تحقيقات وتقارير

احتجاجات كليه الطب وادي النيل

مازالت وتيره الأحداث متواصلة في ردهات كليه الطب جامعة وادي النيل عقب الاحتجاجات التي قامت بها رابطة الطلاب نادت خلالها بعدة مطالب أهمها استئناف الدراسه واعتماد الكلية وتأهيلها وتداولت مواقع التواصل الاجتماعي صورا زادت من حدة الصراع داخل المبنى فهل تلك المطالب من صميم عمل رابطة الطلاب التي تقود الاحتجاجات؟ ولماذا تم تأخير تنفيذ تلك المطالب خاصة ما يتعلق بالتأهيل؟ ولماذا طال صمت الإدارة رغم وصول الأمر الى الإعلام الخارجي من قبل رابطة الطلاب؟ وما هي الحلول للخروج من تلك الأزمة؟ كل تلك الاسئلة وغيرها تجيب عليها الأسطر القادمات

 

نبذة تاريخية
جامعة وادي النيل انشئت في العام 1990 تقع بولاية نهر النيل لها مراكز في محليات بربر،عطبرة، الدامر، ابوحمد، والبحيرة وتضم 12كلية وخمس عمادات مركزية وسبعة مراكز بحثية اضافة الى مركز تدريب ومركز لتقانة المعلومات. وخرجت كلية الطلاب بها حوالى 16دفعة في جميع التخصصات.

 

مطالب
حملت الأنباء في الأيام الماضية احتجاج رابطة كليه الطب بعد ان نادى الطلاب عبر رابطتهم بعدد من المطالب ارتفع على اثرها الاحتجاج الى أن وصل الى وسائل الإعلام المختلفه بل الخارجيه ايضا. واوضح الطلاب ببيانهم عدة مطالب منها اعتماد الكلية وتأهيلها واستئناف الدراسة. وحسبما تحدثت الرابطة ل(السوداني) فإن الإدارة لم تستجب لهم ولمطالبهم.

 

إدارات متعاقبة
طرقنا أبواب ادارة جامعة وادي النيل وجلسنا الى بروفيسور إلهام شريف داؤود مدير جامعة وادي النيل والتي ابتدرت حديثها قائلة بأن اعتماد كليات الطب بدأ منذ العام 2004وطرحت معايير الاعتماد لكل الكليات ونزل الى ارض الواقع في العام 2008 ومنذ هذا التاريخ وحتى نهاية العام 2019 تعاقبت ادارات مختلفة على الجامعة وكانت من المفترض أن تحرك ملف الاعتماد وفق المعايير المحددة فكلية الطب معتمدة من المجلس الطبي السوداني اما عن مفهوم الاعتماد فهو ينقسم الى شقين مؤسسي وبرامجي فالاول يعنى بالبنى التحتية والثاني يهتم بالبرامج التي تقدم عبر الأقسام المختلفة بالكلية . وتواصل إلهام حديثها “منذ أن تولينا مقاليد الادارة في نهاية العام 2019 لدينا موجهات من وزارة التعليم العالي بمراجعة وصياغة كل اللوائح وهذا ما قمنا به وكونا لجنة مختصة لهذا الأمر ووضعنا عددا من الحلول والمعالجات فيما يخص الجانب المؤسسي فالكلية موروثة بشكلها الحالي من ادارات سابقة قمنا بنقل عمادة الطلاب إلى ادارة القبول ونقل ادارة عمادة الشؤون العلمية بأقسامها المختلفة وذلك من اجل توسيع المبنى”. وتضيف بروفيسور إلهام “تمت اضافة قاعة وعدد من المكاتب كما قمنا بزيارة ميدانية للوقوف على القاعة 4و5وهما مثار الجدل واتضح انهما نفذتا بواسطة شركة تركية وهي غير موجودة الآن واخطرنا الإدارة الهندسية لدينا بمعالجة تلك القاعات وما حدث انه تمت معالجة واحدة وتركت فترة تقييم حتى تنتقل الصيانة الى الاخرى، فالطلاب لقلة خبرتهم طالبوا بأشياء من صميم عمل ادارة عمادة شؤون الطلاب فالامور تتبع نظاما اداريا يبدأ من عمادة شؤون الطلاب والتي بدورها ترفعها الى العميد واذا استعصى الأمر يرفع لإدارة الجامعة ‘. وفي ذات الأمر تواصل بروفيسور إلهام بان هناك جهات قدمت مبادرات للمساهمة في الاعتماد منها شركة بترولاين وكذلك حكومة الولاية حيث ابدت الوالي استعدادها التام لهذا الامر وكذلك تم توقيع مذكرة تفاهم مع جامعة الشيخ البدري في الجانب الذي يلي عمل المشرحة.

