حماس المشاركة الدولية يقود سيدات السودان لخطوة مستعجلة
كان إعلان مشاركة منتخب السودان للسيدات، في النسخة المقبلة من بطولة إفريقيا المقررة في المغرب 2022، مفاجأة للوسط الرياضي في السودان.
ويعود ذلك لأن التجربة السودانية في دوري السيدات ما تزال في طور البدايات، الأمر الذي يحمل العديد من التفسيرات في خوض مغامرة غامضة على مستوى قاري لمنتخب السودان.
منتخب سيدات السودان سوف يخوض مباراتي الدور الأول بتصفيات كأس إفريقيا للسيدات يومي 7 و15 يونيو المقبل، وهنا تتبدى المغامرة الغامضة، فلا الوقت يكفي ولا الخبرة سوف تسعف الفريق لمواجهة الخبرة الكبيرة لنظيره الجزائري.
المؤشرات تؤكد ضعف خبرة منتخب السودان بالمشاركات الخارجية، استنادا لانطلاق النسخة الأولى من دوري كرة القدم للسيدات في الأول من أكتوبر 2019، وأقمت النسخة الثانية هذا العام.
والمتأمل لعدد المباريات التي خاضتها لاعبات السودان محليا، فإنه لم يتجاوز 40 مباراة، وهو عدد قليل جدا لاكتساب خبرة اللعب القاري والدولي، بخلاف أن لاعبات السودان لم يسبق لهن خوض أي مباراة دولية من قبل.
ويضاف إلى تلك العوامل ضعف وتدني المستوى الفني رغم الحماس الشديد الذي أظهرته اللاعبات ومسؤولو الفرق والزخم والتدافع الجماهيري والإعلامي لدوري السيدات.
قصة المشاركة الأولى لمنتخب السيدات السوداني تحمل أكثر من تفسير، وقد وقف الإلحاح والحماس من قبل لجنة المسابقات ولجنة كرة القدم للسيدات باتحاد الكرة وراء إصرار المشاركة الخارجية الأولى لمنتخب السيدات.
وكان من رأي الدكتور كمال شداد رئيس اتحاد الكرة السوداني، عدم الاستعجال في المشاركة الدولية، وأن تبدأ المشاركة الإقليمية ببطولة دوري السيدات العربي، ثم بطولات إقليم سيكافا وذلك بغرض التدرج الطبيعي لاكتساب الخبرة، ثم المشاركة قاريا.
الإلحاح والحماس اعتبره المراقبون في السودان استعجالا له مبرراته، فالجهد الذي بذلته اللجنتان في تنفيذ نسختين متتاليتين لدوري السيدات بنجاح، يستحق المكافأة بالظهور الخارجي.
والأمر الآخر الذي يستحق الظهور الخارجي هو أن لجنتي المسابقات وكرة القدم للسيدات بالاتحاد تستحقان التمتع بالحق الأدبي في أول مشاركة خارجية.
الاستحقاق الأدبي للجنتي المسابقات ودوري السيدات، بات ضرورة قبل خوض المعركة الانتخابية المقبلة، لأن المواقع قد تتبدل ويتمتع قادة جدد بمجهود بذل وحق أدبي تاريخي في ميلاد فكرة وتطبيق دوري السيدات، في وقت لم يكن للقيادة الجديدة أي إسهام فيه.
الخرطوم :بدر الدين بخيت
موقع الكوورة العربي