محمد عبد الماجد يكتب: (مبادرة حمدوك) لن تصبح (خبزاً) أو(بنزيناً)

(1)

 وجدت الحكومة الانتقالية في الأيام الماضية دفعةً قوية بعد مواكب 30 يونيو وبعد إعفاء أجزاء كبيرة من ديون السودان. الحكومة عليها أن تستغل هذه الدفعة المعنوية فيما ينفع الناس.

 لا نريد أن تستثمر هذه الأشياء في (الإنشاء) و الخطابات العاطفية.

 أتمنى أن لا تنخدع الحكومة الانتقالية – و(تنوم قفا).

 أذكر أن أحد لاعبي كرة القدم في أحد أندية القمة كان كلما يواجه فريقه خصماً كبيراً وتكون هناك مباراة صعبة في الآفاق – كان ذلك النجم يخرج على الصحف ويظهر في الفضائيات وهو يخاطب جماهير ناديه قائلاً لهم (نوموا قفا).

 هذا اللاعب كان بعد أن يقول عبارته تلك أول من يطالب بالتغيير بعد أول ربع ساعة من عمر المباراة – إذ كان يرفع يده ملوحاً بإشارة الغيار… وكان عندما لا يستجيب له المدرب يدعي الإصابة ويمسك ركبته.

 الحكومة الآن عليها أن تنتبه – المواطن السوداني يعيش في معاناة كبيرة – لا حديث بين الناس هذه الأيام غير حديثهم عن الأوضاع الاقتصادية.

 لن تصمد الحكومة الانتقالية كثيراً – الشارع قابل للانفجار في أية لحظة.

 المشاريع التى تعلن عنها الحكومة وتتحدث فيها مشاريع (هلامية) – لا جدوى منها ولا قيمة ولا أثر لها في الشارع السوداني.

 الذي نخشاه من هذه الأوضاع …ان هناك مشاريع كثيرة تنهار – بيوت كثيرة تغلق – توقفت الحياة في جوانب عديدة.

(2)

 التفلتات الأمنية التي تعيش فيها المدن .. والنزاعات القبلية التي تشتعل وتخمد في الولايات ثم تشتعل مرةً أخرى، كلها نتاج للأوضاع الاقتصادية المتدهورة.

 معالجات التفلتات الأمنية لن يكون بدون أوضاع اقتصادية مستقرة.

 الأيام القادمة يمكن أن تحدث المزيد من التفلتات والنزاعات – إذا ظل الجنيه السوداني مواصلاً انهياره أمام الدولار بهذا الانزلاق الرهيب.

 قوات الشرطة وأجهزتها المختلفة في ظل هذه المرتبات الضعيفة والمخصصات المخجلة لن تكون قادرة على مجابهة الفساد والتفلتات.

 سوف تصبح الشرطة نفسها قابلة للانفجار والفساد في ظل هذه المرتبات التي تمنح لهم.

 معالجة الأوضاع الاقتصادية لن يكون عبر زيادات المرتبات – لا بد من معالجات أخرى توقف هذا الانهيار الاقتصادي الذي تعيش فيه البلاد.

 أدركوا هذه الأوضاع – قبل فوات الأوان – ما زال الشارع السوداني يثق في هذه الحكومة – ومازال الرهان باقياً.

 لكن هذا الأمر لن يستمر طويلاً.

(3)

 حكومة الإنقاذ بكل بطشها وجبروتها ومليشياتها سقطت (مرتين). مع أنهم كان يعبث بهم الغرور – وكان قادة النظام وأباطرته بعد كل موكب للشارع السوداني يخرجوا على الناس ليمارسوا عليهم المزيد من الاستفزازات.

 كانوا يقولون إن هذه الحكومة لن يسقطها (15) شخصاً أو حتى (150) شخصاً.

 وكانوا يستعرضون بفلولهم في الساحة الخضراء قبل أن تصبح ساحة الحرية في احتفالات يخاطبها حسن اسماعيل وحاتم السر.

 في كل تصريحاتهم للقنوات العربية كان قادة نظام البشير يتحدثون عن انحسار المظاهرات وتراجعها.

 إلى أن جاء وحدث السقوط الكلي لنظام الإنقاذ.

 حتى لا تكرر الحكومة الانتقالية هذه المشاهد – عليهم أن يعلموا أن بداية السقوط يمكن أن تكون بموكب يشارك فيه (15) شخصاً.

 الأوضاع الاقتصادية التي تمر بها البلاد – مبرر كاف لسقوط الحكومة الانتقالية.

(4)

 بغم /

 الذي نعرفه ونقطع به هو أن مبادرة حمدوك لن تصبح (خبزاً) أو (بنزيناً) ولن تكون دواءً للسرطان.

 مبادرة حمدوك لن تكون (كهرباء).

 ابحثوا عن معالجات أخرى غير هذه الخطابات الحالمة.

 الآن يمكن أن يقول لكم المراقب (مضى نصف الزمن) – قريباً جداً سوف يجمعوا منكم (الأوراق).

 

 

 

صحيفة الانتباهة

Exit mobile version