محمد عبد الماجد يكتب: الشرطة خارج نطاق الخدمة

(1)
· قديما كانوا يقولون – الشرطة في (خدمة) الشعب – الآن بلغنا مرحلة أصبحت فيها الشرطة خارج نطاق الخدمة.
· غريب من جهاز مسؤول عن الأمن والاستقرار ومعروف عنه (الضبط والربط) يتعامل بهذه الصورة (الطلابية) مع وزير الداخلية في ساحة (الحرية) وهم يهتفون ضد السيد الوزير.
· تردد أن (الفيديو) الذي تداولته المواقع وجاء فيه هتافات بعض منسوبي الشرطة ضد وزير الداخلية (مفبرك)…وأن أيادي (الكيزان) تلاعبت في المحتوى.
· إذا وصل الأمر والفبركة لهذا الحد وفي جهاز في قيمة الشرطة فأن ذلك يعني أن الوضع أخطر من كونه غير مفبرك.
· هل جرأة (الكيزان) وصلت لهذا الحد؟ …أم هو تساهل آخر من الشرطة؟…التي تحمي الشعب وتخدمه وتحرس القانون وتطبقه.
· هل وصلت الفوضى لهذا الحد الذي تصبح فيه الشرطة نفسها جزءً من الفوضى و(الفبركة)؟
(2)
· حسب الأخبار المنشورة والمتداولة والتي نفتها السلطة أيضاً (ذكرت وسائل إعلام محلية في السودان قبل أسبوع أن منسوبي الشرطة أعلنوا عبر مجموعات لهم في وسائل التواصل الإجتماعي عن إضراب عام عن العمل في يوم 30 يونيو بالتزامن مع مواكب معلنة من الفلول ومن الثوار للخروج في ذات اليوم لأسباب ودعوات مختلفة تتراوح بين إسقاط النظام الحاكم من جانب الفلول وإصلاح مسار الثورة من قبل الثوار ولجان المقاومة الذين يتقدمهم الحزب الشيوعي السوداني الداعي في بيانات رسمية له لإسقاط الحكومة).
· عليكم الحذر من هذه التسريبات.
· مع تأكيدنا على أهمية الشرطة وعلى دورها وعلى استحالة الحياة بدون هذا الجهاز العظيم – دعونا نسأل وأين الشرطة الآن من الشارع وهو يعيش كل هذه التفلتات.
· أين كانت هذه الشرطة والنظام البائد يضرب في أبناء الشعب ويقمع المواطنين والأهالي في المناصير والجريف شرق والديوم عندما كانت الشرطة نفسها من أدوات القمع والضرب.
· أين كنتم وقتها؟ – ومخافر الشرطة ونياباتها وسجونها يمارس فيها أبشع ما يمكن أن يحدث من تعذيب وتنكيل ضد الإنسانية في قسم القماير بأم درمان وغيرها من نقاط الشرطة ومراكزها وأقسامها.
· أين كنتم عندما تم تسييس هذا الجهاز وتم فصل عدد كبير من زملائكم بحجة الصالح العام وكان وجودكم فقط يتمثل في المشاركة في إحتفالات ومهرجانات السياحة والتسوق.
· الآن أضحى لكم صوت في ثورة شاركتم مع النظام البائد من أجل وأدها و قمعها وإخمادها بالضرب والبمبان والرصاص والسجون.
· كان النظام البائد يستعمل الشرطة لكبت الحريات وقمع الناس بقوانين النظام العام التى تخضع لتقديرات شرطي بشريط واحد.
· لا أعتقد أن إضراب الشرطة سوف يكون له أثر والشارع السوداني يعيش الآن تفلتات أمنية تؤكد غياب الشرطة – من الأفضل أن يتم الإعلان عن إضراب الشرطة بصورة رسمية بدلاً من أن يكون على هذا الشكل السري.
