سهير عبدالرحيم

سهير عبدالرحيم تكتب: رحلة الولايات (عطبرة)

حين وصلنا مشارف مدينة عطبرة لم نكن نحتاج أن نلتفت ذات اليمين أو ذات الشمال ، لأن رجال عطبرة و شبابها كانوا وقوفاً عند بوابة الحنين و الترحاب .

ترجلنا عن سيارتنا فأحتضنتنا قلوبهم قبل أكفهم ، أهلاً و سهلاً حبابكم عشرة شرفتونا و نورتونا … مرحبتين مرحبتين …كانت تلك الكلمات مثل الشفرة متعارف عليها بين أهل عطبرة ، ماركة مسجلة تخبرك أنها التؤام لبلد الحديد و النار ،

من ذلك المكان توجهنا مباشرةً إلى متحف عطبرة ، رائحة التاريخ و عبق الأمكنة حضارة و آثار ترقى لدرجة كنوز ، أحدها كان أطلس للحاكم الإنجليزي ، لا تستطيع أن تتصفحه لأن ورقه سيتكسر تحت يديك …!!

نظرت إليه و أسرعت لمشاهدة حدودنا فوجدت أن نصف إثيوبيا و ربع أرتريا و جزء من ليبيا كان هو السودان و طبعاً لم يفتني أن أرمق حدودنا الشمالية لأجد أن حلايب وشلاتين ليست فقط المغتصبة ، لقد كان وطننا كبيراً واسعاً شاسعاً ممتداً بحجم الأفق .

شاهدنا بوابة الملكة و قطارات ناهز عمرها قرن و أكثر و المحول و ساعة رملية و تلغراف و أوانيء والكثير المثير والغريب ، كل ذلك التاريخ يقف خلفه بكل شموخ وأنفه عمنا مصطفى أحمد فضل الذي يحفظ المتحف عن ظهر قلب كما يحفظ عطبرة شارع شارع و قضيب قضيب و مأذنة مأذنة .

غادرنا عقب ذلك إلى دار الأيتام ، هي أشبه بدار المايقوما بالخرطوم ، مع الإختلاف الكبير ، نظافة و دقة و متابعة و إهتمام ..

غادرنا دار الطفل إلى مأدبة غداء بنكهة المندي و المظبي قدمت لنا اللحوم والفراخ على طريقة المطبخ اليمني. ثم العصائر والشاي والقهوة ، ثم استراحة في منزل رجل الأعمال عبدالعزيز محمد خير و الذي قدم لنا طبقاً المثلجات و طبقاً من الفاكهة استطاع أن يجمع فيه كل أنواع الفواكه الموسمية و غير الموسمية .

تلا ذلك آداءنا لصلاة المغرب ثم توجهنا إلى أستاد عطبرة لمشاهدة مباراة كرة القدم و التي جمعت بين فريقي السلمة و حي العرب ، قمنا في المباراة بتدشين مبادرة ( وصلني ) صافحنا الحكام و اللاعبين و إلتقطنا الصور التذكارية و جلسنا في المقصورة رفقة الإخوة في إتحاد الكرة أبو القاسم العوض و عادل حمدتو و صهيب الحسين .

لم ننس و نحن نغادر الاستاد أن نحيي جمهور عطبرة الراقي و جمهور فريقي السلمة و حي العرب داخل الاستاد والذين بادلونا التحايا والود .

عقب تلك المباراة عدنا أدراجنا إلى منزل الرجل المضياف عبدالعزيز محمد خير و الذي رفض وبشدة و أقسم ألا ننزل بفندق ، و قال عيب علينا في عطبرة يجونا ضيوف و ينزلوا فندق .

الرجل خصص لنا جناحاً في منزله بمواصفات جناح فندقي في فندق سبعة نجوم ، وقفت زوجته و أبنائه يخدمونا بكل ترحاب و حب ودفء .

الرجل الحاتمي عبدالعزيز لم يكتف بدعوتنا نحن فقط بل قام بالنشر على صفحته في (الفيسبوك) أن كل أبناء و بنات عطبرة الممتحنون عليهم أن يتوجهوا صوب منزله بسبب إنقطاع الكهرباء ، وقد خصص الرجل الطابق العلوي للطلاب مع مولد جاهز للعمل (24) ساعة .

….نواصل……

خارج السور:

عدد الطلاب الذين جلسوا لإمتحانات الدراسات الإسلامية يوم أمس الأول السبت هو ١٩٢٥٢٦ بمعنى قرابة (200) ألف .

شكراً لكل من ساعدهم على الوصول إلى مراكز الامتحانات.

 

 

 

صحيفة الانتباهة

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



فاطمة احمد

محررة تختص في تغطية الأخبار الإقليمية، تسعى لنقل التطورات المحلية بشكل موضوعي ودقيق.
زر الذهاب إلى الأعلى