإقليم، وبدأت عندما سمحت حكومة الإقليم بعبور القوات الخاصة للأقاليم الإثيوبية بالإضافة للجيشين الإثيوبي والإريتري إلى إقليم التيغراي، والذين صدوا الهجوم.

يقول التيغراي، إنهم لم يغزوا العفر، وإنما الغزاة الحقيقيون هم القوات الخاصة للأقاليم الإثيوبية، ويضيف التيغراي حسب أنباء راجت بالأمس، أنهم تلقّوا طلبات من أحزاب عفرية معارضة لآبي أحمد لدخول جيش التيغراي إلى إقليمهم لتوجيه رسالة قوية إلى حكومة جيبوتي، التي دعمت الصراع وبإيعاز من آبي أحمد بين العفر وإقليم الصومال الإثيوبي، وذلك في الصراع الكبير الذي نشب بينهما قبل شهرين.

أين الجيش الوطني الإثيوبي من دائرة الصراع الحالي؟

لا يوجد جيش إثيوبي حالياً، ويحتاج إلى عشر سنوات لإعادة بنائه، إذ لا يُمكن أن يقاتل الجندي ضد مصالح قوميته.

تقرير: عبد القادر الحيمي

صحيفة السوداني

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



زر الذهاب إلى الأعلى