عبداللطيف البوني يكتب: الجازولين اكسير الانتاج

(1 )
نخطئ خطأ فاحشا اذا قلنا إن ازمة السودان الحالية لها سبب واحد . فأي ازمة مركبة مستفحلة لها عدة مدخلات وعدة مخرجات وبالتالي عدة معالجات و لابد من التفريق بين اسباب الأزمة وتمثلاتها وتداعياتها فمثلا انخفاض قيمة الجنيه السوداني الماثلة ليست سببا من اسباب الازمة انما هي مظهر او نتيجة من نتائجها ولكن لا بأس من وضعه عنوانا وهدفا ومدخلا نظريا وليكن هدفنا المعلن هو اعادة القيمة للجنيه السوداني فهذا يتطلب توازن الموازنة وذلك بمعالجة الاختلال في ميزان المدفوعات بزيادة الصادر وتقليل الوارد , زيادة الصادر تعني زيادة الانتاج . زيادة الانتاج تستلزم توفير المدخلات . اها ماهي المدخلات هذة ؟ هي كذا وكذا للزراعة وكذا وكذا للثروة الحيوانية وكذا للثروة المعدنية والنفطية وكذا للصناعة التحويلية اها نبدأ من وين ؟ هناك اجماع على أن السودان له ميزة تفضيلية في الزراعة بشقيها النباتي والحيواني لاسباب نوردها ادناه.
(2 )
تأسيسا على هذا التبسيط والذي اتمنى الا يكون مخلا نشوف مشكلة الزراعة في اليوم العلينا دا، فهي الوقود والتمويل من اجل التحضير والتقاوي المحسنة والمخصبات والمبيدات فالارض المنبسطة الطينية الملساء ما تديك الدرب والمياه العذبة سطحية وجوفية تغرق قارة والشمس الساطعة ترسل اشعتها الذهبية على كل السودان اها تاني المافي شنو ؟ الآليات التي تحضر الارض من تراكتورات بحراثات مختلفة (ديسك وهرو وتنعيم وفتح ) وكراكات للقنوات موجودة وكذا الحاصدات للقمح والدراسات للذرة (هذه دراسة -بتشديد الراء -وليست دراسة لكن الدراسة برضها موجودة ) وموزعة في كل السودان والجميل انها كلها قطاع خاص والاجمل انها في القطاع الخاص غير المنظم اي يملكها افراد بالتالي فهي ملكيات صغيرة -اكبر مكافح للفقر- هذه الآليات الزراعية تعثر عملها في السنوات الاخيرة لدرجة كبيرة ليس لان بها اعطالا فالحمد لله الصنايعية في السودان اكثر من الهم في القلب (بس اديهم الكضب الكتير) فاسباب تعثر الاداء هو انعدام الجازولين وارتفاع اسعاره اذ اصبحت له سوق موازٍ ضخم فهنا يظهر لنا جليا أن البداية لحل الازمة لابد من أن تكون بالجازولين لتتحرك هذه الآليات وبالتالي تخضر تلك المروج وتشرب الحيوانات وهنا تظهر اهمية الدوانكي ويأكل المزارع والعامل والصماغ والراعي وهنا تظهر الطواحين (طبعا الدوانكي والطواحين تعمل بالجازولين) شفتو الجازولين دا ابن ستين كلب كيف ؟
(3 )
من السرد اعلاه يتبين لنا بوضوح أن المشكلة تكمن في قلة الانتاج وعلى وجه التحديد الانتاج الزراعي لانه هو الذي بيد السودان (طبعا النفط كان ذي طيرا غريب سافر عشية اما الذهب فحمدو في بطنو) وقلة الانتاج الزراعي كما قلنا يرجع لعدة عوامل ولكن اهمها على الاطلاق وفي هذه المرحلة هو انعدام الوقود لذلك لابد من حل مشكلة الوقود حلا جذريا وبعد ذلك نشوف النواقص الاخرى من تمويل ومدخلات والذي منه .حاولت الحكومة حل مشكلة الجازولين الزراعي في ايام الازمة باعطائه سعرا اقل ولكن للاسف نشط اصحاب المصالح من تجار ومسؤولين حكوميين وكبار زراع وتشاشة في اخذ الجازولين الزراعي وبيعه لاصحاب العربات الركوية ذات الدفع الرباعي وصغار المزارعين المضطرين بضعف سعره الرسمي في السوق فنشا كارتيل جازولين ضخم ليكون التخزين هذه المرة بالتناكر وليس البراميل فضاعت الزراعة لهذا قلنا إن الحكومة وفقت في توحيد السعر ولكن .. خليكم معنا الى الغد أن شاء الله

 

 

 

صحيفة الجريدة

Exit mobile version