 

سلسلة اجتماعات
وتواصل بروفيسور إلهام قائلة بأن العمل بالمشرحة يتطلب اجراءات فهي تحتاج الى جثث وهناك مساع في هذ ا الامر لكن وزارة العدل اوقفت تسليم الجثث لحين البت في قضية فض الاعتصام.
وفيما يخص اعضاء هيئة التدريس هناك نقص في قسم الاطفال والنساء التوليد وحين سعينا في هذا الملف طلبت منا وزارة التعليم العالي إجازة مجلس اساتذة وتأخر نسبة لأن مجلس الوزراء لم يقم بتعيين رئيس مجلس ادارة للجامعة وبعد أن تم التعيين قمنا بعقد اجتماعات اجزنا كل الوظائف رفعت على إثرها تقارير للوزارة في انتظار الرد وكانت لنا اجتماعات اخرى مع عميد الكلية وامين الشؤون العلمية لعمل تعاقدات لبعض الوظائف التي بها النقص حتى يتم فتح باب التوظيف وما زلنا في سلسلة اجتماعات مع بترولاين والشركة السودانية للموارد المعدنية التي ابدت استعدادها ايضا لبناء مقر لكلية المعادن فمحمدة كلية الطب أن مقرها تمليك وهو واحد من شروط الاعتماد فكل تلك المشاكل موروثة من ادارات سابقة وهنا تساؤل لماذا صمت الطلاب طيلة تلك الفترة؟

اما فيما يختص باستئناف الدراسة فقرار الإغلاق جاء نتيجة قرار الجهات العليا وهو لكل الجامعات وعودة الدراسة امر يتم البت فيه عبر مجلس العمداء.

 

سوشيال ميديا
وتواصل بروفيسور إلهام في شرح تفاصيل ما حدث قائلة “اما بخصوص ما تناولته مواقع التواصل والصور التي نشرت فإن الامر غير صحيح فيجب تحري المصداقية واما عن تجاهل الإدارة لمطالب الطلاب فنقول.. كإدارة قمنا بتوضيح الامر للطلاب فالرابطة وظيفتها الاساسيه اﻻهتمام بالجانب الثقافي اما الخدمي فمن صميم ادارة الكلية ووضعنا لطلابنا العذر لقلة خبرتهم.

 

وعن جانب حقوق الأساتذة الذي تم تداوله اكرر هذا امر يأتي وفق لائحة من وزارة التعليم العالي ورغم ذلك عملنا لائحة داخلية للحالات الاستثنائية وعدلنا فيها ولا يوجد لدينا استاذ لم ينل حقوقه.

 

مساع وجهود
وختمت بروفيسور إلهام حديثها حول ملف الاعتماد بأن هناك مساعي في ملف الاعتماد ومذكرات تفاهم وشراكات تخص هذا الامر شرعنا فيه قبل تلك الاحتجاجات منذ تولينا ادارة الجامعة رغما عن توقف التسيير ل 7اشهر وهناك جهود كثيرة في هذا الجانب فهناك مشاريع كانت معلقة كمشاريع التنمية التي تشرف عليها وزارة المالية وكذلك قرض بنك التنمية الإسلامي بجدة كان مهملا كلها ملفات قمنا بتحريكها من اجل الاعتماد ووصل الأمر الى مجلس الوزراء وهناك اشخاص تم تكليفهم لمتابعة تلك الملفات وسيرها وهناك عدد من المعالجات الاخرى ونسعى في الإدارة لحل جميع العقبات لتجاوز تلك المرحلة.

 

