صباح محمد الحسن

صباح محمد الحسن تكتب: قضية إعلامية أم أمنية ؟!

من وحي الواقع السلبي لدور بعض المنصات الاعلامية على السوشيال ميديا وماتقوم به من إنتاج ثقافة طرح للقضايا السياسية تعد بطريقة تتم صناعتها (بِكُره) ، ونشرها في المجتمع السوداني ، يتنامى الى ذهنك ان هناك آلة حادة تستخدم في طريقة نشر وتحليل الاحداث والوقائع السياسية بصورة ملفتة للنظر والتي تسعى بعض المنابر لتخلق بها بيئة غير صالحة، تتجاوز أحياناً الدفاع عن فكرة او حزب او مكون سياسي، لتصل الى مرحلة أبعد في الطرح السلبي تصل أحياناً لضرب سياج الوطنية والقيم الاجتماعية، وتهزم كثير من القيم السامية لأخلاقيات المهنة جراء قيامها ببعض الادوار، التي تتمثل في بث خطاب الكراهية والعمل على نشر الشائعات واعلاء صوت العنصرية والعمل على نشر ثقافة الفتنة بين أفراد المجتمع لصناعة واقع مخيف، يبدأ بنشر معلومات خاطئة، وغير دقيقة وينتهي بهتك النسيج الاجتماعي للبلاد، ولأن السؤال البديهي لمجتمع واع ومتلقي حصيف عندما تصله المعلومة (أين مصدر الخبر)، أصبحت الجهات التي لا تريد لهذا الوطن خيراً ان كانت داخلية او خارجية ، تصنع المصدر وباتت ظاهرة المواقع الإلكترونية غير المعلومة والتي تزداد وتتنامى بصورة سريعة ظاهرة تهدد أمن السودان واستقراره، لذلك يبقى القرار ليس في كيف يتم حجب هذه المواقع لكن في كيفية معرفة من يقف خلفها.
وبالأمس كشف عضو مجلس السيادة الانتقالي، محمد الفكي سليمان، عن وجود منصات خارجية تديرها ثلاث دول لم يسمها وقال إنها تستغل البلاد لتصفية حسابات في الإقليم، مشدداً على ضرورة إدارة نقاشات شفافة ومعرفة من يستغل البلاد لتصفية أجندة سياسية ، جاء هذا خلال مخاطبته أمس بفندق القراند هوليداي فيلا ورشة إعلام السلام التي تنظمها المفوضية القومية للسلام ومركز ارتكل للتدريب والإنتاج الإعلامي وبرنامج الأمم المتحدة الانمائي أكد على أهمية الإعلام وعدم تخريب المناخ الإعلامي المتاح حتى لا يفقد مهمته الأساسية وإن الإجراءات لتنقية المناخ الإعلامي تعتبر جزءاً من المواجهة الحقيقية وازالة الحسابات المزيفة، مشيراً إلى الدور التكاملي وما أعلنته وزارة الثقافة والإعلام بشأن التعامل مع هذه المنصات.
وهذا حديث أخطر وأكبر من كونه يتعلق بأهمية الاعلام ودوره، لأنه يصب في دائرة المهددات الخارجية للامن القومي، والتدخل غير المباشر في الشئون الداخلية ، بالتالي وجود جهات داخلية وأشخاص يعملون من أجل تفكيك الوطن.
لكن هل هناك منصات داخلية أيضاً تديرها جهات خارجية وداخلية تقوم بهذا الدور أيضاً، وقف عليها محمد الفكي أو لم يقف عليها تكشف عن خيانة عظمى لبعض الجهات الداخلية تستحق الردع والمساءلة القانونية فإن وجدت أيضاً فهذه المعلومات لا تتطلب من الحكومة حجب هذه المواقع الخطيرة فقط ولكن الامر يتعلق بأمن الدولة واستقرارها ، فما كشفه الاستاذ محمد الفكي يؤكد الغياب الكبير لجهاز الامن والمخابرات العامة والذي دوره الاساسي يقوم على جمع المعلومات الداخلية والخارجية التي تستهدف البلاد.
وثلاث دول تدير منصات اعلامية هذا يعني ان ثمة أيادٍ خارجية تمسك جهازاً للتحكم عن بعد ، فإن أردت هزيمة الدول تحكم في إعلامها ، والاعلام من أخطر الأسلحة الحديثة لضرب قوة ووحدة الشعوب لهذا فإن حديث الفكي يجب ان لا يفهم على انه مجرد تصريح يتم ملء المنصات به وإفراغه على الناس بأنه مجرد حديث يدور حول أهميه دور الإعلام وحرية التعبير، اختلاف الناس او اتفاقهم عليه، لأن موقع يهدد أمن البلد يختلف كثيراً عن موقع إلكتروني رسمي ورسالي يديره شخص اعلامي او غيره المهم ان يكون معروفاً ومسجلاً ، لذلك ان دور الحكومة يجب أن يصب في كواليس هذه المواقع ومن يديرها، وهذا دور الأجهزة الأمنية من الدرجة الاولى، ويتعلق بدور جهات سياسية لكونه يرتبط بعلاقات السودان الخارجية والدبلوماسية مع هذه الدول والتي قد تجدها الآن تزيف مواقفها وتظهر بأنها من الدول الداعمة للديمقراطية ودعم الحكومة الانتقالية وغيرها من الأحاديث الدبلوماسية البراقة والزائفة التي تبدأ بالإشادة بثورة ديسمبر ظاهرياً، وتنتهي بالعمل على زعزعة استقرار الوطن في بواطن نواياها ، وبين الاولى والثانية تجد ثمة من يصفق لهم ليس ممن يديرون هذه المنصات الاعلامية ولكن على مستوى القيادات السياسية، فنحن كارثتنا أحياناً ليس في غريب ودخيل يتأبط لنا شراً، ولكن في سوداني يعمل جاهداً لكي يكون هذا الشر واقعاً وممكناً وهنا يكمن الألم !!
طيف أخير :
الوطن هو مجموعة الأشياء الجميلة التي يخسرها الأغبياء

 

 

 

صحيفة الجريدة

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



زر الذهاب إلى الأعلى