محمد عبد الماجد يكتب: دقلو وجائزة نوبل للسلام!

(1)

 ونحن طلبة في المرحلة الابتدائية كان الأستاذ عندما يطرح استفتاءً عن (الطالب المثالي) كنا كلنا نرشح أكثرنا فوضى وهرجلة وأطولنا قامة وأعظمنا قوة… فهو على رأي عادل إمام نختاره على هذه الشاكلة (ضخم الجثة، عريض المنكبين، مفتوح الفاتحات، شنكول الحلقات، مشرئب الفلنكات، مشلهم الأبعاع، شلولخ).

 كنا نفعل ذلك حتى نتجنب شر هذا الطالب ونحن نرشحه لجائزة (الطالب المثالي)…عسى ولعل أن تجمح الجائزة (شقاوته) و (بطشه) فتمنحه شيئاً من صفاتها.

 الطالب الذي يفوز بجائزة (الطالب المثالي) دائماً هو ليس له علاقة بالمثالية – لذلك لم أكفر بجائزة قط كما كفرت بجائزة (الطالب المثالي).

(2)

 هل يمكن أن يصل فينا (النفاق) السياسي إلى هذا الحد الذي تصل فيه (الجبهة الثورية) بمكوناتها الحركية المختلفة حسب ما جاء في الخط الرئيس لصحيفة (الصيحة) والعهدة عليها، قيام الجبهة الثورية بترشيح نائب رئيس مجلس السيادة الفريق أول محمد حمدان دقلو (حميدتي) لجائزة نوبل للسلام؟

 هذا الأمر لا يفعله حتى (الكيزان) – مهما كانت قوة عينهم وجرأتهم على الناس.

 الكيزان كان عندهم شيء من الحياء في هذا الجانب.

 جائرة نوبل للسلام لم يرشح لها الزعيم الدكتور الراحل جون قرنق الذي دفع حياته ثمناً للسلام.

 قرنق في (22) عاماً (حرب) لم يصب بأذى، بينما قتل بعد (22) يوماً (سلام)!!

(3)

 لن احدثكم عن ملف قوات الدعم السريع ودورها في حروب دارفور قبل سقوط نظام البشير… وهذا الذي ترشحه الجبهة الثورية هو الذي كانت تحاربه قواتهم في دارفور وجبال النوبة والنيل الأزرق.

 ولن أحدثكم عن حرب اليمن.

 ولن أحدثكم عن دور الدعم السريع في مجزرة فض الاعتصام واتهام أسر الشهداء (دقلو اخوان) بفض الاعتصام.

 سوف أفعّل (عفا الله عما سلف) عن كل هذه الأشياء، مع أن هذا حق لا أملكه ولا أدعيه.

 ولكن أقول إن أدنى مقومات (السلام) يرفضها حميدتي بدمج قوات الدعم السريع في القوات المسلحة.

 عن أي (سلام) تتحدثون بعد ذلك؟

 رجل يرفض دمج قواته في (الجيش) ويهدد أمن البلاد واستقرارها بهذا الرفض. هل يمكن أن يرشح لجائزة نوبل للسلام؟

 الشعب السوداني في الحراك الثوري كان يتحدث عن جيش واحد وشعب واحد، وكان يهتف بذلك في المواكب الشعبية والاعتصامات. الآن بعد الثورة نمتلك (5) جيوش – والجبهة الثورية نفسها تملك أكثر من جيش وتريد أن ترشح حميدتي لجائزة نوبل للسلام.

 لا يمكن أن نطلق على هذا الأمر غير أنه هو (النفاق السياسي) ذاته، إن لم يتبرأ النفاق السياسي من ذلك؟

 تاجروا في (الحرب) … الآن يتاجرون في (السلام).

(4)

 انعقد أمس الأول اجتماع موسع للمجلس الرئاسي للجبهة الثورية السودانية برئاسة الدكتور الهادي إدريس يحيى رئيس الجبهة الثورية وبحضور مالك عقار نائب رئيس الجبهة الثورة والدكتور جبريل ابراهيم الامين العام للجبهة الثورة والأستاذ أسامة سعيد الناطق الرسمي للجبهة الثورية وأعضاء المجلس الرئاسي من رؤساء التنظيمات وبمشاركة وزراء وولاة الجبهة الثورة وكبار الموظفين حيث تم التداول حول موضوعات الراهن السياسي.

 الجبهة الثورية أكدت في هذا الاجتماع أن القرارات الاقتصادية الأخيرة رغم قسوتها إلا أنها ضرورية للتعافي الاقتصادي، وجددت الجبهة دعمها لسياسات حكومة الفترة الانتقالية لإصلاح الاقتصاد وتحسين معاش الناس.

 لن تجدوا منهم أكثر من هذا – لقد جاءوا ليكونوا عبئاً إضافياً على المواطن… مقولة (إن القرارات الاقتصادية الأخيرة مع قسوتها إلّا أنها ضرورية للتعافي الاقتصادي) سمعناها كثيراً في العهد البائد. ونسمعها الآن في هذا العهد من حمدوك ومن جبريل ومن الجبهة الثورية.

 ما هي علاقة الجبهة الثورية بالاقتصاد وإصلاحه؟

(5)

 بغم /

 وليس عندنا سوى أن نقول لهم : شلولخ!!

 وأن النار برفع الدعم تذكى وأن الحرب أولها (إن القرارات الاقتصادية الأخيرة مع قسوتها إلّا أنها ضرورية للتعافي الاقتصادي)!!

 الطريق إلى السقوط يمر من هنا… فلماذا تسيرون على طريق النظام البائد نفسه؟

 

 

 

صحيفة الانتباهة

Exit mobile version