· من ثم فأن الشرطة إذا كانت تمارس (الفوضى) بهذا الشكل فأن إضرابها أفضل من عملها…هذا السلوك الذي قام به بعض منسوبي الشرطة أسوأ من الإضراب.
· إذا كانت الحكومة غير قادرة على ضبط أجهزتها الرسمية وعاجزة عن السيطرة على جهاز الشرطة ومنسوبها وهم أهل (الضبط والربط) كيف للحكومة أن تضبط الشارع وأن تسيطر على التفلتات؟
· إن لم تستطعوا أن تطبقوا القوانين على (الشرطة) هل يمكن أن تتطبقوها على (الشعب)؟
· على الحكومة أن تحسم هذه الفوضى بصورة قاطعة وناجعة لأن فاقد الشيء لا يعطيه.
· مفبرك.
· أو غير مفبرك.
· يجب أن يعاد هيكلة الشرطة – والتى قامت أجهزتها في كثير من جوانبها على فساد النظام البائد، حيث كان الإلتحاق بالشرطة يتم عبر تزكية وتوصية من الحزب الحاكم – مع قطعنا أن المرتبات والمخصصات التي تقدم للشرطة الآن غير مجزية وهي ظالمة ومجحفة في حقهم ويفترض تعديلها ولكن ليس بهذه الطريقة والإبتزاز الذي يمارس بالتهديد بالإضراب في 30 يونيو والهتاف في وجه وزير الداخلية.
· من يمارسون القانون ويطبقونه يجب أن يكونوا خياراً من خيار …كما أن الحكومة يجب أن تحسن تقديرهم المادي على المهام التى يقومون بها.
(3)
· نحن كنا ضد قرار نائب رئيس مجلس السيادة الفريق أول محمد حمدان دقلو بتكوين قوات مشتركة من أجل بسط الأمن وحسم التفلتات ، بإعتبار أن هذه المهام من إختصاص الشرطة – لكن تهديد الشرطة بالإضراب وسلوك بعض منسوبيها وغيابها عن الشارع السوداني يجعلنا نقول لا ضرار من تشكيل هذه القوات المشتركة – طالما أن الشرطة لا تقوم بدورها على الوجه الأكمل.
· لقد أصبحت شوارع الخرطوم وطرقها الرئيسية وجسورها مرتعاً للعصابات وأصحاب السوابق بعد أن صرنا نشاهد ونسمع عن قصص في الإجرام لا نشاهدها حتى في الأفلام الهندية.
· يبدو أن هيمنة النظام البائد على أجهزة الشرطة كبير – لذلك نشهد كل هذه التفلتات والتي إنتقلت من الشارع إلى الشرطة نفسها.
· جهاز الأمن والمخابرات والشرطة الشعبية وحتى الدفاع الشعبي في العهد البائد استولت على صلاحية الشرطة وجعلت قوات الشرطة مثل الشركات الأمنية تحرس منازلهم فقط..لماذا تثيرون الآن وتعترضون على تشكيل القوات المشتركة في بلاد تعان من التفلتات الامنية.
· ما حدث في ساحة الحرية من بعض منسوبي الشرطة في خطاب وزير الداخلية سلوك يروج ويحرّض على التفلتات والخروج عن القانون سواءً كان حقيقة أو (مفبرك) يجب أن تقف عنده الدولة وتحاسب وتعاقب عليه في كل الأحوال كان حقيقة او كان مفبركاً.
(4)
· بغم /
· لا غلاء الأسعار ولا قطوعات الكهرباء ولا تخبطات حكومة حمدوك ولا صراعات الحرية والتغيير ولا تهديدات الشرطة ولا تحركات الفلول …لا حميدتي ولا بلول ولا ود الفكي يمكن أن يمهدوا الطريق لعودة (الكيزان).
· هذه الثورة ماضية إلى علياها…وأن كتب علينا (نقضي يومنا خنق).
· تصبحون على (ثورة).

 

 

 

صحيفة الانتباهة

Exit mobile version