اهل البيت
وكانت لنا جلسة اخرى مع اهم الاطراف او (اهل البيت ) فتوجهنا الى مباني كلية الطب والتي تتوسط حي السكة الحديد اعرق أحياء المدينة حيث جلسنا الى دكتور أميمة عبد الله بشير عميد كلية الطب بوادي النيل لمعرفة آرائهم كإدارة كلية وتوضيح الامر من جانبهم فبدأت قائلة “جلست على كرسي الإدارة في اكتوبر من العام الماضي وحتى الآن ومنذ أن توليت زمام الأمر فيها اسعى بكل السبل لتكملة اي نقص فيها رغما عن توارث تلك المشاكل من ادارات سابقة نبدأ بشق الاصطاف وهو لم يكن مكتملا وهذا حقيقي لم يكن مكتملا بالعدد الكافي وسعينا في الاستعانة بمتعاونين وهذا حال كل الجامعات الاخرى نسبة لهجرة الكوادر خارج البلاد ومع ذلك لم تتوقف لدينا عملية التدريس. اما فيما يخص بالبنى التحتية فتمت معالجة الامر بتوسيع المباني عن طريق ترحيل ادارات اخرى نسبة لتزايد اعداد الطلاب. ورغم ضيق تلك المساحة التي ترونها فقد خرجت تلك الكلية حوالى 16دفعة. وعن تراكم الدفعات هناك توضيح بخصوص الدفعة 2017.2018 وذلك للظروف التى كانت تمر بها البلاد وقتها وتمت معالجة الامر. اما دفعة 2019فتم التأجيل كما معروف وشرعنا في حلول حتى لايتضرر الطالب وتمسك الطلاب بحقهم في هذا الجانب هو حق مشروع وبالتواصل مع جهات الاختصاص كانت هناك معالجة بالجلوس لامتحان تحريري ثم العملي ومن ضمن المقترحات كانت بعد اجتماعنا بمجلس الكلية أن يتم التدريس اون لاين لتعويض الطلاب فترة الايقاف التي شملت كل الجامعات.

 

ابواب مشرعة
اما فيما يلي استئناف الدراسة فتقول دكتور أميمة “لاتوجد بها مشكلة لكن بعد اصطحاب جهات اخرى كعمادة شوؤن الطلاب وصندوق دعم الطلاب فهم على علاقة وطيدة بالطلاب والخدمات التي تقدم لهم”. واستدركت أميمة “هذا الامر لم يكن ضمن مذكرة الطلاب الاولى فالمطالب كانت خدمية تهتم بالإدارة والمسجد وطالبوا ادارة الكلية بالعمل في ملف الاعتماد ورحبنا كإدارة بالفكرة. اما فيما يخص قاعات الدراسة فتفضلت مديرة الجامعة بروفيسور إلهام بشرحها ونكرر بأن ابوابنا مفتوحة كانت ولا زالت للاستماع للطلاب او الرابطة باعتبار انها صوت الطلاب
والمشاكل تمت معالجة بعضها والجزء الآخر المساعي جارية لحلها وكلها قديمة من ادارات سابقة .

 

اما بخصوص الصور التي تم تداولها بالميديا فتقول عميد الكلية “يجب التحري والصدق في تمليك المعلومة فالصور قديمة وليس الآن فالمياه مشكلة هندسية وتجرى محاولات لإيجاد حلول لها فالصورة كانت في خريف العام 2018م. اما النفايات فلاننكر وجودها لكن الصورة المتداولة قديمة ايضا فالامر هو مجرد تأخير في نقلها. ورغم شراكاتنا مع عدد من الجهات في هذا الامر لكن هناك بطء في نقلها كبقية المناطق الاخرى.

 

معمل ومشرحة
وفي هذ الصدد تواصل دكتور أميمة حديثها بأن المعمل الموجود رغما عن قلته الا انه يعمل بكفاءة فهناك تقارير من ممتحنين خارجيين عن اداء الطلاب في الجانب العملي ودائما تقارير إيجابية رغم قلة المعمل فطالب الطب لدينا مميز ،فالطلاب يرون أن هذا الجانب مقتضب لكن لم تتوقف العملية التعليمية وتسير بصورة الى حد ما مرضية. اما المشرحة فهناك جثث قديمة تم دفنها لكن تسليم الجثث الجديدة تأخر نسبة لقرار وزارة العدل بعدم تسليم اي جثة الا بعد البت في قضية فض الاعتصام ورغم ذلك هناك مجهودات في هذا الجانب ولدينا جثة واحدة رغم حاجتنا ل 4 جثث لكن لدينا مجسمات يمكن الاستعانة بها وهذا امر متعارف عليه ولنا شراكة مع جامعة الشيخ البدري في هذا الجانب.

وختمت دكتور أميمة عميد كلية الطب حديثها بان الادارة لها بيان توضيحي لما حدث. وعن صمت الإدارة عن الرد حتى لا يصبح مهاترات فبيان الإدارة خرج لتوضيح ما حدث وتمليك المعلومة الصحيحة.

      بثينة دهب

صحيفة السوداني

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



زر الذهاب إلى الأعلى