تحقيقات وتقارير

(كورونا) تربك العام الدراسي

تلقت كثير من أسر الطلاب قرار اللجنة العليا للطوارئ الصحية الخاص بتعطيل الدراسة لمدة شهر بحزن وغضب شديد، فيما شعر بعضهم بحالة من اليأس والقلق وذلك بعد أن توقعوا أن يسير العام الدراسي بانتظام بعد الظروف المتقلبة والمختلفة التي عملت على زعزعة العام الدراسي وعدم استقراره.
فيما قابله البعض الآخر بحالة من الرضا والفرح الشديد حفاظاً على صحة أبنائهم الطلاب من الإصابة بالمرض لعدم تطبيق الاشتراطات الصحية في المدارس خاصة مع اشتداد الموجة وظهور عدد كبير من الإصابات.

مبررات القرار
ففي الوقت الذي يتهيأ فيه الطلاب للجلوس لامتحانات الفترة الأخيرة وقبل 48 ساعة من الجلوس للامتحانات جاء قرار اللجنة نسبة لتوقعات بارتفاع حالات الإصابة إلى مائة ألف إصابة في الأسبوعين الأول والثاني من يونيو، فقررت اللجنة العليا للطوارئ الصحية في اجتماعها الذي عقد بقاعة الصداقة برئاسة دكتور صديق تاور الرئيس المناوب للجنة، تعطيل الدراسة بكافة الجامعات والمدارس لمدة شهر من تاريخ القرار، إلى جانب قرارات احترازية أخرى، قبل أن تتراجع اللجنة فى مؤتمر صحفي أمس بالسماح للمدارس بإجراء الامتحانات الصفية وامتحانات شهادة الأساس في موعدها مع تنفيذ اشتراطات صحية صارمة، فيما أبقت اللجنة على قرار إغلاق الجامعات لمدة شهر.
و استطلعت مصادر مطلعة، مجموعة من أسر الطلاب حول موضوع إغلاق المدارس لمدة شهر ومدى انعكاس القرار عليهم .

حلول أفضل
وأبدت المطربة حرم النور استياءها من قرار التعطيل قائلة في حديثها كان بالإمكان أن تكون هناك حلول أفضل من تعطيل الدراسة لفترة الشهر مشيرة إلى أن القرار خلق حالة من الغضب داخل نفوس أبنائها الذين كانوا يستعدون للجلوس للامتحانات صباح اليوم الخميس لافتة إلى أن اللجنة لم تتوخَّ الدقة في القرار وكان بالإمكان أن يكون هناك عدة حلول عدا التعطيل الذي بدوره سينعكس سلباً على الطلاب.
فيما ابتدرت الموظفة رباب الصائم حديثها بأن قرار التعطيل كان مفاجئاً بالنسبة لهم كأسر للطلاب خاصة أن أغلبهم يتأهبون لجلوس الامتحانات وبذلك القرار سيتشتت تركيزهم وسيصاب بعضهم بحالة من الإحباط.
اتفق معها في ذات الرأي المهندس وليد وربة المنزل سعاد تاجو والموظفة إحسان ساتي بأنهم يشعرون بعدم التنظيم والترتيب من الجهات التي أصدرت القرار، مشيرين إلى أنه كان يمكن أن يتركوا الفرصة للطلاب الممتحنين لأداء إمتحاناتهم وفق الشروط الصحية المتبعة كارتداء الكمامة والتباعد بدلاً من تلك (الجهجهة) التي يمكن أن تخصم من تحصيلهم الأكاديمي -حسب قولهم-فيما خالفهم الرأي عدد من أولياء الأمور بأن القرار ينصب في مصلحة أبنائهم الطلاب خاصة أن حالات الكورونا في حالة تزايد شديد في كل العالم مع تردي الوضع الصحي في البلاد خاصة في حالة الإصابة بالمرض، مؤكدين بأنهم يدعمون القرار جملة وتفصيلاً حتى وإن امتد التعطيل لأكثر من شهر.

المعلمون يتحدثون
كذلك دعم حديث أولياء الأمور عدد من الأساتذة بمرحلتي الأساس والثانوي بأن القرار صائب خاصة في الوقت الذي اشتدت فيه حالات تفشي المرض وعدم وجود احترازات صحية، مشيرين إلى تخوفهم على الطلاب من الإصابة بالمرض لعدم وجود بيئة مدرسية مناسبة باكتظاظ الفصول وعدم ارتداء أغلب الطلاب للكمامة مع تجاهل وتساهل الكثير من مدراء المدارس التي يعملون فيها مع الجائحة، مؤكدين عدم التزام الطلاب الذين يقومون بتدريسهم خاصة من هم في مرحلة الأساس بارتداء الكمامة إلى جانب ازدحام الفصول الدراسية وعدم التباعد ما يسهم أكثر في انتشار المرض، مؤكدين ظهور حالات اشتباه بين الطلاب في الفترة الماضية في بعض المدارس مع تكتم البعض وعدم الاهتمام بالأمر من الجهات المعنية بالأمر.
فيما تمنت الأستاذة فاتن فتح الرحمن تأجيل ذلك القرار بعد أسبوع أي بعد انتهاء امتحانات الفترة الأخيرة للفصول الصغيرة، مشيرة إلى أن القرار غير حكيم وغير موفق وخلق حالة من الإحباط داخل نفوس الأسر والطلاب وحتى المعلمين الذين يحرصون على متابعة ارتداء الطلاب للكمامات والتباعد داخل الفصول بالإضافة إلى توفير المعقمات ما يشير إلى أن القرار في هذا التوقيت بالتحديد أقل ما يوصف به أنه قرار كارثي وستترب عليه كثير من الآثار السلبية خاصة طلاب الصف الثامن الذين نتمنى أن يتم استثناؤهم وقيام الامتحانات في موعدها المحدد.

طالبة الصف السادس بمدرسة أم المؤمنين النموذجية بأم درمان ريل الصادق وقع عليها الخبر وقوع الصاعقة حسب تعبيرها وهي تهيئ نفسها بالجلوس للامتحانات التي استعدت لها منذ وقت مبكر وقالت قررت الاحتفاء بعيد الفطر المبارك إلى ما بعد الامتحانات وقررت أن لا أخرج للمعايدة أو أرتدي ملابس العيد حتى ينتهي العام الدراسي إلا أن القرار الكارثي كان له الأثر السالب على نفوسنا مشيرة إلى أنها انخرطت في نوبة من البكاء بسبب التعطيل الذي أكدت أنه سيضر بكثير من الطلاب ووصفته بغير الموفق.

الوضع كارثي
ما ذكره الأساتذة وعدد من أولياء الأمور أكدته التوقعات الصحية في قرارها الذي جاء فيه (بعد استقراء الوضع الوبائي وإرتفاع معدل الإصابات حالياً إلا أن أعداد المصابين قد يتجاوز الـ100 ألف حالة في الأسبوع الأول والثاني من يونيو 2021م إذا استمر الحال كما هو عليه الآن بدون الالتزام بالضوابط الصحية وتطبيق الاحترازات. مما سيترتب عليه المزيد من الوفيات لا قدر الله والمزيد من التدهور الكارثي.
مع إلزام الجميع بغطاء الوجه (الكمامة) في كافة مواقع العمل والأسواق والمركبات العامة وكل من يخالف توجيهات ومطلوبات السلطات الصحية من الأفراد والمؤسسات على حدٍ سواء سيكون عرضة للمساءلة والعقوبة القانونية.

تقرير – محاسن أحمد عبدالله
الخرطوم: (صحيفة السوداني)

 

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



زر الذهاب إلى الأعلى