حوارات

 أمل هباني: مادعوت له ليس للتطبيق لكن للتنبيه .. ولم أتوقع ردة الفعل هذه !!

حديثي أضاء الغرف المظلمة .. ولو كان هناك ما يستحق الاعتذار لاعتذرت !!
ربط الشرف بجسد المرأة أكبر إشكالات المجتمعات المتخلفة .. وآن تفكيك عقلية القطيع !!
سيشهد السودان نقلة في حقوق المرأة .. ولن نقبل أن تُقهر المرأة بالخطاب الديني المنحرف !!

رغم أنها نجحت في الملف الدولي .. لكن الحكومة غير شفافة وعاجزة !!
أثارت الناشطة والصحفية المهتمة بقضايا النساء أمل هباني ، لغطاً كثيفاً خلال الايام الماضية عقب حديثها الأخير الذي تناولت فيه مسألة التعدد بشكل مستنكر ، نظراً للضرر الذي تقاسيه كثير من النساء بحد تعبيرها، مما أثار حفيظة الرأي العام تجاه مارمت به ، لينقسم على إثرها المجتمع مابين مؤيد و رافض ،خاصة وسط النساء، وبتشدد من التيارات والجماعات الدينية، وذلك مادعانا لطرق أبوابها ومواجهتها بكل مايدور من جدال، لترد بكل جراءة على اسئلة ( الجريدة ):
*إخترتي توقيت حرج لفتح موضوع وانتي على علم بأنه مستحيل .. على أي سند بنت أمل هباني حديثها الأخير .. و ما الذي قصدت أمل إيصاله برأيها الاخير؟
لا أعرف لماذا وصفته بأنه حرج، الافكار ليست لديها مواقيت ولم أقصد شيء معين بالتوقيت.

 

*الكثيرون أشاروا إلى مضمون البوست الاخير كان غرضك منه الظهور أكثر (خالف تذكر) ماردك؟
أي شخص يرى أنني أردت الظهور فليتوقف عن تناول الأمر، حتى لا يحقق لي هدفي ، لكن أي شخص تناول هذا الموضوع لأنه مس شيئاً مهماً بالنسبة له جعله يتأثر سلباً أو ايجابياً ويريد ان يناقش ويتحدث عن المنشور هذا هو المطلوب من المنشور ، فالتعدد فيه إشكال كبير للمرأة وهو بوابة من بوابة قهر النساء المتعددة ، فلو ازحنا عنه الغطاء الديني يعد مدلوله الاخلاقي مشابهاً لفكرة ان تبحث المرأة المتزوج عليها عن رجل آخر من الشباب، لحوجتها سواء كانت عاطفية او نفسية او جسدية كما يبرر الرجل لنفسه .

 

*مادعوتي له قوبل بحملة شرسة ورافضة من المجتمع والنساء على وجه الخصوص كيف تقبلتي كل ذلك؟
تقبلته بصبر ممزوج بالحزن .. كما هو الحال عندما أكتب آرائي الإجتماعية التي يعتبرها المجتمع صادمة او لا ترضي فئة ما وهي ليست المرة الأولى طبعاً التي أواجه فيها بالاساءة وقلة الأدب.

 

*ولكنك اثرتي حفيظة مجتمع محافظ وكثير من الجماعات الدينية .. ورغم ذلك حاول الكثير من الزملاء والاصدقاء إيجاد مساحات آمنة ولكنك أصريتي على رأيك .. هل ذلك عناد ام تعمد؟
أنا لا استطيع ان ادخل الى خصوصيات الناس لأعرف ما فهموا ومالم يفهموا ؛ اصررت على رأيي لأنه رأيي ولأنه لا يُسئ لأحد او لمجموعة، وأنا لا استكثر الاعتذار للصغير أو الكبير لو كان هناك ما يستحق الاعتذار لاعتذرت وشكراً لكل الزملاء الذين حاولوا ايجاد مخارج آمنة كما تقول، لكن ليس هناك ما يخجل مما كتبته، وأتمنى أن يحاولوا رفع وعي المجتمع بإحترام الرأي الآخر مهماً بدا مخالفاً لرأيك قيمة التقبل والإحترام هي ما نفتقده في مجتمعنا .

*حديثك مس أسرتك وشرفك بشكل مباشر، ورفضتي ان تعتذري رغم مطالبة أسرتك لماذا؟
ربط الشرف بجسد المرأة هو أكبر اشكالات المجتمعات التقليدية المتخلفة ، الشرف يرتبط بالصدق والنزاهة والأمانة، فالذي يسرق أموال الشعب أحق بهذه المواقف المتطرفة في غضبها من عاهرة او مومس لم يتجاوز خطأها خصوصية جسدها فلا المجتمع ولا الدولة سيتضرر منها ، على النقيض تماماً نجد ان ذات المجتمع يحترم اللص والقاتل متى ما أصبح صاحب مال وسلطان ..بل يعامل معاملة خاصة بـ (كبكبة) شديدة متى ما حل ضيفاً في مناسبة زواج او وفاة ويخصص له مكان خاص.(VIP)

*البعض يرى أن حديثك كان خصماً على مواقفك ، هل كنتي تتوقعين رد الفعل تلك، وماتقييمك لذلك؟
حديثي هو امتداد لمواقفي ونضالي ضد كل اشكال قهر واذلال النساء ولم أتوقع ردة الفعل هذه.

