صباح محمد الحسن تكتب: فوضى التأمين الصحي

اشتكى عدد من الأطباء عن ظلم كبير وقع عليهم جراء قرارات إدارية من هيئة التأمين الصحي ولاية الخرطوم بنقلهم تعسفياً الى وزارة الصحة بعد أن أخطرتهم ادارة شئوون العاملين بعلم وموافقة المدير العام ، ان هنالك لجنة عقدت برعاية والي ولاية الخرطوم لتصحيح مسارهم الوظيفي وتسكينهم في وزارة الصحة وان وضعهم الحالي بالهيئة غير قانوني وانه ومنذ مطلع أبريل يعتبروا (انتداب).
قام الاطباء بمقابلة إدارة شؤون العاملين بوزارة الصحة وأخبرتهم بأن ليس هنالك وظائف للأطباء بالتأمين الصحي، يعدها نصحتهم جهة قانونية برفع مذكرة للمدير العام لتوضيح انهم (مسكنين) بالهيئة الى ان يتم اكتمال (تسكينهم) بالصحة، وطالبوا بمراعاة حجم الضرر الذي لحق بهم من جراء هذا القرار المتمثل في حرمانهم من المرتب ، ورد المدير العام المكلف رداً غريباً لم يتوقعه الاطباء وقال لهم (ان القرار صائب وانتم هذه المجموعة بالتحديد (٨ اطباء وصيادلة) حنعمل ليكم إخلاء سبيل ما عاوزنكم تشتغلو معانا) اندهش الاطباء الذين لاتقل خبرة الواحد منهم عن خمس سنوات بالتأمين ومنهم حملة شهادات الدراسات العليا في طب المجتمع وماجستير اقتصاديات الصحة وphd في الادارة والصحة العامة ومنهم من كان مؤسساً لاقسام في الهيئة ، وليت المدير توقف على هذا بل قال لهم بالحرف الواحد (انه بنفذ في أجندة سياسية)، وعندما اعترضوا على هذا المبرر قال لهم ساخراً( أنا شلتكم بي يا ايدي شيليني) أي انه تم إعفاءهم اعفاءً عشوائياً حسب (مزاجه) وسلمهم خطاباً بإخلاء سبيل من الهيئة ومنحهم خطاباً معنوناً الى مدير عام الصحة وكشف مرفق بالاسماء وعندما ذهبوا الى وزارة الصحة إدارة شؤون العاملين رفضوا استيعابهم ليصبح الاطباء (الملفوظين) لا هم تبع التأمين الصحي ولا هم تبع وزارة الصحة مع توقف مرتباتهم.
والذي يخطر على بال البعض ان هؤلاء الاطباء ربما يكونوا تبع العهد البائد وان قرار إبعادهم من التأمين الصحي جاء بناء على طلب لجنة ازالة التمكين، الإجابة لا للأسف لأن كشف لجنة ازالة التمكين جاء يشمل ثلاثين طبيباً ليس من بينهم هؤلاء الثمانية كما أن المدير كان سيجد مبرراً واضحاً لقراراته العرجاء.
والسؤال كيف لمدير مؤسسة ان يتعامل بهذا المنطق وكيف يتم نقل موظف من وظيفته الى وظيفة أخرى دون موافقته، ويتم نقله قبل التشاور والحصول على الموافقة من الجهة الأخرى التي يتم نقله لها.
إن والي الخرطوم كونه على علم بهذا العبث المؤسسي والاداري لذلك هو المسؤول الأول عن قضية هؤلاء الاطباء الذين وقع عليهم ظلم كبير أضف الى ان التأمين الصحي ومنذ بداية التغيير يعاني من فوضى ادارية وفساد مالي اداري ، فاذا كان مديره يعجز عن تأمين الوظيفة والحقوق لموظفيه بالهيئة فكيف له ان يكون حريصاً على حقوق المؤمن.
لذلك يجب على والي الخرطوم ان يقوم بايقاف قرار النقل لهؤلاء الاطباء لطالما ان لا رغبة لوزارة الصحة فيهم ولعدم قانونية الاجراء، لا تمارسوا الظلم وأنتم الذين ترفعون شعار العدالة والذي جئتم لأجل تحقيقه ، لاتعيدوا ممارسات النظام البائد حتى لا يفرق الناس بينكم، لا تمارسوا سياسة المحاصصة في الوظائف على شاكلة (زولي وزولك) لتأتينا بمدير يجهل حتى فنون الخطابة ناهيك فنون الادارة، ان تعمدتم سياسة الاقصاء دون مبرر فلن تسلموا أبدا ً . مثلما لم يسلم غيركم.
طيف أخير:
وانت في ظلمة دنيتك أراك وألمحك يا وطني مشرقاً

 

 

صحيفة الجريدة

Exit mobile version