 

*لماذا دفعتي برأي مخالف، في الوقت الذي يمكن ان تطالبي بمراجعة قانون الاحوال الشخصية، الذي يسمح للزوجة بالطلاق في حالة الضرر من زيجة أخرى؟
حديثي اضاء الغرف المظلمة في قضية التعدد وقريبا ًجداً ستكون معركة تجريم التعدد في قمة أجندة حقوق المرأة وكثيرين ممن يخالفوني الرأي سيثتبوا ما أدعو أنا اليه الآن بشأن تجريم التعدد.

 

*الا تجدين انه كان بالأحرى أن تدفعي بآراء تساهم في دعم التنظيمات النسوية – خاصة – ان الاضرار التي تترتب على خيانة المرأة في المجتمع السوداني تعتبر إهداراً لحياتها عكس الاضرار التي تقع على الرجل الا تجدي انك بذلك حكمتي على مئات النساء بالموت مع سبق الإصرار والترصد؟
المدنية والعلمانية ستبدأ بتغيير الفرد قبل المجتمع ..الآن هذا هو أوان الثورة الاجتماعية وتفكيك عقلية القطيع التي يتبناها المجتمع، والتي تمنح سياقاً آمنا لكل من ينتهك حق عام أو خاص لأنه محمي بالعقل الجماعي والذي تحول من القبيلة في السابق الى الحزب والشلة ومنظمة المجتمع المدني في الزمن الحالي، تجد أبرز المدافعين عن حقوق الانسان يحمي صديقه المعنف والحزب الرائد في مجال حقوق المرأة يحمي عضوه المتحرش لأن هذه قضية ليست مبدئية بالنسبة لكثيرين ولا تستحق أن تخترق العلاقات الإجتماعية التي تقوم على مصالح إقتصادية وثقافية وليست قيم صادقة لإحترام حقوق الانسان يسأل ويراقب كل من يخرج عنها.

*لم تراع أمل لمشاعر ٩٥٪ من مكونات المجتمع السوداني كمسلمين، الا تجدي ان حديثك يقوى اليمين على اليسار في هذا التوقيت – خاصة – ان حديثك الآن بمثابة صيد وتسويق سهل بناء على خلفيتك السياسية في تشويه دعاة المدنية والعلمانية؟
بالنسبة لحكاية ٩٥%من المسلمين دي ..هل يستطيع هؤلاء ممارسة الرق واستعباد الناس بحجة أن الاسلام لم يجرم الرق ؟ الاسلام يحتاج لتجديد ومواكبة والمرأة التي تعلمت وخرجت للعمل وكافحت كفاح مرير وشاق من أجل وجودها وحقوقها لن تقبل ان تقهر بالخطاب الديني المنحرف لمصالح الرجل ، الآن دول مثل تونس والمغرب نسبة المسلمين اكثر منا وتجرم التعدد بالقوانين المدنية ، وحتى آية التعدد في القرآن اية ضعيفة ومشروطة بقضية كانت تستدعي ذلك الحل آنذاك (وان خفتم الا تقسطوا في اليتامى )ثم شرط العدل وتأكيد انه لن يحدث (ولن تستطيعوا ان تعدلوا بين النساء ولو حرصتم ) كل ذلك لا يرى فيه الرجل سوى (الرجل محلات ليه اربعة ).

 

*نود إجابة شافية : هل بالفعل يمكن لأمل ان تطبق ما دعت له في حديثها وتستعين بصديق؟
مادعوت له ليس للتطبيق لكن للتنبيه بأن العلاقة الزوجية التي تقبل ان يعدد أحد الطرفين هي علاقة مختلة وأن الرجل يجب ان يصبح أكثر انسنة من دور الـ spoiled child والرجل الكلب الذي تثير غرائزه، المرأة اذا ارتدت مالا يعجبه او تكلمت ، وفي الزواج هو صاحب الحق المفتوح في البحث عن إمرأة ثانية وثالثة ورابعة لأنه يشتهي النساء ولأن زوجته الأولى مقصرة في حقه ، ولأنه يمتلك شهوة وقدرة جنسية وكلها مبررات بلا منطق ، يجب أن يفهم الرجل وحتى المرأة ان الزواج علاقة ندية والزام والتزام وان حتى فكرة الحوجة الجسدية والعاطفية للحب والرعاية والاهتمام هي حوجة مشتركة لا يلغيها الرجل بزواجه من امرأة أخرى .

*لندلف بعيداً كيف ترى أمل واقع النساء السودانيات مابعد الثورة؟
الثورة رغم الظروف الصعبة والاخفاقات والإحباطات الا أنها كانت الشرارة للثورة النسوية وبحث المرأة عن استقلاليتها وقوة شخصيتها الممثلة في حرية خياراتها كما نرى الآن في حرية اللبس والحركة وسيشهد السودان نقلة كبيرة في سنوات قليلة بالنسبة لحقوق المرأة.

*مارأيك في الحكومة الحالية وسير أدائها والواقع الحالي بشكل عام .. وكيف تنظرين للمستقبل من واقع ذلك؟
الطريقة التي تكونت بها منذ البداية تجعلها غير شفافة وعاجزة عن حل المشكلات الكبرى التي ورثتها من الإنقاذ بالإضافة لعجزها عن تحقيق العدالة لشهداء الثورة لذلك تفاقمت المشاكل الاقتصادية والأمنية والسياسية لكن نجحت لحد كبير في ملف العلاقات الدولية وعودة السودان للمجتمع الدولي.

حوار : مصعب الهادي

  صحيفة الجريدة

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



زر الذهاب إلى الأعلى